إنها المرأة والأم والفنانة التى عاصرت أجيالاً وشهدت طوال ستين عاما من الإبداع على أجيال وتغيرات وثقافات، وفى داخل قلبها الموصد على ذكريات الزمن الجميل مشاعر هائلة من الامتنان والفخر لزوجها الراحل عز الدين فؤاد ذلك الإنسان الذى أسهم بدعمه واهتمامه وتشجيعه لها منذ أولى خطواتها نحو مشوار ممتد من الفن والإبداع، هذا مادفع الفنانة وسام فهمى نحو مساحات أرحب ولوحات تتزين بفنون البورتريه الذى برعت فيه منذ ستينيات القرن الماضى بجانب أعمال أخرى تتجاذب بين فن التجريد وتبسيط التعبير بدرجات لونية تحمل دلالات على الرقى الإنسانى بجدارة.
وتمكنت من وضع بصماتها مباشرة بعد تخرجها من مدرسة ليوناردو دافنشى بجماليات مضافة على الشوارع والطرقات الشعبية وخلفيات تؤكد لنا تأثرها بالتراث المصرى والحضارات الماضية فى ظلال شرقية المضمون ووجوه يعلوها ملامح الجمال والسمو، ومشاعرها تتضح فى تحرك الفرشاة على سطح اللوحة، لتختار أبطالها بعناية وبإطلالات شخصيات تعكس اهتمام مجتمعنا المصرى حينها بالذوق العام والتحضر بأشكال وأذواق تفوق كل دول العالم، فتجد نفسك أمام إبداعاتها فى حيرة وتساؤل أين ذهب هذا النسيج المجتمعى الراقى ؟ حتى وإن كان بسيط الحال؟
وأخيرا أطلت علينا هذه الفنانة الكبيرة من خلال معرضها المتجدد والذى افتتحته منذ يومين د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، ود.مجدى صابر رئيس المركز الثقافى القومي، بقاعة صلاح طاهر داخل حرم دار الأوبرا، لتعرض وسام فهمى أهم محطاتها التشكيلية على مدى مشوارها الفنى بتنويعات من الماضى إلى الحاضر، ومزج عناصر التكوين ليجمع بين أشياء من الواقع وتفاصيل تسبح بالخيال لتشكل من فنها كيانا فريدا من نوعه.
وقد أرادت الفنانة تقديم نموذج من الإنسانية والانتماء لأرض مصر بتخصيص جزءً من عائد المعرض لمؤسسة ا.د.مجدى يعقوب لأمراض القلب بأسوان، وا.د.محمد غنيم مؤسس المركز العالمى لأمراض وأبحاث الكلى بالمنصورة، تشارك فى «سيمفونية الخير» كما اسمتها الفنانة وسام فهمي، وهذا هو نموذج العطاء والإبداع لنساء مصر.
رابط دائم: