رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرئيس خلال جلسة الحوار للرد على أسئلة المشاركين: المنطقة العربية تواجه مشكلات مركبة ومعقدة للغاية.. الصراع باليمن ليس بين الحوثيين والسلطة ولكن بين دول إقليمية

شرم الشيخ ــ شادى عبدالله زلطة ــ إسماعيل جمعة
الرئيس فى أثناء حواره مع الشباب

  • تدشين عملة موحدة فى إفريقيا حلم يحتاج لعمل شاق من الجميع
  • تشكيل لجنة وإجراء حوار مجتمعى لتعديل قانون الجمعيات الأهلية
  • لا يوجد ما يسمى بصفقة القرن.. والمصطلح طرحته وسائل الإعلام
  • الجيش المصرى ليس مسيسا أو مذهبيا ومستعد أن يضحى للحفاظ على الدولة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المشكلات التى تواجهها المنطقة العربية والإسلامية مركبة ومعقدة وتحتاج إلى جهود كبيرة وقدرة على التأثير لإيجاد حلول لتلك المسائل. وأضاف ــ ردًا على تساؤل حول الأزمة اليمنية، خلال مشاركته فى جلسة حوار للرد على أسئلة بعض المشاركين فى منتدى الشباب ــ أن الصراع فى اليمن ليس بين الحوثيين والسلطة اليمنية ولكن قد يكون بين دول وقوى اقليمية، مشيرا إلى أن هناك جهودا تبذل لحل الازمة بالتنسيق مع السعودية ودول الخليج لكن «قدرة مصر لها حدود». و هذا الحديث لا ينطبق فقط على اليمن وإنما على سوريا وليبيا وأفغانستان، معربا عن تمنياته أن تنتهى هذه الصراعات حتى ينعم أهلها بالأمان والسلام.

وفى رده على سؤال بشأن الموقف من قضية «جمال خاشقجي» أكد الرئيس دعم مصر للمملكة العربية السعودية، أن هذه القضية تخضع للتحقيق من جانب جهات التحقيق فى دولتين، الدولة التى حدث على أرضها الواقعة والمملكة العربية السعودية، وتساءل الرئيس قائلا» لماذا نستبق الأحداث.. لماذا لا تصدقوا الأشخاص فى منطقتنا». وأضاف قائلا: « فى مصر على سبيل المثال عندما يقال إن موضوعا ما يخضع للتحقيق وإن العدالة ستأخذ مجراها..لماذا لا يتم تصديق هذا الكلام، هناك اعتقاد بأننا نستطيع تسييس القضاء فى القضايا التى تهتم بها الدول المتقدمة وأن نأخذ القضا إلى مسارات أخرى ،والحقيقة عكس ذلك تماما.. أنا أتحدث عن مصر كمثال».

وأشار الرئيس أيضًا إلى أنه فى عام 2013 تم الاعتداء على مجموعة من الكنائس المصرية وسقط ضحايا ومصابون والإجراء الذى كان من الممكن أن تتخذه الدولة هو تقديم الجناة للعدالة أو يتم اتخاذ إجراءات معهم خارج سلطة القانون، وأن الدولة قامت باتخاذ الإجراءات القانونية وعندما صدرت الأحكام بإعدام بعض الجناة تم الحديث عن أن القضاء فى مصر «عنيف». وأضاف قائلا : «عندما قتل فى الكنائس والمساجد بمصر خلال فترة محدودة ما يقرب من 500 إنسان بريء ليس لديهم أى ذنب سواء فى تفجير ثلاث كنائس أو فى قتل 324 من المصلين داخل المسجد وقيام الدولة بتقديم الجناة إلى العدالة وإصدار الحكم بالإعدام المنصوص عليه فى القانون المصرى والقانون الدولى لا يجرم ولا يمنع ذلك، رغم ذلك هناك بعض الأصدقاء فى أوروبا يرون أن هذا أمر مرفوض، فهذا الرفض وفقا لثقافات وأفكار يعتقدونها ونحن نحترم هذا ولكن من الضرورى أيضا أن تحترم إرادة مصر فى الحفاظ على أمنها بمسارات العدالة الموجودة».

وحول دعم مصر للمملكة العربية السعودية، قال الرئيس :«أحافظ على السعودية وعلى كل الدول مستقرة لأن المنطقة العربية لا تتحمل أكثر من ذلك»، مشيرا إلى أن الاضطرابات الموجودة فى ليبيا وسوريا والصومال واليمن وأفغانستان وغيرها من الدول الإفريقية أدت إلى ذهاب مئات الآلاف وربما الملايين إلى معسكرات للاجئين أو سقطوا فى البحر أو ذهبوا إلى أوروبا، مشيرا إلى أنه يجب أن نكون منتبهين للتعامل مع الأحداث فى المنطقة وأن نضع نصب أعيننا الحفاظ على حد أدنى من الاستقرار فى المنطقة.

وردا على سؤال لشاب أفغانى يدعى محمد قاسم عن وجهة نظره بشأن إغلاق بعض قادة دول العالم أبواب بلادهم فى وجه المهاجرين، قال الرئيس إن من حق كل دولة أن تحافظ على شعبها ومصالحها واحترام حقوق الإنسان فى إطار الحفاظ على مصالحها الوطنية.  وأضاف: «يجب أن نسأل أنفسنا إذا ما كنا نحافظ على دولنا أم لا»، مضيفا «لماذا هناك قتال داخلى فى أفغانستان استمر أكثر من 40 عاما وغيرها من الدول؟ لماذا نتصارع داخل دولنا ثم نطالب الدول التى تعمل من أجل إحراز تقدم والحفاظ على شعوبها أن نتشارك معها»..

وردا على سؤال حول إمكانية تدشين عملة موحدة فى إفريقيا، أكد السيسى أن هذا حلم يحتاج إلى عمل شاق من جميع الدول فى إفريقيا،، وأن تدشين الدول الأوروبية للعملة الموحدة  «يورو» جاء عقب جهود كبيرة من العمل المؤسسى الدقيق المنظم وفقا لقاعدة علمية اقتصادية ضخمة». وأضاف: «تلك الأمور لا تؤخذ برغباتنا فقط ولكن هل مقوماتنا تسمح بأن نطلق عملة موحدة؟.. كل ما نتمناه لا يمكن تحقيقه مباشرة». وأوضح أن التجربة الأوروبية سبقها مناقشات امتدت لأكثر من 40 عاما لتوحيد القارة الأوروبية، ورغم ذلك حدث نوع من التوقف لمراجعة هذه الإجراءات مرة أخري. إذا كنا نتحدث عن إفريقيا نحن نتمنى أولا أن نوقف نزيف الدم ونحقق الاستقرار والأمن بدول القارة وتحقيق معدل تنمية مناسب للجميع». 

وفى إطار ملف الجمعيات الأهلية، وافق الرئيس السيسى على تشكيل لجنة وإجراء حوار مجتمعى حول قانون الجمعيات الأهلية وأن تعيد الجهات المعنية تقديمه لمجلس النواب، وذلك عقب سؤال من فتاة تدعى «يوستينا ثروت» عن قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية. وقال الرئيس:«أنا أؤمن بالعمل الذى تقوم به منظمات المجتمع المدنى وعندما يتم افتتاح أى مشروع للأعمال ذات سمة خيرية يتم التنويه بأن هناك منظمات مجتمع مدنى معنا. وأضاف: « القانون الجديد كان به «فوبيا» التخوف على مصر من منظمات المجتمع المدني»، ولم يتم تفعليه خلال الفترة الماضية. كما أوضح الرئيس أنه لا يجوز صدور قانون من البرلمان ونتحرك به بشكل سلبى إلا أننا لم نتحرك بفعالية فى تنفيذه أملا فى إعادة صياغته بشكل يتناسب مع الدور الذى تقوم به منظمات المجتمع المدني. مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 50 ألف جمعية تقوم بدور رائع بمصر، وحاجة الدولة لهذا الدعم من جانب منظمات المجتمع المدنى والتى تنظم جهود المصريين جميعا.  وأن الدولة حريصة بأن يكون هذا القانون متوازنا يحقق المطلوب منه فى تنظيم العمل للجمعيات بشكل جيد.

بينما أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تصبح مصر دولة متقدمة ينعم فيها الشعب بحياة مناسبة. وقال «نحن فى مصر 100 مليون نسمة منهم  65 مليونا أقل من 40 عاما لديهم أمل وانتظروا كثيرا وأتمنى من الله أن استطيع فى فترة إدارة مصر أن أقدم شيئا للشعب وللإنسانية بنبذ الصراع والعنف، وأن المشكلات الموجودة فى مصر كثيرة وكذلك بالمنطقة وأفريقيا، مشيرا إلى أنه إذا كانت مصر تمتلك قدرات قوية فلن تكون فقط لمصلحتها بل ستكون لدول مجاورة إذا أمكن ذلك. 

كما تطرق الرئيس للحديث عن الوضع الاقتصادي، قائلا إن إجراءات الإصلاح الاقتصادى صعبة، معربا بالوقت ذاته عن تقديره لتحمل المواطنين لصعوباته.

وحول من أثر فى تكوين شخصية الرئيس، قال إنه شكل قناعاته وشخصيته على مدى فترات طويلة وهناك الكثير من الشخصيات التى أثرت فيه وساعدت فى تكوين شخصيته ومنهم مفكرون، مضيفا أنه إنسان مصرى بسيط مثل كل مصرى بسيط يسعى ويحلم من أجل بلده. وأضاف:«كنت أستفيد من القراءة للإطلاع على أفكار الآخرين والاستفادة منهم لبناء فكرة ذاتية، وهناك شخصيات أسهمت فى تكوين الصورة العامة لشخصيتى ومنهم والدى ووالدتى وأقاربى وبعض الأشخاص البسطاء الذين جعلوا الصورة طيبة فى حياتى عن المجتمع وكيفية التعامل مع الآخرين».

وردا على سؤال حول تدعيم العلاقات مع الدول النامية فى جنوب شرق آسيا، قال الرئيس إن مصر تسعى لتطوير علاقاتها بشكل متوازن مع الجميع وليس جنوب شرق آسيا فقط، بعيدا عن الاستقطاب والتكتلات. وأضاف أنه زار العديد من الدول الآسيوية كسنغافورة والهند واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام ورغم عدم زيارة الفلبين ونيبال فإن مصر تتحرك لتطوير علاقتها مع الجميع، مشيرا إلى أن «مصر بحاجة إلى التعاون مع الجميع والعالم بكامله فى حاجة دائمة إلى التواصل وتحقيق المصالح المشتركة لإفادة بعضنا البعض ومصر تتحرك دائما فى هذا الاتجاه».

وحول القضية الفلسطينية، قال الرئيس إن مصر حريصة وتتحرك بشكل مستمر لتهدئة الأوضاع والحد من النزاع المسلح ما أمكن فى قطاع غزة لوجود ما يقرب من 2 مليون إنسان، مشيرا إلى أن فتح معبر رفح منذ شهر رمضان الماضى حتى الآن جاء للتخفيف من آثار الظروف الصعبة التى يعيشها الناس بالقطاع. وإن مصر تسعى للمصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس لتشكيل قناعة بأن هذا الأمر حتمى لوجود سلطة واحدة وقيادة واحدة للفلسطينيين بالقطاع والضفة، وذلك من أجل الاستعداد للقادم وان كان هناك تفاوض فيكون لسلطة واحدة. مؤكدًا موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة بجوار الدولة الإسرائيلية مع الحفاظ على أمن وسلامة الفلسطينيين والإسرائيليين ، مؤكدا أن مصر لن تتفاوض أو تقبل بشيء إلا بما يقبله الأشقاء فى فلسطين.

وردا على سؤال لأحد المشاركين بمنتدى شباب العالم يتعلق بصفقة القرن، أكد الرئيس أنه لا يوجد ما يسمى بصفقة القرن، وقال «قد يكون طرحا فى وسائل الإعلام وقد يكون لاختبار ردود الأفعال أو خلافه لكنى كمسئول لا أقوم بالرد على سؤال بدون بيانات أو معلومات، وفى رده على قول أحد الحضور بأن فلسطين عاصمتها القدس الشرقية والغربية، قال «إن التقديرات الحقيقية للواقع بحاجة للتجديد وأن يتم التعامل معها بشكل موضوعي، إن  القضية الفلسطينية وعلى مدى 60 عاما مضت فقدت فرصا حقيقية للحل نتيجة ما يقال».

وعن الفجوة بين الأغنياء والفقراء، قال السيسى إن تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء ليس بإرادة أحد منا تتطلب إرادة دولية وبرامج من أجل تحقيق ذلك. وأضاف قائلا: «مهما قمنا بمشروعات زراعية وخدمات فلن تلبى طلبات 100 مليون، ولابد أن يكون للصناعة نصيب جيد فى الاقتصاد، مشيرا إلى أن الصناعة تتطلب وجود مستثمرين باستثماراتهم، كما أوضح الرئيس أن هناك دورا على الدولة لجذب الاستثمارات الصناعية يتمثل فى تسهيل الإجراءات التى تؤدى إلى جذب المستثمرين ووجود البنية الأساسية وتوفير البيئة التشريعية المناسبة وتحسين ظروف العمل والاستثمار ولكن تبقى الإرادة الدولية للسماح ببعض الصناعات بالوجود فى دولة كمصر أو غيرها من الدول الإفريقية. 

وردا على سؤال لأحد المشاركين حول ما الذى يبقى الرئيس السيسى ساهرا، قال:» لا يبقينى ساهرا سوى بلدى مصر حتى من قبل وجودى فى هذا المنصب.. لابد من تغيير ما نحن فيه ليس على حساب الآخرين أو بالاعتداء على الآخر ولكن بالعمل والصبر والتحمل».

وردا على سؤال حول رغبة البعض فى الحكم للأبد، أكد الرئيس أنه لا يوجد حكم للأبد وأن الأمر ينتهى بعمر الإنسان لكن الشعب يغير إذا أراد التغيير.


الرئيس فى صورة تذكارية مع بعض الشباب المشارك فى المنتدى

ووجه الرئيس السيسى حديثه لشاب عراقى يدعى عبدالله قائلا :«أنت مشفتش العراق أنا شفتها كانت دولة قوية قادرة يشار إليها بالبنان وكانت قادرة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وكان لها تأثير كبير فى محيطها.. وإذا تحرك الناس بدأوا بهدم الدولة على أمل البناء ثانية.. لكن الدولة التى تنهار لا تعود مرة أخرى مع إخراج مصر من هذه القاعدة.. لأن هناك سببين الأول متمثل فى الإرادة الإلهية أما السبب الثانى أن هناك جيشا قويا جدا..فى مصر ليست قوة مال أو عسكرية بل قوة وطنية فالجيش مستعد للتضحية بنفسه من أجل بقاء الدولة والحفاظ عليها. وقال إن الجيش كان منتشرا فى كل مصر من الإسكندرية حتى أسوان من أجل الحفاظ على بقائها فى وقت لم يكن فيه سوى الجيش، حيث تم ضرب وزارة الداخلية وهذا كان جزءا من مخطط لإسقاط الدولة، مضيفا أن الجيش المصرى ليس مسيسا أو مذهبيا فهو جيش وطنى به المسلم والمسيحى.

كما أشار إلى أنه عند حدوث فراغ تتحرك قوى موجودة داخل المجتمع تتصور أن لها الأولوية والحق المقدس فى قيادة الدولة فإما أن يحكموا أو يقتلوا. وقال السيسي:«لا أحد يستطيع أن يلوم الآخر فيما حدث بسوريا..ولا أستطيع أن أتصور أن يقوم أحد بهدم دولة وتدميرها بنفس نسب التدمير فى أى حرب تقليدية مثل ما حدث فى سوريا والعراق وليبيا وغيرهم» .

وحول وجود برامج لتأهيل الشباب العربى بالأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، قال الرئيس السيسى إن الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب تعمل منذ أكثر من عامين على استقبال المصريين المنتقين من شباب وشابات مصر ثم يتم تأهيلهم لتولى القيادة. وأضاف أنه من المخطط للأكاديمية أن تقوم بدور فى تأهيل الشباب العربى والإفريقى بالإضافة لدول أخري، وأن الأكاديمية بالمرحلة الأولى من إعداد البرامج والقيادات حتى تتمكن بالقيام بدور فاعل  وذلك بالاتفاق مع حكومات الدول لإرسال الشباب الذين ترغب فى تأهيلهم. 

وحول علاقات مصر مع أمريكا اللاتينية، أكد الرئيس السيسى أن علاقات مصر مع دول أمريكا اللاتينية مستقرة، مشيرا إلى أنه تم  خلال السنوات الماضية لقاء رؤساء ومسئولين من دول أمريكا اللاتينية من أجل تعزيز العلاقات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2018/11/06 06:24
    0-
    0+

    سمعنا الرئيس فكان كعادته واضحا صريحا صادقا لا يخفى شيئا
    الرئيس بصراحته وتواضعه ودماثة خلقه أثار إعجاب المشاركين والعالم وملأ قلوب المصريين بالفخر والعزة وأثلج صدورهم.....تحيـــا مصر وعاش قائدها وزعيمها رجل الاقدار
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق