رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ماذا حدث للمصريين؟» أبرز مؤلفاته

محمود إبراهيم الشرقاوى

يعد كتاب «ماذا حدث للمصريين؟- تطور المجتمع المصرى فى نصف قرن 1945/1995» أحد أهم مؤلفات المفكر الراحل الدكتور جلال أمين، والأكثر شهرة وتوزيعا، من بين مؤلفاته التى عكست همومه واهتمامه بالمجتمع وبقضاياه. صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن دار الهلال عام 1998، وأعادت مكتبة الأسرة نشره عام 1999، وتكرر طباعته لاحقا نظرا لنفاد طبعاته المتتالية.

ويقول د. جلال فى مقدمة الطبعة الأولى: فى سنة 1996 فتحت مجلة الهلال ملفا بعنوان «ماذا حدث للمصريين؟» طلبت فيه من عدد من كتابها أن يدلى كل منهم بدلوه فى الإجابة عن هذا السؤال، وقد رحبت بالمساهمة فى النقاش، وشجعتنى أهمية الموضوع على أن أتناول المجتمع المصرى، وقد خرجت من ذلك بحصيلة من المقالات وجدتها جديرة بالجمع والنشر فى مجلد واحد. الكتاب يتناول تطور المجتمع المصرى خلال الخمسين عاما الأخيرة من القرن الماضى، بالتحليل الأكاديمى وانطباعات المؤلف الشخصية.

تحت عنوان «الحراك الاجتماعى» يرجع المؤلف الأزمة أو المحنة التى يعانى منها المجتمع إلى اختلال الهيكل الإنتاجى لمصلحة القطاعات غير الإنتاجية، ومن اختلال هيكل العمالة لمصلحة نفس القطاعات، ومن الاختلال المستديم فى ميزان المدفوعات، وشدة الاعتماد على استيراد الغذاء، ومن اختلال توزيع الدخل واتساع الفجوة بين مستويات الدخول، ومن انخفاض معدل الادخار والاستثمار.

وفى محاولة من المفكر الراحل لتشخيص الأزمة قدم فى كتابه ملاحظات علماء الاجتماع والسياسة والثقافة حول المشهد المصرى. فعلماء الاجتماع توقفوا كثيرا أمام شيوع ما يسمى بالفساد أو التسيب وعدم الانضباط، ومن ازدياد حوادث العنف، وظهور أنواع جديدة من الجرائم، وتفكك الأسرة، وانتشار قيم مادية تعلى من قيمة الكسب السريع على حساب العمل المنتج، وضعف روح التعاون والتضامن الاجتماعى، وتدهور نمط الحياة فى المدينة والقرية على السواء.

والمعلقون السياسيون يشكون ضعف روح الولاء والانتماء للوطن، وانتشار اللامبالاة بالقضايا القومية الكبرى، وانشغال الناس عنها بقضايا معيشية يومية، وغياب ما يسمونه بالمشروع الحضارى أو القومى، ومن التخاذل نحو اعتداءات إسرائيل المزايدة، وضعف الاهتمام بهدف الوحدة العربية، وازدياد التبعية السياسية للغرب، وزيف الديمقراطية وعجز المعارضة عن المشاركة فى اتخاذ القرارات الأساسية. مما أدى إلى تدهور الأخلاق والقيم، ومأزق السياسة فى مصر.

بينما يشكو المهتمون بقضية الثقافة من شيوع ثقافة هابطة تهتم بالجنس وتستجيب للغرائز الدنيا، ومن شيوع اللاعقلانية فى التفكير الدينى، واتجاه الحركات الدينية إلى التمسك المفرط بطقوس وخزعبلات كانت بريئة منها فى العشرينيات والثلاثينيات، وتدهور مكانة اللغة العربية، وتدهور محتوى التعليم وانحطاط حال الجامعة.

ويرى د. جلال ان أكثر التفسيرات شيوعا لكل هذه المشكلات أو معظمها هو ردها إلى سياسة الانفتاح الاقتصادى، الذى يعنى فى الأساس ثلاثة أمور تتمثل فى: فتح الباب أمام السلع والاستثمارات الأجنبية، وإطلاق حرية الاستهلاك والاستثمار للمصريين، وسحب الدولة يدها من مختلف صور التدخل فى القرارات الفردية وتخليها التدريجى عن كثير من مسئولياتها الاقتصادية والاجتماعية التى تحملتها فى الستينيات. ومن السهل رد كثير من مظاهر الأزمة الاقتصادية إلى سياسة الانفتاح. ويمكن الربط بين إجراءات الانفتاح وضعف الولاء للوطن . وأضاف المفكر الراحل انه من أكثر التفسيرات شيوعا لأزمة الاقتصاد والمجتمع فى مصر، ردها إلى الهجرة للدول النفطية، حيث يرى بعض من أبرز الاقتصاديين وعلماء الاجتماع المصريين أنها هى المسئولة عن كثير من أمراض المجتمع المصرى الراهنة.

ويؤكد المؤلف فى كتابه أن التغيرات العنيفة التى نتجت عن تلك السياسة طرأت على الطبقة المتوسطة وعلى مركز المرأة واللغة والموسيقى والغناء والسينما، وظهر التعصب الدينى والتغريب، حتى خضوع مصر أكثر فأكثر إلى مقتضيات حضارة السوق.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق