ولاء حافظ: سأستمر فى تحقيق الأرقام القياسية
«بطل صانع المعجزات» لقب لايستطيع أن يحققه شخص عادى ولكن رجل من نوع خاص لا يعرف المستحيل يتحدى ما يواجهه بقلب شجاع ليحقق معجزة لم يسبقه إليها أحد، وهو ما نجح فيه الغطاس والبطل المصرى ولاء حافظ، ضابط سابق بالقوات الخاصة البحرية، الذى دخل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية عام٢٠١٥ بأطول غطسة مدتها ثلاث أيام، وعاد مرة أخرى إلى صنع المعجزات عقب إصابته بشلل رباعي، حيث نفذ أطول غطسة لذوى الاحتياجات الخاصة ومدتها ثلاث ساعات، ليؤكد أن المستحيل كلمة لا يعرفها أصحاب الإرادة القوية.
التقت «الأهرام» البطل ولاء حافظ، وإلى نص الحوار:
فى البداية.. أطلعنا على حياتك قبل الإصابة.
- كنت فى الكلية البحرية الوحدات الخاصة، وخرجت على المعاش عام ٢٠١٠ بسبب إصابة أثناء الخدمة، حيث أصبت بانزلاق غضروفى فى ثلاث فقرات أجريت على أثرها عملية جراحية وتم إحالتى إلى المعاش، ثم عملت فى المعهد القومى للبحوث كقبطان مركب وقائد فريق غطس لإجراء دراسة وبحث علمى عن ظاهرة مهاجمة «قروش» لشاطئ شرم الشيخ عام ٢٠١١، وعقب ذلك عملت مرشدًا فى هيئة قناة السويس منذ عام ٢٠١٢.
وما سبب إصابتك بشلل رباعى؟
تعرضت فى عام ٢٠١٦ لحادث مرورى، حيث كنت أقود سيارتى واصطدمت بى سيارة نقل «تريلا» على طريق السويس، أدت إلى إصابتى بصورة بالغة نقلت على إثرها إلى المستشفى، وبسبب خطأ طبى أصبت بفيروس «الكابسيلا» وهو من أخطر الفيروسات، ما تسبب فى استئصال المرارة وإحدى الكليتين والدخول فى غيبوبة استمرت شهرين، ونتج عن هذه الغيبوبة عمل شق حنجرى لتنظيم عملية التنفس وفقد القدرة على الكلام والرؤية، وانتهى بى الحال إلى إصابتى بشلل رباعى أفقدنى الحركة تمامًا.
حدثنا عن رحلتك بعد الإصابة وكيف أثرت على حالتك النفسية؟
بالطبع أثرت على تأثيرا بالغا، فبين ليلة وضحاها تحولت من شخص يتحرك ويمارس عمله إلى شخص يحتاج إلى مساعدة دائمة للقيام باحتياجاته الأساسية، ولكن بفضل من الله ورضا بقدره استطعت أن أنشئ لنفسى عالما خاصا يخرجنى من هذا الوضع، وحتى لا أترك نفسى لليأس، فكرت فى ممارسة رياضة الغطس وتحقيق أرقام قياسية.
وفكرت فى هذه الرياضة لأنها تتناسب مع إصابتي، وكنت معتادا عليها نتيجة دراستى فى الكلية البحرية، وقد ساعدنى بها ما تعلمته فى القوات المسلحة من أن العزيمة والصبر يحققان النجاح.
من كان أكثر الداعمين لك أثناء فترة إصابتك؟
كل أسرتى كانت تساندنى، سواء أسرتى الكبيرة والدتى وشقيقتى وكذلك أسرتى الصغيرة زوجتى وأولادى، وعقب البدء فى ممارسة رياضة الغطس قدم لى الأطباء مساندة كبيرة والمدربين فى الاتحاد المصرى للغوص على رأسهم سامح الشاذلي؛ رئيس الاتحاد، الذى أبدى ترحيبه ودعمه لى منذ البداية.
هل كنت من هواة رياضة الغطس قبل الإصابة؟
- بالفعل كنت من هواة هذه الرياضة، وفى عام ٢٠١٥ حققت رقما قياسيا سجل فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية كأطول غطسة تحت الماء، حيث غطست لمدة ثلاث أيام متواصلة، قمت بتناول الطعام والشراب والنوم تحت المياه، لأتخطى بذلك الأرقام التى حققها غطاس أمريكى الجنسية الذى ظل تحت المياه لمدة ٤٩ ساعة، وآخر بريطانى الجنسية غطس لمدة يومين فقط.
وما الرقم القياسيى الجديد الذى حققته؟
نجحت فى تحقيق غطسة تحدى الإعاقة التى استمرت لمدة ثلاث ساعات نفذتها فى الجهاز الرياضى للقوات المسلحة وكانت درجة حرارة المياه ٢٧ درجة، قمت بإجرائها لتأكيد أنه لا يوجد كلمة مستحيل مادام يتحلى الشخص بالصبر والأمل والإيمان بالله، ولكن لم يتم تسجيله فى موسوعة “جينيس” لأنها لا تعترف بأرقام ذوى الاحتياجات الخاصة ولكن هذا لا ينفى إننى أول شخص يحقق هذا الرقم عالميًا، فلا يوجد شخص مصاب بشلل رباعى يمارس الغطس.
صف لنا شعورك عقب تحقيق هذه الأرقام القياسية؟
شعرت بالسعادة البالغة عندما حققت رقماً قياسياً وأنا مصاب بالشلل الرباعي، غطسة الثلاث ساعات، كما شعرت بدعم من حولى ورغبتهم فى نجاحي، على عكس الرقم الأول عام ٢٠١٥، لأننى فى هذا الوقت كنت أتمتع بكامل صحتى وكان لدى القدرة الجسدية على الغطس.
ما الذى تسعى لتحقيقه فى المستقبل؟
أسعى لتخطى الرقم القياسى الذى حققته، وأتمنى عقب استعادة صحتى أن أحقق رقما قياسيا جديدا يسجل فى موسوعة جينيس، كما سأعمل على إنشاء مؤسسة لذوى الاحتياجات الخاصة للعلاج الطبيعى.
ما النصيحة التى توجهها لمن يمر بظروف صحية مماثلة؟
أن يكون لديهم صبر على المرض وإيمان بالله وبقدرته على شفائهم، وأن يتمتعوا بالأمل فى الحياة وعدم الاستسلام لليأس.
جدير بالذكر، أن الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، كلف احمد جمال، نائب المحافظ، منتصف شهر سبتمبر الماضى، بحضور حفل تكريم البطل ولاء حافظ، الذى نظمته منطقة الإسكندرية للغوص والإنقاذ برئاسة اللواء عبد السلام محمد.
وخلال كلمته نقل نائب المحافظ تهنئة الأستاذ الدكتور عبد العزيز قنصوة للبطل المصرى على مثابرته وقوة عزيمته وتصميمه على رفع اسم بلده عاليا على الرغم من صعوبة الأوضاع التى مر بها، مؤكدًا أن البطل ولاء حافظ هو مثال واضح للإصرار والمثابرة على تحقيق النجاح حيث أنه لم يرض أن يرتبط اسمه يوما سوى بلقب “البطل صانع المعجزات”، مهما تغيرت الظروف، لافتا إلى أنه قدوة للشباب حيث أنه أصر على تحقيق أرقام قياسية عجز عن تحقيقها الأبطال الأصحاء.
رابط دائم: