رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المشاركون فى مؤتمر الإفتاء الدولى الرابع: ميثاق عالمى للقضاء على فوضى الفتاوى

كتب ــ خالد أحمد المطعنى
الجلسة الختامية للمؤتمر (تصوير - أحمد عارف)

  • تدشين منصة إلكترونية بلغات متعددة.. ومؤشر عالمى للفتوى

  • النظر فى الأسباب المركبة للطلاق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته

 

أكد علماء ومفتون من 73 دولة شاركت فى أعمال المؤتمر العالمى للامانة العامة لدور وهيئات الافتاء ـ أن تجديد الفتوى يكون بخدمة التراث بقصد فهمه وتيسيره للدارسين، ولابد للمجتهد من مراعاة المعايير الاخلاقية والمهنية، كما أن الاجتهاد ضرورة لتحقيق حاجة المجتمع الانسانى المتزايدة وروح الشريعة، مع ضرورة وجود برامج تدريب بلغات مختلفة للمتصدين للفتوى لمواجهة مستجدات العصر.جاء ذلك خلال مناقشات مؤتمر «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق» الذى عقد بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبرئاسة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.

وفى ختام أعمال المؤتمر أعلن الدكتور شوقى علام عن إطلاق «ميثاق عالمي، للإفتاء، يحدد أخلاقيات هذه المهنة، ويضع نواة لثقافة الإفتاء الرشيد، ويطرح مبادرة للخروج من أزمة الفوضى التى تسبب فيها أدعياء الإفتاء.

والميثاق عبارة عن مدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء مترجمة إلى عدة لغات. ويشتمل على أمرين:الأول: يُعنى ببناء المؤسسة الإفتائية من أنظمة وقواعد بما يُعد مُعتمدًا يُنطلق منه لوضع المعايير الحاكمة للجهات المعتمدة للإفتاء. والأمر الثانى الذى يُعنى بالركن الأكبر للعملية الإفتائية، وهو المحتوى العلمى الذى نرى أنه لازمٌ لبناء المتصدِّر للإفتاء انطلاقًا لوضع معايير حاكمة له.

منصة إلكترونية متعددة اللغات

كما أعلن المفتى إطلاق منصة إلكترونية (هداية) تابعة للأمانة العامة للإفتاء بعدة لغات تبدأ بالعربية بها 2000 ساعة صوتية ومرئية، تعمل على المشاركة الفاعلة فى تجديد الخطاب الديني، عبر تقديم نماذج واقعية فى التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطى باعتباره خطَّ الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح.

وتم تدشين منصة إلكترونية ــ باللغتين العربية والإنجليزية ــ لتقديم الدعم المعرفى والسلوكى للمسلمين فى صورة فائقة الجودة، وتكون قادرة على تقديم محتوى يحمل قِيَم الإسلام ومعارفه وأحكامه بشكل جذاب، وعلى أسس علمية صحيحة، كما تعمل على عقد مشاركات عبر الفضاء الإلكترونى لنشر العلم والنور فى ربوع العالم للقضاء على الجهل والإرهاب والتطرف. كذلك تعمل على مساعدة المختصين والخبراء حول العالم فى نشر معارفهم وخبراتهم. كل ذلك تحت مظلة منصة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، حيث تسمح المنصة للمختصين والخبراء فى كل العالم بنشر إبداعاتهم من خلالها.

وتعد المنصة إحدى أهم أدوات التواصل للأمانة العامة مع المستهدفين من خدماتها وتوصيل رسالتها وصوتها للناس فى مختلف بقاع الأرض؛ حيث تعمل تلك المنصة على تزويد المسلم فى كل مكان بكل ما يحتاجه من معارف وعلوم ومهارات فى شتى شئون حياته بصورة تفاعلية وجذابة.

المؤشر العالمى للفتوي

كما أطلق مفتى الجمهورية ــ رئيس المؤتمر ــ المؤشر العالمى للفتوي، وهو أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.

ويهدف المؤشر لتبيان حالة الفتوى فى كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجى والإحصائي؛ للمساهمة فى تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية. كما يُعدّ المؤشر بمثابة الآلية والترمومتر الذى يعيد الفتاوى غير المنضبطة الخارجة عن المسار الصحيح إلى سياقها المنضبط وطريقها القويم، حتى لا تظهر خطابات إفتائية متشددة أو منحلة تكون بمنأى عن الحضارة الإسلامية السمحة عبر كل زمان ومكان.

توصيات المؤتمر:

وأكد المؤتمر فى توصياته أن التجديد الرشيد هو أنجح وسيلة للرد على دعاوى المتطرفين على كل المستويات.وأن الإجابة عن أسئلة العصر المتجددة وقضاياه الجديدة جزء لا يتجزأ من عملية التجديد لا يجوز التوانى عنه.

وشدد على وجوبِ نَشْرِ ثقافةِ منظومة التجديد انطلاقا من أن التجديد منظومة متكاملة تشمل مجال الإفتاء والمجال الدينى ولا تنفصل عن باقى مجالات الحياة النفسية والاجتماعية ونادى المؤتمر الجميع بتبنى ما نسميه «التجديد العام».

وطالب بالسعى الدائب لتفعيل جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم خاصة تفعيل الميثاق العالمى للإفتاء ومؤشر الإفتاء العالمى سعيا للخروج من حالة الفوضى التى تعانى منها منظومة الإفتاء، وإسهاما عمليا فى تجديد علوم الإفتاء.

وكان العلماء المشاركون فى مؤتمر «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق» قدأشادوا بجهودَ الأمانةِ العامةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ فى العالمِ فِى تجديد الخطاب الدينى خصوصا فى مجال الإفتاء، مقدرين سبقها لجمع كلمة المعنيين بالإفتاء فى العالم إلى ضرورة التجديد وأهميته.

وقد حث المؤتمر دُور الفتوى وهيئاتِها ومؤسساتِها بِأَنْوَاعِها على الاستفادةِ مِنَ الوسائلِ التكنولوجيةِ الحديثةِ فى نشرِ وتيسيرِ الحصولِ على الفتوى الصحيحةِ، خاصةً على وسائطِ التواصلِ الاجتماعيِ. مطالبا الباحثين وطلاب الدراسات العليا الشرعية والاجتماعية والإنسانية بالعناية بدراسات «التجديد فى الفتوي» والعناية البحثية بالعلوم التى تقوم بوصف الواقع والعلوم اللازمة للربط بين المعرفة الشرعية والواقع.

وأكد ضرورةِ التجديدِ فى قضايا الإفتاءِ شكلًا وموضوعًا واستحداثِ آليَّاتٍ معاصرةٍ للتعامُلِ مَعَ النوازلِ والمُسْتَجِدَّاتِ لتشمل مع الجانب الشرعى تحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية، كما طالب بتشكيل لجنة علمية تابعة للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، تكون مهمتها تنفيذ توصيات المؤتمر والعناية بتجديد الفتوى من الناحية العلمية والعملية، داعيا مؤسسات الفتوى الرسمية فى دول العالم إلى الانضمام تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم  

وشدد المجتمعون على أهمية تفعيل منظومة القيم الحاكمة لإصدار الفتاوى الشرعية ومعايير الجودة العلمية والحوكمة فى مؤسسات الإفتاء العاملة. وطالبوا بمد جسور التعاون المثمر بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والهيئات والمنظمات العاملة فى مجال حقوق الإنسان لتبادل المعارف والخبرات.

أوصى المؤتمر بالتوسع فى استشارة الخبراء والمختصين فى المجالات الاقتصادية والطبية والسياسية والاجتماعية، عن طريق مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين دور الإفتاء والمؤسسات الوطنية والدولية المعنية بذلك للخروج بفتوى علمية صحيحة مبنية على معلومات موثقة.

وأكد تفعيل منظومة الإفتاء الرشيد فى قضايا الأسرة وأهمية أن تقوم المؤسسات الإفتائية بتقديم الاستشارات والتدريبات الأسرية السديدة، وأن تشارك كذلك فى جلسات التحكيم فى مراحل المشكلات الأسرية المختلفة ونبه على خطورة ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق فى بعض المجتمعات والدول، والدعوة إلى النظر فى الأسباب المركبة للظاهرة واتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهته. ولفت إلى أهمية تدشين أول مرصد لاستشراف المستقبل الإفتائى للتنبؤ بمآل حركة الإفتاء فى المستقبل كيف يكون من الأسئلة والسياقات وطريقة الرد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق