رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«كابيتول هيل» .. بين المد الإسلامى والحرب العرقية

شريف سمير
الكونجرس

من شدة الاختلاف يتولد الصراع .. وتأتى المشكلات .. وهذا هو أكثر ما يميز الكونجرس الأمريكى الشهير بتركيبته السياسية الأكثر تنوعا فى التاريخ.

حيث يضم الكونجرس «كابيتول هيل» مجلسا النواب والشيوخ ١١٥ عضوا أغلبهم من السلالة البيضاء بتباين انتماءات الأعضاء، غير أن اختراق الأقليات العرقية للكونجرس فتح المجال لمزيد من التنافس السياسى وتغذية طموح المهمشين فى المجتمع الأمريكى نحو السلطة ودوائر صنع القرار مع تنامى نفوذ الكونجرس وتأثيره على أجندة البيت الأبيض الرئاسية.ومنذ عام تقريبا، كشف معهد بيو للأبحاث فى دراسة نشرها الباحث كريستين بياليك أن واحدا من كل ٥ من أعضاء «النواب» و«الشيوخ» يمثل الأقلية العرقية أو الإثنية، وبشكل عام، تشكل نسبة غير البيض ١٩٪ من أعضاء الكونجرس الحالى، لا سيما وأن اللاتينيين والأقليات العرقية الأخرى يشكلون ٣٨٪  من سكان الولايات المتحدة.

واعتبرت الدراسة أن هذا الوضع يمثل قفزة ملحوظة تصب فى مصلحة الأقليات العرقية أو الإثنية فى الكونجرس السابق.واحتلت الكتلة الآسيوية واللاتينية الحيز الأكبر من «كوتة» الأقليات فى الكونجرس، وتضاعف تمثيلهم فى الهيئة التشريعية الوطنية منذ عام ٢٠٠١، ويعزى هذا النمو إلى حاجة مجلس النواب إلى وجوه مختلفة ودماء جديدة، تخاطب الرأى العام الأمريكى وتساهم بإيجابية فى تغيير بوصلة السياسة الداخلية.

وفى ظل هذه الأجواء انتهز التيار الإسلامى الفرصة للمشاركة فى هذا السباق الانتخابى وسعى لزرع كوادره داخل الكونجرس من خلال انتخابات التجديد النصفى فى ٦ نوفمبر كل عامين.

ولعل حالة الاضطهاد التى يواجهها مسلمو أمريكا مع إلصاق اتهامات الإرهاب بهم والموقف المعادى الذى يتبناه الرئيس الجمهورى دونالد ترامب كانت دافعا كافيا للتفكير فى تكوين حائط دفاع سياسى أمام هذه الضغوط التى تحاصر المسلمين فى الولايات المتحدة وتخنق حرياتهم، خصوصا بعد معلومات أقرها سكوت سيمبسون مدير جماعة «محامون للدفاع عن المسلمين» بظهور مرشحين انتخابات الكونجرس المقبلة مناهضين للمسلمين فى كل منطقة، بقوله : “رأيناهم فى كل مستوى من المستويات .. فى المدارس والكليات ومجالس التخطيط .. وصولا إلى منصب الحاكم، ثم الكونجرس نفسه .. ورأينا ذلك أيضا فى الأماكن الليبرالية والمحافظة على حد سواء ..  ترسخت جذورها وأصبحت واسعة الانتشار».ورصد التقرير أكثر من ٨٠ حملة فى جميع أنحاء أمريكا يديرها مرشحون شاركوا فى هجمات حملة ضد المسلمين على مدى العامين الماضيين، ليكتشف أن جميع المرشحين تقريبا من المعسكر الجمهورى، ويروجون لفكرة وجود «مؤامرة إسلامية» للسيطرة على المجتمعات أو التسلل إلى الحكومة، ولم يكتفوا بذلك بل طالبوا بحرمان المسلمين من الحقوق الأساسية انتهاء باعتبار الإسلام «ليس دينا».

ويبدو أن المعركة الراهنة الملاذ الأخير لعودة الديمقراطيين إلى الملعب والوقوف أمام جموح إدارة ترامب لتنقية المجتمع الأمريكى من «شوائب» الأقليات، ويراهن المرشحون الديمقراطيون على التصدع داخل فريق ترامب الرئاسي، وهو المشهد الذى يخلق حالة من الصراع الملتهب بين البيت الأبيض والكونجرس.

ففوز الأقليات بنسبة مريحة من المقاعد يسبب إزعاجا وإرهاقا لإدارة الرئيس الملياردير.

.. والكلمة الأخيرة فى النهاية للناخب الأمريكي.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق