رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الأهرام» تحاور شابا لبنانيا حالته نادرة على مستوى العالم..
مايكل حداد: «تعلمت المشى فى 6 سنوات.. وتم اختيارى سفيرا للأمم المتحدة للمناخ»

محمد القزاز
مايكل حداد مع المحرر فى الأهرام [تصوير ــ أحمد عارف]

► تسلق صخرة «الروشة» بنسبة شلل 75٪.. ويستعد للسير على القطب الشمالى

«أنا مايكل .. أنا إنسان» هكذا عرف مايكل حداد نفسه لنا خلال زيارته القاهرة، فمنذ أصيب وهو في السادسة من عمره فى أثناء لهوه بـ «جيت سكى» وأصبح عاجزا عن الحركة ومشلولا بنسبة 75% من جسده، وهو يتحدى الجميع وقبلهم نفسه، حتى سطر فصلا جديدا من فصول الأمل والتحدى.

مايكل شاب لبنانى فى الثلاثينيات من عمره، يسير من خلال أجهزة فى قدميه وصدره، كى يرسل رسالة للعالم كله أن الإعاقة ليست فى الجسد، بل فى التفكير، كما يقول عالم الفيزياء ستيفن هوكينج، وأن الإعاقة فى الاستسلام، وعدم الإحباط بقدرة العقل الذى وهبه الله للإنسان.


كانت الإعاقة بالنسبة لمايكل تحديا، ست سنوات وهو يرى الأطفال يمرحون ويلعبون ويتحركون، وهو جالس لا يتحرك فيه سوى عينيه فقط، تتابع وتتحسر فى صمت.

ويتساءل؟ هل تتخيل طفلا يلعب ويلهو حتى عمر ست سنوات، ومرة واحدة يصبح جليسا لا يقدر على الحركة؟ ويجيب: لا تتخيل أيضا حجم حركتى الآن، أنا أسير بأجهزة من الصدر وحتى القدم، جهاز تقويمى يساعدنى على الحركة.

ويتساءل ثانية: هل تتخيل إنسانا يظل حبيسا طول حياته، وفاقدا الأمل فى الحياة وفي الحركة؟ ولكن أدركت مبكرا أن الإنسان يملك شيئا أقوى من الجسد، هو يملك العقل ليفكر والروح ليتحرك، فلولا هاتان القوتان العقل والروح لكنت شخصا يائسا بائسا.

يقول مايكل: أدركت أن لا شيء فى الكون يمنع إنسانا من فعل ما يريد، حتى لو كان عاجزا وقعيدا لا يتحرك، وعلى كل إنسان أن يبحث عن السر، وعن الطاقة الكبيرة بداخله، مع تفكير سليم سيصنع المعجزات، واكتشفت ذلك بصعوبة.

حياتي قبل ذلك كانت فشلا كلها، 85% فشل، و3% نجاح، وكانت النسبة الباقية هي التحدي والنجاح، الإيمان والإرادة، اكتشفت سر القوة، وأصبحت من الوحيدين بالعالم فى طريقة المشى.

في سن الـ 12 عاماً كانت أول مرة أقف على قدمى، سبقها محاولات عديدة، وتعلمت المشى فى ست سنوات حتى تمكنت أن أخطو أول خطوة، كنت مؤمنا بمقولة بروفيسور لبنانى لدينا: إن أهم إنجاز للإنسان أنه أصبح يسير على قدمين، كانت تلك المقولة ملهمة لى، كيف أقف على قدمى مرة أخرى، حاولت وحاولت حتى نجحت.

يروي مايكل حكايته بفخر فيقول: بعد فترة من تعلم المشى والحركة، كان ما يشغلنى قضية مهمة، هى الأرض، كيف أحمى الأرض، من هنا بدأ التحدى، أن أسير مسافة 19 كيلو مترا فى جبال الأرز، وتسلق صخرة الروشة، وهي ليست سهلة أو يسيرة، (تتكون الصخرة من صخرتين هائلتى الحجم، إحداهما أكبر من الثانية، والكبيرة هى الصَخرة المجوفة الوسط. يبلغ ارتفاع صخرة الروشة ما يُقارب 70 مترًا) وهذا مستحيل على البشر العاديين الأصحاء، ثم بعد ذلك أجوب العالم كلهن أدافع عن قضية من أهم قضايانا وهي التغيرات المناخية.

ويضيف: لا يشغلنى أبدا أن يقولوا إن مايكل حداد بطل، بل يشغلنى جدا الناس، وان يدركوا قيمة الدماغ البشرى، وأن الاستخدام الصحيح يساعد على تخطى كل الصعاب.

حين حطم مايكل الأرقام قامت الجامعة الأمريكية ببيروت والجامعة اللبنانية الأمريكية أيضا، بدراسة كيف استطاع مايكل المشى بهذه الطريقة، هم اعتبروا ذلك إعجازا، بل ليس المشى فقط بل بأداء عال جدا.

يقول مايكل: بدأ العمل على الجهاز الذي أستخدمه في صدري ليساعدني في المشي، كي تتم صناعته وتعميمه لتتم حل مشكلة كثيرين مثلي مصابين بالإعاقة الحركية، وجئت إلى مصر لأني أريد من العالم كله أن يسير معى، لان قضيتنا واحدة هى التغير المناخى والاحتباس الحرارى، وهو سيقتلنا جميعا إن لم نتحرك.

تم اختيارى كسفير للأمم المتحدة للتغير المناخي بعد تحطيمي ثلاثة أرقام قياسية، أولا السير من أرز بشارة إلى أرز تنورين حاملا رسالة السلام ورسالة إعادة التشجير، وفي اليوم العالمى للمحيطات تسلقت صخرة الروشة، حتى نقول للعالم كله إن الإعاقة في التفكير، ثم القرنة السوداء وهي أعلى قمة فى بلاد الشام يبلغ ارتفاع القمة عن سطح البحر 3093 مترا

ولأن لبنان لديه تلوث بحرى عال جدا ويصل إلى 100% في بعض المناطق، فكانت رسالتي وهدفي هو التحذير من المخاطر المحدقة بلبنان ودول العالم الثالث خاصة دولنا العربية.

وعن سبب اختياره سفيرا للأمم المتحدة للبيئة قال مايكل: تم اختيارى للأمم المتحدة بناء على رفعى شعار « التغير المناخى» كما أن أسباب الاختيار أنهم رأوا أننى تحديت الإعاقة، وأثبت أن الإعاقة ليست بالجسد بل الإعاقة بالأرض، وكانت الأرقام القياسية التي قمت بها هي من أجل البيئة، فكان الرقم الأول من أجل إعادة التشجير، والثانى من أجل سلامة المياه، أما الثالث فكان من أجل التغير المناخى، ولأن التغير المناخى يضم كل ما سبق تم اختيارى سفيرا للأمم المتحدة فى هذا المجال.

أما رحلة القطب الشمالى فهى تتويج لما سبق، ففى هذه الرحلة التى يتم التحضير لها منذ سنتين، فسوف أحمل علم الأمم المتحدة وأسير بالقطب الشمالى من أجل لفت الانتباه إلى كم الأخطار التي تهدد ذوبان الجليد وتأثيره فى العالم كله، والطريقة التى أسير بها تحتاج تجهيزات علمية كبيرة نقوم بها مع جامعتين بلبنان، لأنها ستكون معجزة علمية.

وفى زيارتى مصر كان لى لقاء بجامعة القاهرة بكلية العلوم بقسم الفيزياء العلاجية، حيث كان وجودى من أجل دراسة حالتى فيزيائيا، لأن حالتى تعد نادرة فى العالم، ونحن نعمل للمستقبل، ونهدف إلى وجود تعاون بين لبنان والقاهرة وفرنسا فى البحث عن علاج لمن هم في مثل حالتى.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق