فى غرفة واحدة تعيش منى البالغة من العمر عشرين عاما مع والدتها وأخ يصغرها، وكان الأب يعمل بالأجر اليومى، وتعاونه زوجته لتوفير متطلبات المعيشة، وتعليم الأولاد، ومرت الأيام والتحقت منى بالتعليم الابتدائى، وشكا الأب من آلام فى المعدة، وقد ظن فى البداية أنها «نزلة برد»، فتناول بعض المسكنات، ولكن مع استمرار متاعبه، خضع لفحوص طبية أثبتت أنه مصاب بورم فى القولون، ولم يمر وقت طويل حتى فارق الحياة، وخرجت الأم للعمل فى المنازل، ولم تتمكن منى من استكمال تعليمها، وتقدم عريس لأختها الكبرى طالبا الزواج منها، فارتبطت به، وساعدها أهل الخير فى شراء المستلزمات الضرورية، وظهر التعب على ملامح الأم، وبالفحص الطبى تبين أنها تعانى مشكلات بالقلب، وحساسية بالصدر، وبعد ذلك تقدم شاب للارتباط بمنى، ولكن «العين بصيرة واليد قصيرة» كما يقولون.
وبنفس هذه الظروف القاسية تعيش أسرة «دنيا»، وهى فتاة عمرها عشرون عاما، حيث يعانى أبوها البالغ من العمر اثنين وأربعين عاما فشلا كبديا، ومتاعب بالقلب، وقد عملت زوجته لرعاية الأسرة، وقد أصيبت بتليف كبدى هى الأخرى، وحصلت دنيا على دبلوم متوسط، وتقدم لها شاب للزواج بها، ومازالت مخطوبة له منذ ثلاث سنوات، فهل من مساعد لهاتين الفتاتين فى زواجهما؟.
صفاء عبدالعزيز
رابط دائم: