رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أسامة أنور عكاشة كتب فيه 20 مشهدا!..
أبواب الفجر.. حكاية أطول فيلم روائى عن حرب أكتوبر لم ير النور!

كتبت ــ هاجر صلاح
نصر أكتوبر

  • سمير فرج أخشى اندثار مواقع الحرب وصعوبة توفير طرازات الأسلحة

 

«فأنت أنت الحياة.. ولا حياة إلا بك يا مصر».. بعبارة شهيرة لمصطفى كامل؛ استفتح الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة السيناريو الذى بدأ كتابته فى عام 1995 لفيلم سينمائى عن حرب أكتوبر سماه «أبواب الفجر»، لكن للاسف بعد جهد وعمل استمر شهورا، توقف كل شىء!.

البداية يحكيها لنا اللواء سمير فرج - مدير إدارة الشئون المعنوية سابقا- الذى أعجبه الفيلم الأمريكى الشهير « أطول الأيام » ويحكى عن أطول يوم فى الحرب العالمية الثانية، فجاءته فكرة صنع فيلم روائى طويل عن حرب أكتوبر. وبالفعل عرض الفكرة على المشير محمد حسين طنطاوي- وزير الدفاع آنذاك- فوافق وبدأ العمل.

اسامة انور عكاشة - سمير فرج

استقر الرأى على اختيار الكاتب اللامع أسامة أنور عكاشة لكتابة قصة الفيلم والسيناريو باعتباره روائيا محترفا، واختير شريف عرفة للإخراج، بل تم الاتفاق مع ثلاثة مخرجين عالميين لإخراج معارك القوات الجوية والبرية والبحرية. وشكلت لجنة برئاسة المشير محمد على فهمى وضباط ممثلين لكل الأسلحة واثنين من المراسلين الحربيين هما محمد عبد المنعم وجمال الغيطاني. وبدأ عكاشة فى مقابلة الضباط والجنود والأفراد بمختلف الرتب والأسلحة ممن شاركوا فى الحرب، وتجاوز عدد من قابلهم أكثر من 200 جندى وضابط، واستطاع أن يخرج منهم بقصص إنسانية واجتماعية عظيمة لم يكن لأحد أن يتخيلها أو يؤلفها.

حرب اكتوبر

يتابع فرج: «قصة الفيلم تدور بين أربع أو خمس أسر مصرية ،ينتمى لكل منها ضابط أو جندى مشارك فى الحرب، ومن خلال الخط الاجتماعى الانسانى نعرض ما دار قبل الحرب وأثناء العبور وما بعده، لكن للأسف شنت احدى الصحف حملة صحفية شرسة على مشروع الفيلم وعلى مؤلفه أسامة أنور عكاشة، على أساس أنه «ناصرى الهوي» وبالتالى سيبخس حق السادات فى الفيلم، وهنا طالب مبارك- الرئيس الأسبق- بألا يقوم عكاشة بكتابة الفيلم لأنه «لا يريد مشاكل»، وبالفعل بدأنا نبحث عن كاتب أخر فتواصلنا مع الراحل أنيس منصور الذى وافق على أن يشترك مع الكاتب لينين الرملي، لكن لم نتلق منه أى رد، وكذلك الامر مع المؤرخ اللواء جمال حماد. للأسف لم تحدث أى محاولات لإحياء المشروع بعد ذلك، رغم أن ما كتبه عكاشة حينها كان رائعا ويبشر بفيلم إنسانى بامتياز، كما أنه لم يكن أبدا ليفرض أى أهواء شخصية على العمل، وإنما هناك وقائع وحقائق تاريخية لا يمكن تجاهلها أو تزويرها».

فى نهاية حديثه يكرر اللواء سمير فرج تحذيره من الإبطاء فى إنتاج فيلم يليق بنصر أكتوبر، فيقول: «مع مرور الوقت ستندثر المواقع التى شهدت المعارك الحربية بفعل التعمير والتنمية، والاهم من ذلك لن تكون الاسلحة التى تم استخدامها فى الحرب آنذاك متوافرة، وربما إن توافرت لن تكون صالحة للتشغيل مثل طرازات معينة من طائرات السوخوى التى تم استخدامها فى معركة المنصورة الجوية التى تعتبر من أعظم المعارك الجوية فى التاريخ المعاصر. الامر الثالث هو أن الضباط الذين حضروا الحرب وشاركوا فيها يرحلون تباعا، فمن بين 70 عضوا كانوا فى هيئة العمليات لم يتبق الآن سوى اثنين أو ثلاثة أنا منهم».

العبور العظيم

استسلم فى النهاية

«20 مشهدا كتبهما والدى من الفيلم بالإضافة الى صياغة المعالجة والخطوط العريضة له» هكذا كشفت لنا نسرين عكاشة مشيرة إلى أن ما كتبه والدها الراحل، لا يزالون محتفظين به، ومن الممكن أن يتم البناء عليه واستكماله. سألناها اذا ما كانت الأسرة تفضل أسماء بعينها فقالت إما الكاتب وحيد حامد أو عبد الرحيم كمال، وبررت قائلة: «كلاهما كاتبان متمكنان، وكانوا من المقربين لوالدي، رغم أن وحيد حامد كان منافسه الحقيقى، أما عبد الرحيم كمال فكان والدى يراه بمنزلة بذرة جيدة وتحمس له وصدق توقعه» لكن بالطبع أى كاتب ناجح يرى فى نفسه القدرة والرغبة على استكمال المشروع فمرحبا به.

وتؤكد نسرين قائلة: «رغم حملة الصحيفة على والدى ،فإنه لم يستسلم بسهولة واستمر فى لقاء الضباط والكتابة، وكان يتجنب كل من يريد إخباره بمقال يهاجم العمل، لكن مع استمرار الهجوم شعر بنوع من التشويش وفقدان التركيز ،وبدأ يتساءل: إذا كان العمل يهاجم قبل ظهوره للنور واكتماله فما هو الحال عندما يتم عرضه؟!، وكان يحزن بشدة بسبب هجوم عدد من الكتاب والمثقفين على الفيلم رغم أنهم لم يطلعوا بعد على ما جاء فيه، وكان يندهش من الاحكام السطحية التى افترضت انتماء سياسيا له، رغم أن ما يكتبه عمل تاريخى بالدرجة الاولي،كما أنه لم يكن معارضا للسادات على طول الخط بل كان يرى إيجابيات لعصره».

تتابع نجلة الكاتب الراحل: «كان والدى متحمسا بشدة للفكرة ولم يعتبره مجرد عمل درامى يقوم بكتابته كغيره من الأعمال بل كان يرى أنه واجب وطنى بالدرجة الاولي، وحق لمصر عليه أن يقدم عملا دراميا يليق بأحد انتصاراتها، لكنه للأسف أحبط نفسيا وتوقف فجأة عن الكتابة، ولم تتكرر الفرصة، بعد توارى الحملة الصحفية، ولم يطلب منه استكمال العمل، الامر الذى حزن له لفترة طويلة خاصة أنه بذل جهدا كبيرا فى لقاء الضباط والاستماع لهم وتدوين حكاياتهم وخرج بتفاصيل غنية عن حياتهم الشخصية وأسرهم، وأخرى جرت على أرض المعركة لا يعرفها غيرهم».

فى النهاية ؛ تأمل «الأهرام» أن يلتفت أى من صناع الدراما كتابة وتمثيلا وإخراجا للبذرة التى تركها لنا الراحل أسامة انور عكاشة، علها تكتمل لتصبح عملا فنيا وتاريخيا ، تعرف من خلاله الأجيال الحالية والقادمة حقيقة ما جرى فى تلك الحرب وتفاصيلها، يكون تأثيره أعظم ألف مرة من بضع مقالات أو لقاءات تليفزيونية موسمية لا يلتفت اليها أحد.


السيناريو الذى لم يكتمل

تدمير خط برليف

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق