رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«صفقات» ترامب الخارجية .. ورقة رابحة

محمد عبد القادر
ترامب

كشفت الحملات الانتخابية لكلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى عن تزايد توظيف قضايا السياسة الخارجية للتأثير على الناخبين باعتبارها قضايا أمن قومي، رغم تركيزها عادة على القضايا الداخلية التى تؤثر على الناخب الأمريكى بشكل مباشر.

وخلال مشاركته فى حملات الدعاية الانتخابية لمرشحى الحزب الجمهوري، سعى ترامب لإثبات قدرته على عقد الصفقات على المستوى الخارجي، مستعرضا ما وصفه بالـ«مكاسب» نتيجة التزامه بشعار «أمريكا أولا».

ومن أبرز قضايا السياسة الخارجية التى استغلها ترامب ومرشحو الحزب الجمهورى للتأثير على الناخبين الأمريكيين، الإفراج عن معتقلين فى كوريا الشمالية، كذلك الضغط على تركيا للإفراج عن القس أندرو برانسون، فى الوقت الذى ربط فيه أى حوار قادم مع إيران بضرورة إطلاق سراح السجناء لديها.

كما روج ترامب لنجاحه فى دفع بيونج يانج للجلوس على مائدة المفاوضات، وإيقاف تجاربها النووية التى تهدد أمن واشنطن وحلفائها، بعد قمته مع الزعيم كيم جونج أون.

اقتصاديا، تباهى الرئيس الأمريكى بنجاحه فى تعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «نافتا»، وتأثير ذلك على آلاف الشركات وملايين الوظائف، إلى جانب معالجة العجز فى التبادل التجارى والذى يُقدر بنحو 71 مليار دولار لصالح المكسيك، و17 مليار دولار لصالح كندا.

أيضا النجاحات الكبيرة فى ضبط العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبى بموجب الاتفاق الذى وقعه مفوض السياسة الأوروبية جان كلود يونكر فى واشنطن أواخر يوليو الماضي، لتهدئة حرب الرسوم الجمركية بين الجانبين.

كما دافع ترامب عن الحرب التجارية مع الصين التى أكد أنها تهدف إلى معالجة عجز الميزان التجارى بين البلدين، الذى وصل فى نهاية عام 2017 إلى 375٫5 مليار دولار لصالح بكين.

فى المقابل، ركزت الدعاية الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين على السياسة الخارجية «العدائية» تجاه الحلفاء حول العالم، خاصة عقب التصريحات المتكررة لترامب حول ضرورة تحمل الدول الحليفة تكلفة مواجهة التهديدات الخارجية.

كما وجهت الانتقادات للرئيس الأمريكى بسبب تجاهل تراجع التمثيل الدبلوماسى فى عدد كبير من دول العالم، فى الوقت نفسه الذى افتقدت فيه الولايات المتحدة لممثلين لها فى الهيئات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ومنها: مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، والتى أعلن الانسحاب منهما. كذلك تقليص ميزانية وزارة الخارجية لمستويات غير مسبوقة، حيث بلغت النفقات المخصصة فى مشروع ميزانية عام 2019 المقدم للكونجرس حوالى 39٫3 مليار دولار تتقاسمها مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مقارنةً بتخصيص حوالى 716 مليار دولار للإنفاق العسكري.

ضف إلى ذلك استمرار التحقيقات الجارية من جانب وزارة العدل والكونجرس حول علاقة روسيا بالحملة الانتخابية لترامب، والخروج من اتفاقيات دولية، وعلى رأسها الاتفاق النووى الإيراني، الذى كان يعد بمثابة أكثر الإنجازات التى حققها الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما.

وما بين «صفقات» ترامب وتقييم المكاسب والخسائر من ورائها تبدو احتمالات تحقيق الجمهوريين أو الديمقراطيين الأغلبية تحت قبة الكونجرس معلقة بيد الناخب الأمريكى يوم التصويت.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق