رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سيناريو إسرائيل الشيطانى فى المسجد الأقصى

خالد الأصمعى
المسجد الاقصى

قررت المحكمة العليا الإسرائيلية، السماح لقطعان المستوطنين بأداء صلواتهم فى جبل الهيكل حسبما يطلقون على المسجد الأقصى بعد أن أقاموا دعوى قضائية ضد حكومة بنيامين نيتانياهو لعدم السماح لليهود بالصلاة على جبل الهيكل.

وتعلق الحكومة الإسرائيلية على ذلك بأنها تسمح بالصلاة ولا تمنع المتدينين اليهود من أداء صلواتهم، وهو حوار وتبادل أدوار بين حكومة إسرائيل ومستوطنيها وقضائها يكشف عن تربص الجماعات الدينية اليهودية بالمسجد ومحاولة شطب هويته الإسلامية وتهويده ووضعه فى مناهجهم التعليمية بصفته أثرا يهوديا ومكان صلاة لليهود دون غيرهم.

وقد انتقلت الحكومة الإسرائيلية من المرحلة السرية إلى العلنية فى إدارتها لملف المسجد الأقصي، وتقوم حاليا الجماعات الاستيطانية باداء الصلوات التلمودية داخل الباحات وامام وداخل مسجد قبة الصخرة بعد ان كانت تفعل ذلك سرا فى الماضى وتصف الاقتحامات على انها مجرد زيارات لمكان مقدس، والآن تصدر حكومة بنيامين نيتانياهو بيانات رسمية تصف اقتحامات مستوطنيها بالصلوات التلمودية على جبل الهيكل، وكشفت الأعياد اليهودية القناع عن ما تفعله الحكومة الإسرائيلية التى تقدم دعماً مالياً وتشريعياً وقضائياً وأمنياً للجماعات الاستيطانية المتطرفة، لاستباحة المسجد الأقصى المبارك.

عدم تقسيم الأقصي

ويؤكد الخبير فى شئون القدس والأقصى جمال عمرو فى بيان إعلامى ان ما يسمى بـ «عيد العرش» الذى ينقضى فى غضون شهر لن يمر حتى يصلى اليهود علناً فى الأقصي، ليتم السماح بدخول المسلمين للزيارة فقط «حسبما يعتقد» وقال إن السيناريو الذى ينتظر الأقصى أكثر سوءاً من الحرم الإبراهيمي، المقسم بين اليهود والمسلمين، لأن المخطط الإسرائيلى يرمى إلى عدم السماح بتقسيمه، لأنه وفقاً لاعتقادهم أن جبل الهيكل أى الأقصى «كله لليهود»، ويرى أن الصمت العالمى ودعم الإدارة الأمريكية، فضلاً عن الضعف السياسى الفلسطيني، أدى لتمادى الاحتلال فى مخططاته التهويدية للأقصي، وجعلهم لا يلقون بالاً حتى للوصاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس.

كما حذر الخبير فى شئون القدس والأقصى من استهداف الاحتلال لباب الرحمة، الذى يعد الأكثر أماناً وسهولة فى الحركة للدخول للأقصى من خارج المدنية، وقال إن استهداف باب الرحمة، يكشف عن تخطيط الاحتلال المحكم، باعتبار أنه الباب الأقرب للوصول إلى قبة الصخرة المشرفة.

مفتى مصر يدين الاقتحام

وأدان مفتى الديار المصرية شوقى علام، بشدة اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال وأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية بداخله، مما أدى إلى تزايد التوتر فى المسجد. وحذر مفتى مصر فى بيان رسمي، من استمرار مخططات الاحتلال الإسرائيلى لتهويد مدينة القدس المحتلة، وتغيير معالمها، وطمس هويتها الحقيقية، داعيا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية والدولية والتدخل الفورى لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس ومقدساتها، .

تحويل الصراع إلى ديني

إن إسرائيل بحكومتها اليمينية تحول الصراع فى القدس وفلسطين عموما إلى صراع عقائدى ديني، ومن صراع على الأرض إلى صراع على ما تحت الأرض كما يبدو لافتا أن غول الاستيطان انتقل بشكل كبير من الضفة الغربية إلى القدس الشرقية. وبالنسبة لجمعيات مثل «عطيريت كوهنيم» أو «جمعية تراث جبل الهيكل»، فإن المعركة من أجل بناء الهيكل والخلاص، والمقصود بالخلاص اليهودى هو إبعاد المسلمين والمسيحيين عن مدينتهم. ويرى هؤلاء أن التصعيد فى المدينة المقدسة للديانات الثلاث سيفجر الأوضاع ويجبر حكومة إسرائيل على الحسم بإعلان جبل الهيكل لليهود فقط ومنع من دونهم من تدنيسه «حسبما زعموا» وإذا كان دافع الاستيطان فى الضفة الغربية عقائديا صهيونيا قوميا، فإن دافع الاستيطان فى القدس عقائدي ديني خالص ممزوج بتطرف قومى عرقي، من خلال السيطرة على أملاك المقدسيين فى البلدة القديمة ومحيطها ومخططات نسف مقدسات الآخر.

لا قدس بدون الهيكل

وحسبما قال حاخام يهودى فى الجماعات اليهودية المنتشرة فى ربوع القدس لا إسرائيل بدون القدس ولا قدس بدون الهيكل، ويمضى اليهود فى تلقين اطفالهم ان القدس مدينة يهودية احتلها المسيحيون ومن بعدهم المسلمون وغيروا معالمها ومازالت لم تحرر طالما دينات اخرى تعيش فيها وتملك حق العبادة، واسترداد الحق اليهودى واجب دينى جزاؤه الجنة، وإذا كان انفجار القدس أمرا حتميا، فإن حكومات إسرائيل المتعاقبة تسارع الخطى بالتحريض من جهة وممارسة التعسف بالتهجير والمصادرة من جهة أخرى حتى تتحول مدينة السلام الى بركة دماء قد تجر المنطقة بأسرها إلى أتون حرب دينية.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق