اقتحم 54 مستوطنا أمس، بينهم 12 طالبا من معاهد تلمودية، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى الخاصة، وقاموا خلال ذلك بتنفيذ جولات استفزازية فى المسجد ،واستمع الطلبة من التلموديين إلى شرح حول أكذوبة الهيكل، وسط محاولات متكررة لإقامة صلوات وشعائر فى المسجد المبارك.
فى الوقت نفسه وقعت مواجهات بين الطلاب الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى محيط جامعة القدس ببلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى أغلقت محيط الجامعة، ومنعت الطلبة من الوصول إلى الجامعة والمدارس المجاورة لها، وفرضت طوقا أمنيا على المنطقة.
وأفاد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية فى الضفة الغربية هانى حلبية بأن قوات الاحتلال أغلقت منذ ساعات الصباح محيط جامعة القدس، ومدارس المعهد العربي، وأبو ديس الثانوية، وأبو ديس الأساسية تزامنا مع اشتباكات جرت بين الطلبة وجنود الاحتلال فى المنطقة، دون أن تقع إصابات.
فى تلك الأثناء ,جددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، تأكيدها أن الانحياز الأمريكى الأعمى لدولة الاحتلال وسياساته هو الداعم الأول والرئيسى للجمعيات الإستيطانية، للتمادى فى عمليات السيطرة على المنازل الفلسطينية، وتهويد البلدة القديمة بالقدس، ومحيط المسجد الأقصي، والطرد القسرى لسكانها.
وشددت، فى بيان أمس، على أن الحراك الفلسطينى سيتواصل للتصدى لهذا التوجه الاستعمارى قانونيا ودبلوماسيا، ضمن الآليات المحددة والمتوافرة لديها، ويوفرها القانون الدولى وآلياته المعتمدة.
ويأتى هذا البيان عقب الهجمة الاستيطانية الشرسة والممنهجة التى تتعرض لها بلدة سلوان ومحيط المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، وآخرها استيلاء مستوطنين فى ساعة مبكرة من فجر أمس، على عقار قديم وتاريخى يقع فى عقبة درويش داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وقبلها بيوم الاستيلاء بالقوة وتحت حماية عسكرية على أحد المنازل فى بلدة سلوان، بخلاف تأجير ما يسمى «حارس أملاك الغائبين» نشطاء اليمين الإسرائيلى المتطرف ممن يعملون فى تهويد الأحياء الفلسطينية فى القدس قطع أراض فلسطينية فى حى الشيخ جراح، بمساعدة جمعيات استيطانية مختلفة، للسيطرة على أراضى القدس الشرقية المحتلة، وبيعها لهم.
فى غضون ذلك، أكدت الدكتورة حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن هجوم الولايات المتحدة الأمريكية على المنظمة الدولية، وانسحابها المتكرر من هيئاتها ،يسهم فى عزلها دوليا، ويحولها إلى دولة خارجة عن القانون الدولى والإنساني، ويجعلها فى مواجهة مباشرة مع حرية الفلسطينيين، وحقهم فى تقرير مصيرهم.
جاءت تصريحات عشراوى تعقيبا على انسحاب الإدارة الأمريكية، أمس الأول من البروتوكول الاختيارى بشأن حل النزاعات الملحق بمعاهدة فيينا، وقبل ذلك انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، ومجلس حقوق الإنسان.
وأضافت فى تصريح صحفي، أمس: إذا ما استمرت الإدارة الأمريكية فى انسحابها من المنظمات والمؤسسات الدولية التى تعترف بفلسطين، وتدافع عن حقوق الفلسطينيين، فإنها ستجد نفسها خارج معظم الهيئات الدولية ذات التأثير مشيرة الى أن هذه العزلة ستؤدى إلى خسارتها نفوذها، وعلاقاتها مع دول العالم.
ولفتت عشراوى إلى أن الهجمة الشرسة التى تشنها الإدارة الأمريكية على المؤسسات الدولية ،بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، والجمعية العامة للأمم المتحدة، تؤكد انحيازها المطلق لدولة الاحتلال، وشراكتها بجرائم الحرب التى ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، واصرارها على توفير الغطاء اللازم لإسرائيل، وتجنبها المساءلة والمحاسبة على تنكرها للقانون الدولى والإنساني، وذلك على حساب مصالح الشعب الأمريكي.
وأشارت إلى أن منظمات الأمم المتحدة لا تعمل ضد إسرائيل والولايات المتحدة، ولكنها تقف ضد انتهاك القانون الدولى والإنسانى والمعايير الدولية، وتواجه الظلم والاستبداد وجميع الممارسات اللاأخلاقية التى تنتهك حقوق الضعفاء فى هذا العالم.
رابط دائم: