كشف البيت الأبيض النقاب أمس عن ملامح الاستراتيجية الوطنية الأمريكية لمكافحة الإرهاب التى أقرها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى ركزت على أن التنظيمين الإرهابيين «داعش» و«القاعدة» ما زالا يشكلان التهديد الإرهابى الرئيسى على الولايات المتحدة، وأن إيران تعد «الممول الرئيسى العالمى للإرهاب الدولى منذ 1979».
وأوضحت الاستراتيجية أن داعش يظل الجماعة الإرهابية الرئيسية والتهديد الإرهابى الرئيسى عبر الأطلنطى على أمن الولايات المتحدة، وذلك بالرغم من استمرار الجهود العسكرية والمدنية للولايات المتحدة والتحالف الدولى الذى تقوده واشنطن، والذى قلل من وجود هذه الجماعة وعناصرها فى العراق وسوريا، ودمر الآلاف من أعضائها وحال دون توسعها العالمي».
وأضافت الوثيقة أن «داعش» ما زال يحتفظ بالموارد المالية والعسكرية والخبرات للهجوم على الولايات المتحدة وعلى المصالح الأمريكية فى العالم، لاسيما أن هذا التنظيم التكفيرى لديه 8 فروع إقليمية وأكثر من 20 شبكة إرهابية مستقلة فى إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط».
وفيما يتعلق بثانى هذه التنظيمات الإرهابية، أشارت الوثيقة إلى أن شبكة القاعدة العالمية لا تزال مستقرة وتمثل تهديدا طويل الأمد ضد الولايات المتحدة ومصالحها فى جميع أنحاء العالم».
وأكدت الاستراتيجية «أن الضغط المستمر المضاد للإرهاب تحت قيادة الولايات المتحدة قد دمر العديد من كبار قادة هذه الجماعة وخفض قدرتها على العمل فى جنوب آسيا، لكن فصائلها تواصل تخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة ومصالحها فى أماكن أخرى».
وألمحت إلى أن «زعماء القاعدة» القدماء يعملون على تعزيز وتوسيع حضور الجماعة فى عدة مناطق، بما فى ذلك سوريا، حيث يأملون فى شن هجمات جديدة على الولايات المتحدة وحلفائها».
كما تتمثل المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى مكافحة الإرهاب فى ملاحقة التكفيريين وعزلهم ومنع وصول مصادر التمويل والدعم إليهم وتحديث وسائل مكافحتهم الموجودة لدى الولايات المتحدة وحماية البنية التحتية الأمريكية ومحاربة انتشار الأفكار المتطرفة وتجنيد المتطرفين لأنصار جدد وتعزيز قدرات الشركاء الأجانب على مكافحة الإرهاب.
وفى الشأن ذاته، أعلن جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكي، أن الاستراتيجية الجديدة «أوسع» من سابقاتها والأولى من نوعها منذ عام 2011، وتشمل مقاربة لايديولوجية الإرهاب، وتضم توجيهات للتعامل مع التهديدات وتوقعها، وأبرزها الجمع بين الوسائل العسكرية وغير العسكرية لمحاربة الإرهاب الموجود لدى الولايات المتحدة.
وأضاف: «لن نركز على مواجهة تنظيم واحد بل على كل شبكات الإرهاب، وسنحرم الإرهابيين من التنقل بحرية».
وأضاف أن:«هذه الاستراتيجية ستركز على حماية الولايات المتحدة وحدودها وبنيتها التحتية»، وأكد أن واشنطن ستعمل مع حكومات أجنبية وستحثها على «تقاسم الأعباء» فيما يخص مكافحة الإرهاب فى الداخل والخارج، نظرا لأن الجماعات الإرهابية المتطرفة تمثل أبرز تهديد عبر الحدود للولايات المتحدة ولمصالحها فى الخارج».
وفيما يتعلق بطهران، أشار بولتون إلى أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تعير اهتماما كبيرا لإيران، التى أكد أن بلاده تواجه تهديدات كبيرة بسببها، ووصفها بأنها «الممول الرئيسى العالمى للإرهاب الدولى منذ 1979»، واتهمها إياها بدعم حماس و"حزب الله" و"الجهاد الإسلامي" المدرجة على قائمة الإرهاب فى الولايات المتحدة. وشدد على أن بلاده ستسعى إلى ألا تكون هناك أى استثناءات من الحظر على استيراد البترول الإيراني، حتى تتقلص صادراته إلى الصفر.
وأكد بولتون كذلك أن «الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة تشكل خطرا بالغا على الولايات المتحدة ومصالحها فى الخارج».
رابط دائم: