رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى الذكرى الـ37 لاستشهاده..
السادات.. رحلة كفاح.. بدأ حكمه بالحرب واختتمه بالسلام

حازم أبودومة
الرئيس الراحل محمد أنور السادات

«عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ» تلك العبارة المكتوبة على قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، والذى يعد علامة مضيئة فى التاريخ المصرى الحديث، بعد أن تحدى العالم مرتين الاولى فى حرب استعادة الكرامة والأرض مع اسرائيل ، والثانية عندما سافر الى اسرائيل يمد يده بالسلام، ليعيد باقى الأرض بالتفاوض.

عاش الزعيم الراحل حياة حافلة بالاحداث التى أثرت فى شخصيته حتى تبلورت القيادة الرشيدة للحاكم السياسى بعد أن ساقته الاقدار لرئاسة مصر بعد مشوار مضن من الحياة القاسية والظروف المريرة التى عاشها مرورا بالتحاقه للعمل كضابط بصفوف القوات المسلحة وفصله من الخدمة على خلفية اتصاله بالالمان إلى هروبه من المعتقل واتهامه بمقتل أمين عثمان وزير المالية انذاك الى ان عمل تباعا لنقل الأحجار من المراكب النيلية لاستخدامها فى الرصف، إلى أن عمل صحفيا بجريدة المصور بعد أن قضى ببراءته من التهمة التى نسبت اليه حتى عاد مجددا إلى صفوف القوات المسلحة حتى شارك كعضو بالهيئة التأسيسية لحركة الضباط الأحرار وتولى العديد من المناصب حتى اختاره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نائبا له فرئيسا للجمهورية.

تمر هذه الايام الذكرى الـ 37 على اغتيال الرئيس الزعيم محمد أنور السادات، الذى انتهت حياته فى أثناء حضور العرض العسكرى فى ذكرى انتصار اكتوبر فى مشهد حزين لن يُمحى من ذاكرة المصريين ليسدل الستار على مشوار حافل لحياة قائد سياسى وعسكرى عظيم بطلا للحرب والسلام فى يوم 6 أكتوبر سنة 1981 على ايدى رصاص الغدر من الجماعات الإسلامية المتطرفة خلال العرض العسكرى .. هذا هو السادات القائد المحنك صاحب الدهاء السياسى القائد الذى بدأ حكمه بالحرب وأنهاه بالسلام.

تميز الزعيم الراحل محمد أنور السادات بالذكاء السياسى والعسكرى كما تمتع بالفطنة وسرعة البديهة، وإجادة قراءة التاريخ واستشراف المستقبل وحب الانتماء والبساطة التى ظهرت جلية فى طريقة ملابسه بالجلباب وقت ذهابه لقريته ميت ابو الكوم بالمنوفية اضيف إلى هذه الصفات علاقته بربه وقراءته للقرآن والتعبد فى محرابه فحقا لقب بالرئيس المؤمن

وهب حياته وفكره من أجل مصر والسلام واتضح ذلك جليا من رحلة كفاحه من أجل استرداد الارض والحفاظ على مكاسب النصر واعادة بناء الدولة والجيش بعد هزيمة 67. لقد أعاد الزعيم الراحل العزة والكرامة والنصر لمصر وحقق السلام العادل، وكان يطمح لتحقيق المزيد من السلام خاصة اعادة القدس المحتلة والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس لكن لم يمهله القدر

قبل حرب اكتوبر بعامين اتخذ السادات قرارا حاسما بإبعاد عدد من المسئولين الذين تحولوا لمراكز قوى فى ثورة عرفت باسم ثورة التصحيح التى حررت المواطن المصرى من قبضة الاستبداد ومراكز القوى وقام بإعداد دستور جديد لمصر، وقرر الاستغناء عن 17 ألف خبير روسى فى أسبوع واحد، لإعادة الثقة بالنفس لجيش مصر .

وفى عام 1973 قرر الحرب ضد إسرائيل، لاسترجاع ارض سيناء من ايدى إسرائيل التى احتلتها بعد هزيمة حرب 1967، وتمكن بخطة شاملة ومحكمة عرفت بخطة الخداع الإستراتيجى من هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة وحقق النصر واستعاد عزة وكرامة مصر حتى أصبح لمصر درع وسيف يبطش بمن يحاول النيل من سلامة واستقرار الوطن وأراضيه. «لا يمكن الحفاظ على النصر الا بعملية السلام» كانت هذه عقيدة الرئيس السادات وحنكته السياسية البالغة ، ففى اعقاب حرب أكتوبر بسنوات بدأ السادات طريقه فى وضع صيغة للسلام فى الشرق الأوسط، حيث سافر إلى القدس عام 1977 وعرض مقترحاته الحثيثة للسلام على البرلمان الإسرائيلي. وبدأت فور ذلك سلسلةً من الجهود الدبلوماسية،والمفاوضات بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلى مناحيم بيجن، حيث تم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد، الاولية بين مصر واسرائيل فى سبتمبر عام 1978. وحصل كل من السادات وبيجن على جائزة نوبل للسلام، وذلك لجهودهما التاريخية لإحلال السلام عام 1978، وتمخضت عن اتفاقية كامب ديفيد المبدئية معاهدة سلامٍ نهائية بين مصر وإسرائيل، وهى الأولى من نوعها بين اسرائيل ودولة عربية، وقد جرى توقيعها فى مارس عام 1979.

حقق الرئيس الراحل السادات، العديد من الإنجازات فى اعقاب انتصار أكتوبر 1973 حتى استرداد مصر كامل أراضيها المحتلة، ثم اتخذ السادات قرار الانفتاح الاقتصادي، الذى أعاد النظام الرأسمالى للاقتصاد المصري، وفى عام 1975 قام السادات بافتتاح قناة السويس بعد تطهيرها من آثار العدوان وقام السادات بتأليف أحد عشر كتابا لعل أبرزها وأهمها كتابه بعنوان «البحث عن الذات»، ومن مؤلفاته:«القاعدة الشعبية» و»صفحات مجهولة»، و«أسرار الثورة المصرية»، و«قصة الوحدة العربية»، و»ثورة على النيل»، و«قصة الثورة كاملة»، و«نحو بعث جديد»، و«معنى الاتحاد القومي»، و«يا ولدى هذا عمك جمال»، و«30 شهرا فى السجن».

هذا هو الزعيم الراحل محمد أنور السادات عاشق السلام رحل بعد أن ارسى دعائم الاستقرار لبلاده وحقق النصر ليكتب اسمه بحروف من نور ويضع بصماته الخالدة فى تاريخ مصر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق