ما حكم الحلف بالنبي «صلي الله عليه وسلم»؟
أجاب الشيخ عبد الحميد الأطرش ـ رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر: مع عظم قدر ومقام النبي «صلي الله عليه وسلم»، إلا أنه لا يجوز الحلف به، ولو علي سبيل العادة، أو التعبير عن المحبة لحضرته «صلي الله عليه وسلم»، ذلك أنه لا يجوز الحلف بغير الله كائنًا من كان، لا بالنبي ولا بغيره، وكيف يكون الحلف بالنبي علي سبيل المحبة له وقد نهي صلي الله عليه وسلم عن ذلك، مبينا أن الحلف لا يكون إلا بالله فقال:.. فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت. وقال أيضا لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون.
ما فضل الصلاة علي النبي «صلي الله عليه وسلم»، وهل لها صيغة معينة؟
الشيخ عبد الحميد الأطرش: الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم مِن القربات العظيمة والطاعات الجليلة التي ندبَ الشرعُ إليها وهي مِن أنفع أدعية العبد له في الدُّنيا والآخرة ومِن لوازم وتمام محبَّته «صلى الله عليه وسلم» وتعظيمه وتوقيره وأداء حقِّه، كما أن الصلاة علي النبي في حد ذاتها دعاء لقول الرسول «صلي الله عليه وسلم» البخيل من ذكر أمامه اسمي ولم يصل عليّ. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة علي النبي.
كما تعد الصلاة علي النبي مفتاحا لقبول الدعاء، وروى الترمذي في سننه من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ. قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْت: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ؟ قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَال: إِذًن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ.
وهناك صيغ كثيرة للصلاة علي النبي منها اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد،
وكذلك منها اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته كما صليتَ على آل إبراهيم وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته كما باركتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد وذلك لقوله تعالي «إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا».
ما آداب زيارة قبر الرسول ..وهل يجوز تقبيله علي سبيل التبرك؟
الشيخ عبد الحميد الأطرش: من الآداب المشروعة أن يزور الإنسان قبر النبي «صلي الله عليه وسلم»، وأن يقف أمام القبر فيسلم علي النبي فيقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته «صلى الله عليك وسلم» وبارك وجزاك عن أمتك خير الجزاء ثم يخطو خطوة عن يمينه ليكون مقابل وجه أبي بكر رضي الله عنه ويقول السلام عليك يا خليفة رسول الله ورحمة الله وبركاته جزاك الله عن أمة محمد خيرا ثم يخطو خطوة ثانية عن يمينه ليكون مقابل وجه عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» فيقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته جزاك الله عن أمة محمد خيرا ثم ينصرف.
هذه هي الزيارة المشروعة.. أما ما يفعله بعض الناس من التمسح بجدران الحجرة أو التبرك بها أو ما شابه ذلك فكله من البدع.
رابط دائم: