تعديل مسار الطائرات الإسرائيلية لا يحدده الطقس السيىء فقط لكن يحدده المتشددون دينياً أيضا، فالتصرفات الغريبة وغير المنطقية من جانب هؤلاء المتشددين لا تتوقف، وآخرها ما حدث على متن إحدى طائرات شركة العال الإسرائيلية التى قررت تقديم شكوى للشرطة ضد عدد من المسافرين على متن إحدى رحلاتها بعد ممارستهم العنف والتعدى بالضرب على طاقم الطائرة المتجهة من نيويورك إلى إسرائيل خوفا من هبوط الطائرة فى إسرائيل يوم السبت مما يعد تدنيساً «لليوم المقدس» حسب اعتقاد المتشددين دينياً.
وقدمت شركة طيران العال شكوى رسمية لدى شرطة إسرائيل ضد بعض المسافرين اليهود بعد أن أثاروا الفوضى والشغب داخل الطائرة التى غادرت نيويورك يوم الخميس فى طريقها إلى إسرائيل وتم إجبارها من جانب هؤلاء المسافرين على تغيير مسارها و الهبوط فى اليونان، ولم تستطع الهبوط فى إسرائيل قبل حلول يوم السبت.
وما حدث كما يراه مسئولو شركة العال يعد أمراً خطيراً واعتداء سافرا على طاقم الطائرة والذين أعربوا عن أملهم فى قيام الشرطة بتفعيل القانون ضد هؤلاء المسافرين.
الأحداث على متن الطائرة بدأت عندما أبدى بعض المسافرين المتشددين دينياً غضبهم من تأخر إقلاع الرحلة التى تقلهم لعدة ساعات عقب موجة من الطقس السيئ فى الولايات المتحدة أجبرت قائد الطائرة على تأخير الإقلاع وأدت أيضاً إلى تأخير وإلغاء رحلات طيران عديدة تابعة لشركات أخرى.
وبعد تحسن أحوال الطقس نسبياً تم التأكيد للركاب المتدينين انهم سيهبطون فى إسرائيل قبل حلول يوم السبت، لكن بعد عدة ساعات تبين لطاقم الطائرة، أنها لن تستطيع إلا بعد حلول يوم السبت حينها بدأ هؤلاء المتشددون فى التذمر والاتيان بتصرفات غير متوقعة.
تقول مسافرة كانت على نفس الطائرة لقد سمعت صياحاً وأصواتاً تتعالى ثم رأيت إحدى المضيفات تبكى بعد ان تطاولوا عليها هى وزميلاتها بالأيدى وقاموا بدفعهن وهددوا باقتحام كابينة قائد الطائرة وكل هذا من أجل عدم تدنيس يوم السبت المقدس لديهم.
مسافرة أخرى كتبت على صفحتها على الفيس بوك: أتوجه بالشكر لطاقم الطائرة والذين كانوا متسامحين لأقصى درجة وحافظوا على ضبط النفس على الرغم من المعاملة المهينة لهم من جانب المتشددين دينياً، إلا أنه وفى النهاية تم الرضوخ لمطلبهم بعدم التوجه إلى إسرائيل حتى يمر يوم السبت، واضطر قائد الطائرة إلى الهبوط فى اليونان وهو الأمر الذى كلف شركة العال نفقات باهظة لتوفير رحلة أخرى لنقل الركاب العلمانيين الذين أرادوا العودة إلى إسرائيل فى نفس اليوم وتكفلت شركة العال بتوفير طائرة أخرى تابعة لشركة يسرائير.
وهذه ليست المرة الأولى التى يتصرف فيها المتشددون دينيا على هذا النحو، فمنذ أربع سنوات وأيضاً على متن رحلة طيران لخطوط العال الإسرائيلية قادمة من نيويورك فى طريقها إلى إسرائيل رفض المسافرون من أفراد طائفة الحريديم (أى الأتقياء) اليهودية المتشددة الجلوس فى الطائرة إلى جانب النساء وعرضوا دفع مبالغ إضافية لتغيير أماكن جلوسهم بعيدا عن النساء، إحدى المسافرات قالت إن قائد الطائرة هدد بعدم الإقلاع إن لم يجلس الحريديم فى أماكنهم، ووصفت هذه السيدة رحلة الطائرة التى أقلعت من مطار جون كيندى بنيويورك فى طريقها إلى إسرائيل بأنها كانت كابوسا استمر لمدة 11 ساعة.
فقبل يوم من الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية توجه إلى إسرائيل عدد كبير من يهود العالم للاحتفال بهذا العيد.
يقول أحد المسافرين ويدعى عاميت بن ناتان إن الحريديم وقفوا فى ممر الطائرة الذى يفصل بين المقاعد وأغلقوه تماما، ورفضوا التحرك رغم توافر مقاعد لهم بحجة انهم لا يرغبون في الجلوس بجوار النساء، واشتكى مسافرون آخرون من سلوكيات الحريديم طوال الرحلة فاكتظاظ الممر بالحريديم الذين وقفوا يؤدون صلواتهم بالطائرة حال دون وصول الركاب إلى حمامات الطائرة.
وفى إحدى المرات شوهد مسافرون يهود متشددون دينيا فى أحد المطارات وهم يضعون عصابات من القماش الأسود على أعينهم لتجنب رؤية أى امرأة ترتدى ملابس غير محتشمة.
وفى مرة أخرى قام رجل من المتشددين دينيا وكان مسافراً على متن إحدى الطائرات بتغطية نفسه بشكل كامل بكيس بلاستيكى شفاف خلال رحلة الطائرة لتجنب التعرض للموتى فى حالة إذا ما حلقت الطائرة فوق منطقة مقابر فزيارة المقابر، أو حتى المرور فوقها بالطائرة محرم لدى هؤلاء المتشددين. أيضا فى المواصلات العامة التى تمر بحى مئة شعاريم بالقدس الغربية والذى تسكنه طائفة الحريديم اليهودية المتشددة هناك مقاعد مخصصة للرجال بعيدا عن مقاعد النساء، وقد اضطرت شركة آجاد لنقل الركاب إلى تنفيذ ذلك فى اتوبيساتها نزولا على رغبة أفراد هذه الطائفة وخوفا من إغضابهم.
رابط دائم: