انطلق أمس مؤتمر التنوع البيولوجى بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى. بمشاركة 196 دولة ويستمر حتى 29 نوفمبر الحالى بدعم من الأمم المتحدة تحت شعار «الاستثمار فى التنوع البيولوجى من أجل صحة ورفاهية الإنسان وحماية الكوكب»، وذلك بحضور أكثر من 9آلاف متخصص. ودعت الأمم المتحدة صناع القرار للمشاركة فى فعاليات الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر أطراف اتفاقية التنوع البيولوجى، لتناقش الحكومات.
كيفية تكثيف الجهود لوقف فقدان التنوع البيولوجى وحماية النظم الايكولوجية التى تدعم الأمن الغذائى والمائى والصحة للمليارات من البشر. ومن المقرر أن يناقش المشاركون الجهود اللازمة لتحقيق أهداف اتفاق «أيشى» للتنوع البيولوجى الذى يهدف للحد من الجوع والفقر وتحسين صحة الإنسان وضمان إمدادات مستدامة من الطاقة والغذاء والمياه والنظيفة. بالإضافة إلى إرساء الأساس للخطة الاستراتيجية العالمية للتنوع البيولوجى (2020ـــ2030). يشهد المؤتمر خلال فترة انعقاده مناقشة ابتكارية بشأن تعميم التنوع البيولوجى فى خمسة قطاعات أساسية من الاقتصاد هى البنية التحتية والتعدين والطاقة والغاز والصناعات التحويلية والصحة، علاوة على بحث تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجى والحفاظ على المناطق المحمية البرية والبحرية، وتدابير أخرى من أجل تعزيز حفظ التنوع البيولوجى وإدارته. كانت وزارة البيئة قد عقدت ندوة برعاية ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لبحث الاستعدادات للمؤتمر والموضوعات المتعلقة بالمحميات الطبيعية وبعض القضايا المثارة والأجندة المصرية خلاله، حيث أكد الدكتور أحمد سلامة مستشار الوزيرة أن جلسات المؤتمر تتضمن مجموعة من المشكلات العالمية أهمها دمج الصحة فى التنوع البيولوجى ومراعاة معايير التنوع البيولوجى فى التعدين والطاقة وتطبيقها من خلال الشق رفيع المستوى فى كل دولة على حدة والسير وفق معايير محددة دولية وليس على مستوى مصر فقط، وستعرض مصر قصص نجاحها التى حققتها فى مجال التنوع البيولوجى خلال المؤتمر.
وأوضح الدكتور محمد سالم رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة خلال مناقشات المؤتمر التحضيرى للوزارة أن مؤتمر شرم الشيخ هو قمة عالمية تناقش المشكلات العالمية للتنوع البيولوجى على مستوى العالم حفاظا على أنواع الحيوانات من الانقراض، وأن المحميات الطبيعية إحدى وسائل الحفاظ على التنوع البيولوجى على كوكب الأرض، وأن السبيل الوحيدة لبقاء الجنس البشرى على الأرض هو الحفاظ على البيئة والكائنات الحية الموجودة على الأرض وهى ليست رفاهية، ولهذا السبب اتفقت دول العالم على ضرورة الإعلان عن نسبة 15% كحد أدنى من مساحتها محميات طبيعية باعتبارها إحدى أدوات الحفاظ على التنوع مع ضرورة حسن اختيار هذه النسب والمساحات لتحقيق المعادلة.
وأضاف: هناك دول أعلنت عن مساحات أكبر من النسبة المحددة للدول فمثلا فرنسا أعلنت 38% من مساحتها محميات طبيعية وكندا والنرويج، قائلا: التوجه العالمى أن تكون النسبة 15% يابسة و15% مياهًا لاختلاف البيئة البرية عن البحرية، ولابد أن يكون هناك تكامل بينهما، ومصر تسير فى هذا الاتجاه، حيث أعلنت 15% من مساحتها محميات طبيعية تمثل جميع البيئات الموجودة بها.
وأشار سالم إلى أن مؤتمر شرم الشيخ سيؤكد خلال جلساته ضرورة ضمان واستمرار هذه النسب من المحميات، لكن لماذا نسبة الـ 15%، قال إنها النسبة المتفق عليها من العلماء والخبراء بأنها تعادل نسبة ما يرتكبه البشر من أخطاء خارج الأماكن المحمية، لأن المحميات تحقق الاستدامة فى التنوع البيولوجى، وأوضح أن أشجار المانجروف مثلا أحد ثلاثة أنواع تمتص 50% من ثانى أكسيد الكربون على الأرض ولا تعيد إخراجها لأن خروجها يتسبب فى ارتفاع حرارة الأرض.
وفيما يتعلق باتهام مصر بالصيد الجائر للطيور المهاجرة، نفى الدكتور أيمن حمادة مدير الإدارة العامة لتنوع الأنواع والأجناس صحة اتهامات الإعلام الأجنبى حول هذا الموضوع، قائلا:ـ إن الاتفاقيات الدولية لا تمنع الصيد ولكن تنظم العملية دون التعرض للأنواع المعرضة للانقراض وأن وزارة البيئة بصدد إعداد تقرير للرد عليه خلال المؤتمر لأنه لم يعتمد على منهجية علمية وإنما اعتمد على منهجية آراء الخبراء دون الاعتماد على الإحصاءات العلمية الثابتة، وكانت الوزارة قد نفذت بالتعاون مع جهات دولية إحصاء دقيقًا فى 2016 بلغ عدد الطيور المصطادة 362 ألفا، وفى عام 2017 تم توسيع نطاق العمل ليشمل سيناء فبلغ 1.6 مليون، وهو معدل مقبول عالميا بالنسبة للدول الملتزمة بتطبيق قوانين منع الصيد، مضيفا أن جهود مصر فى هذا المجال تكللت بحصول جهاز شئون البيئة على جائزة الأمم المتحدة على نجاحه فى هذا المجال ومن المقرر أن تمنح له خلال المؤتمر.
كما يتعرض المؤتمر إلى ظاهرة تماسيح بحيرة ناصر، حيث برأ حمادة التماسيح من تهمة تراجع كميات الأسماك فى البحيرة وعلاقتها به، وأوضح أن ما يشاع عن أن التماسيح تتغذى على كميات هائلة من الأسماك لا أساس له من الصحة وغير علمي، والحقائق العلمية تقول إن التماسيح لا تتناول الغذاء حتى حد الإشباع إلا مرات قليلة طوال حياتها التى قد تصل إلى 40 سنة، وهو ما يعنى عدم شراهة التماسيح لتناول الغذاء أساسا، كما أن التماسيح تعتمد فى غذائها على الرميات والجثث النافقة وتؤدى بذلك وظيفة بيئية للبحيرات بتطهيرها.
رابط دائم: