تبدأ الفصول الحقيِقيِة لمأساة الطفلة ميِليِ ذات الثمانيِ سنوات فيِ يِنايِر الماضيِ، عندما استيِقظ سكان مديِنة برمنجهام البريِطانيِة فيِ إحدي الليِاليِ الباردة لشهر يِنايِر الماضيِ لسماع أخبار العثور علي جثة الصغيِرة وسط بركة من دمائها، والعثور علي والدها إلي جوارها وقد أصيِب بعدد من الجروح القطعيِة بمنطقة البطن.
سارعت قوات الشرطة بنقل الأب ويِدعيِ ويِليِم بيِليِنجهام ( 55 عاما) إلي أقرب مستشفي بغرض إسعافه من جراء الإصابات الخطيِرة التيِ ألمت به، وأكد الأطباء فور الإطلاع علي حالته حاجته العاجلة للخضوع إلي عمليِة جراحيِة لإنقاذ حيِاته. وفيِما كان فريِق الأطباء يِعمل علي إنقاذ حيِاة بيِليِنجهام، كانت صغيِرته قد أودعت ثلاجة الموتي لأنه ما كان يِمكن إنقاذها بأيِ شكل، حيِث فارقت الحيِاة فورا بسبب طعنة واحدة ، وواحدة فقط ، تلقاها صدرها الضعيِف بكل قوة.
خرج بيِليِنجهام وهو عامل مصنع متعطل من غرفة العمليِات بعد ان تم إنقاذ حيِاته ليِجد السلطات توجه له تهمة قتل ابنته الصغيِرة بغرض الانتقام. فالتحقيِقات ومعايِنة موقع الجريِمة أثبتت أن الأب المصاب هو من وجه الطعنة القاتلة لصدر نجلته، وجهها بثبات وبدون تردد، قبل أن تسقط قتيِلة ويِحاول هو الهروب من جريِمته بقتل نفسه.
الأب القاتل
وسبب الجريِمة الشنيِعة كما أوضحت التحقيِقات كان الانتقام من تراسيِ توندريِ (34 عاما) «صديِقة» بيِليِنجهام وأم طفلته التيِ تركته من أجل علاقة حب جديِدة. ففيِ ذات يِوم الجرم الشنيِع واجه الأب القاتل «صديِقته» وأم ابنته وهددها بالقتل، حتي إنه أمسك سكيِنا ووضعه علي عنقها وطالبها بالتراجع عن علاقتها الجديِدة، ولكن توندريِ التيِ كانت فيِ حالة هلع وخوف لم تقدم لبيِليِنجهام من الوعود ما يِعيِد الرشد إلي عقله ويِجعله يِتراجع عن غضبه المجنون. وفيِ لحظة شيِطانيِة خالصة فكر بيِليِنجهام فيِ أن أكثر ما سيِدميِ قلب توندريِ ويِحقق له الانتقام الشافيِ هو ليِس ذبحها هيِ ولكن ذبح الصغيِرة التيِ كانت بيِنهما تشاهد والدها وهو يِهدد والدتها بالقتل.
وقبل أن تدرك الأم أو طفلتها ما يِجريِ، سارع بيِليِنجهام بإفلات رقبة توندريِ قبل أن يِتوجه كالبرق إلي الصغيِرة ميِليِ ويِسحبها من معطفها البراق زاهيِ الألوان إلي داخل إحدي عشش الاستجمام التيِ تنتشر بمنطقة «براون هيِلز». وداخل تلك العشة قام بتوجيِه طعنة واحدة فقط ونافذة إلي صدر الصغيِرة التيِ سقطت فورا علي الأرض واسلمت الروح قبل أن يِتمكن أيِ شخص من الاستجابة لصرخات الأم وطلبها المساعدة.
أثناء محاكمته، حاول الأب القاتل التملص من جريِمة القتل، بالدفاع أنه كان تحت تأثيِر حالة اكتئاب مرضيِة. لكن الادعاء العام رفض محاولات بيِليِنجهام تفاديِ العقوبة القصوي، ودفع بالأدلة التيِ أكدت أن القاتل فعل فعلته بشكل سريِع ومحدد يِستهدف الانتقام من الأم بقتل الصغيِرة التيِ لا حول لها ولا قوة. واستعرض الإدعاء بعض صور كاميِرات المراقبة التيِ سجلت مشاهد للقتيِلة ميِليِ قبل وقت قصيِرة من ملاقاتها نهايِتها المحزنة علي أيِديِ أب أعماه الغضب.
وقد أثرت هذه المشاهد المصورة فيِ نفسيِة الأب القاتل حتي أنه حاول قطع شرايِيِنه عند العودة إلي زنزانته بعد جلسة المحاكمة فيِ هذا اليِوم. كان دافعه لاستخدام السلاح هذه المرة الندم، وليِس الانتقام. لكن محاولته انتهت بالفشل وتم اسعافه ليِمثل فيِ جلسة النطق بالحكم عليِه والتيِ انتهت بإدانته وسجنه لمدة 27 عاما.
رابط دائم: