مرة أخرى، أنا زوج صاحبة رسالة «العاصفة الكبرى» التى أرسلتها إليك بواسطتى طالبة النصيحة فيما تفعل معى بعد أن طلبت منها موافقتها على زواجى من أخرى مع الاحتفاظ بها، وذلك بعد زواج دام أكثر من ربع قرن وثلاث بنات فى سن الزواج الآن، وقد أرسلت لك رسالة من طرفى شارحا فيها وجهة نظرى، وقرأت رأيك فى هذا الموضوع، وكذلك التعليقات، ولم أعلق فى حينه إلا بعد أن تنتهى كل تعليقات قرائك وكذلك بعد أن يكون هناك جديد وتهدأ العاصفة، وبرغم تقديرى العميق لك ولنصائحك الغالية وقبولى معظم ما ذكرته إلا أننى صدمت من نصيحتك لزوجتى بأن تطلب الطلاق فى حالة إصرارى على إتمامى للزواج الثانى، كما زادنى ألماً أن معظم تعليقات قرائك صبت اللعنات على شخصى، وعلى السيدة الفاضلة الطرف الثالث فى الموضوع (الزوجة الثانية بإعتبار ما سيكون) واشهد الله أن هذه السيدة من أشرف وأفضل من قابلتهن فى حياتى، وأنها فاضلة قولا وفعلا، ولم أجد عليها أى سوء خلق ولا نقيصة، وإننى أبرئ ساحتها أمام الجميع كما أود أن أنصح قراءك بألا يقذفوا الناس بالباطل وأن يكونوا حريصين على مشاعر الجميع، وأرجو من الله أن يسامح كل من قذفنى وقذفها بكلمة أو أذاها بلفظ، فأنا وهى لم نطلب إلا الحلال وفى النور، وقد شرعه الله فى ديننا، فلماذا كل هذا التجريح فيها بالذات، وقد تأملت كل التعليقات ولم أجد أى مرجع حقيقى يستندون عليه إلا العرف وبعض القوالب المتجمدة، ولم يتطرقوا للدين والشرع، كما لم أجد فيها إلا القليل الذى يناقش الموضوع من زوايا جديرة بأن تؤخذ فى الاعتبار، ومنها تعليق الدكتور شعراوى محمود حسن (وله منى كل التحية) وقد استفسر وتساءل: كيف تكون نيتى إحياء إمرأة أخرى غريبة بزواجى منها، وفى نفس الوقت قد قمت بقتل زوجتى الأولى وام بناتى بتركى لها وبالتالى قد قتلت الناس جميعا.. لقد كان شرطى فى الزواج بالسيدة الثانية ألا أهدم بيتى الأول وأوفى بكل التزاماتى ومسئولياتى تجاهه، وهو كثيرا ما أطلق عليه «مشروع حياتى الأول» فى أن يكون لى أولاد صالحون ونافعون لأنفسهم ومجتمعهم وسعداء، والحمد لله أزعم أننى قد قطعت شوطاً ليس قليلاً وبنجاح فى ذلك، وشجعتنى تلك السيدة عليه، وكنا قد اجتمعنا على كتاب الله وهو القرآن، وهو الحكم فى كل أمورنا.
وفور نشر الرسالة وجدت زوجتى قد زادت يقينا بأن معها كل الحق فى موقفها بعد أن قمت أنت بتأييدها، ولاحظت أيضاً أن سلوكها قد تغير، ودخلت فى حالة من الانطواء واللامبالاة وساءت نفسيتها، ووجدت بالفعل أننى أقتل زوجتى وسوف أخسرها نهائيا، وبالتالى سينهدم بيتى الأول، وهذا لن أسمح به أبداً، وهى مسئولة منى و«عشرة» عمرى، ولم ولن أفرط فيها أبدا ولا فى أولادى، ومصمم على نجاح «مشروع حياتى الأول» حتى نهاية عمرى، وتناقشت بكل صراحة مع السيدة الفاضلة التى كنت قد عزمت الزواج منها، وعرضت عليها كل التعليقات، وحالة زوجتى، وأنها لن تكون سعيدة، ولا أنا فى حالة المضى قدما فى إتمام زواجنا هذا، وأنه من الحكمة أن نلغى مشروعنا، ونفترق بشكل محترم لتفادى أى خسائر أكبر فيما بعد، وإن كنا قد اجتمعنا على كتاب الله فلنفترق على كتاب الله أيضاً، وافترقنا بالفعل، وتمنيت لها كل التوفيق والسعادة، ودعوت الله أن يسترها ويحفظها من كل سوء، والآن زوجتى فى حالة أفضل، وأشعر أن بناتى كذلك يشعرن بجو أكثر هدوءا عما سلف، وفى جميع الأحوال كل الشكر والتقدير لك ولقرائك أصحاب الآراء البناءة والتى تكون حريصة على جبر الخواطر لا كسرها.
< ولكاتب هذه الرسالة أقول:
بالتأكيد فإن قرار إنهاء مشروع زواجك من تلك السيدة هو عين العقل، خاصة أنه لا ينقص زوجتك شىء، كما أنك لم تنكر حبك لها وعطاءها لك، فما بينكما من حسن المعاشرة يفتقده الكثيرون من الأزواج والزوجات، إلى جانب أن وجود زوجة ثانية سوف يؤثر على هذا الكيان المستقر، وقد يهدمه، أما نصيحتى لزوجتك بطلب الطلاق فى حالة إتمام زواجك الثانى، فلم تكن مطلقة، وإنما ربطتها بموقفها هى، فإذا كان الشرع والدين يحلان لك الزواج بأخرى، فإنه من حقها أن تستمر فى عصمتك، وتقبل بهذا الأمر، أو أن تطلب الطلاق، أو تلجأ إلى الخلع إذا رفضت تطليقها، فلقد ربطت نصيحتى لها بالإنفصال بالضرر الذى سوف يصيبها، ولن تستطيع تحمله.. عموما فإن ما توصلت إليه بإنهاء «العاصفة الكبرى» والبعد عن هذه السيدة هو الصواب بعينه، وأرجو لكما دوام الحب والهدوء والاستقرار.
رابط دائم: