لقد رفع الاسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها دين سواه، وقد جسد لنا النبي «صلي الله عليه وسلم» المثال والقدوة في احترام المرأة ورعايتها والعناية بالطفل أيضا.
ويقول الشيخ عبدالعزيز النجار رئيس الادارة المركزية للمعاهد الازهرية بالمنوفية :
لقد حفلت حياة النبي «صلى الله عليه سلم» بالعديد من المواقف العظيمة والمشاهد الكثيرة ما يؤكد حسن تعامله مع المرأة، فمنذ ظهور فجر الإسلام ومع اللقاء الأول مع سيدنا جبريل «عليه السلام» فى غار حراء والقلب يرتجف وكانت المرأه العظيمة السيدة خديجة هي التي تتولى أولية الاخبار بالدعوة عندما دخل عليها وهو يقول (زملوني... زملوني) فزملته وغطته رضي الله عنها حتى اطمأنت نفسه وهدأ روعه وأخبرها بخبر نزول الوحي وهذا يعتبر رفعة لمكانة المرأة في حياته «صلى الله عليه وسلم» وتكون أول من آمن وصدق برسالته وهذا تكريم آخر للمرأة.
ومن جوانب العظمة في سيرته وتكريمه للمرأة أنه صلى الله عليه وسلم طرد قبيلة كاملة من أرضها بسبب التعدي على امرأة من المسلمين وذلك عندما ذهبت امرأة إلى سوق بني قينقاع وحدث ما حدث من اليهودي الذي كشف عورة المسلمة.
وأي تكريم هذا للمرأة العجوز التي جاءت تشكو زوجها وينزل سيدنا جبريل عليه السلام بالرد من رب العالمين. ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم تواضع لها واستمع إلى شكواها ولكن الله أيضاً سبحانه وتعالى استمع إلى شكوى المرأة وأنزل آيات تتلى إلى يوم القيامة فيها التشريف والتكريم لكل امرأة.
وكم كان النبي »صلى الله عليه وسلم« يأخذ برأي امرأة ويراه صحيحاً ليبين مكانتها وقيمة رأيها واحترامه لوجهة نظرها وأن هذا لا يتنافى مع الرجولة. وفي آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم يوصى الأمة بالمرأة فيقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع (فاستوصوا بالنساء خيرا) ويكررها.
العناية بالأطفال
وأضاف: أن شئون الدعوة الجسام لم تشغل النبي عن العناية بالأطفال ومداعبتهم ومراعاة احتياجاتهم، وغرس ما يناسب سنهم من قيم وأخلاق، ويتجلي ذلك في تعامله صلي الله عليه وسلم مع الحسن والحسين حفيديه عندما كانا يلعبان حوله ويجلسان على ظهره وهو في الصلاة ولم يزحهما عنه عند الصلاة، كما كان يشركهما في العديد من الأمور المهمة رغم صغر سنهما رغبة منه في تنشئتهما على حسن الإدارة...
وبلغت عناية النبي بالأطفال النزول لعالمهم والاهتمام بأمورهم الخاصة، فذات يوم زار رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه سيدنا أنس بن مالك في بيته، فرأى أخا سيدنا أنس طفلاً صغيراً جالساً على الأرض، وفي حضنه عصفور صغير مريض، والطفل يبكي حزناً على عصفوره.
فحضن الرسول الطفل وقال له:«يا أبا عمير ماذا فعل النُغير؟« (والنُغير هو العصفور الصغير)، فتبسم الطفل الصغير، لأن النبي لقبه كما يُلقّب الكبار فقال له (أبا عمير)، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن عصفوره ولم يسأله أحد عنه من قبل. وبعد أيام زار الرسول الطفل الصغير وسأله بحنان:«يا أبا عمير ما فعل النُغير؟« فرمى الطفل نفسه في حضن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي ويقول: لقد مات النُغير.. لقد مات.
حتي غير المسلمين من الأطفال كان صلى الله عليه وسلم حريصا علي دعوتهم، وانتشالهم من الضلال إلي الهدي، وهذا ما فعله النبي مع طفل يهودي عندما جلس عند رأسه وهو مريض وقال له أسلم فنظر الولد الى أبيه وقد رد عليه الأب: أطع أبا القاسم فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من عنده يحمد الله أنه أنقذه من النار.
رابط دائم: