كشف تحقيق أجرته وزارة الخارجية الأمريكية عن أن جيش ميانمار شن حملة مخططا لها سلفا، وتضمنت أعمالا وحشية متنوعة من بينها عمليات قتل واغتصاب جماعى ضد أقلية الروهينجا المسلمة، وإن لم يذهب التقرير إلى حد وصف وحشية ميانمار ضد الروهينجا بـ «الإبادة الجماعية» أو «الجرائم ضد الإنسانية».
واستندت نتائج التحقيق الأمريكى على أكثر من ألف مقابلة مع رجال ونساء الروهينجا الموجودين فى مخيمات إيواء فى بنجلاديش المجاورة ،والتى استقبلت نحو 700 ألف فروا إليها ، هربا من الحملة العسكرية العنيفة التى اجتاحت ولاية راخين العام الماضي.
ويذكر التقرير، والمؤلف من 20 صفحة أن أعمال العنف التى شهدتها ولاية راخين كانت «مفرطة فى قوتها»، وتمت على نطاق واسع، وأنها كانت تهدف إلى «إرهاب السكان وطرد الروهينجا». وأضاف التقرير أن نطاق وحجم العمليات العسكرية التى تمت يكشف عن «تخطيط وتنسيق جيدين».
وأشار التقرير إلى أن شهادات أفراد الروهينجا الذين تم التحقيق معهم، تضمنت تفاصيل وقائع قتل الجنود لأطفال ورضع، وإطلاق النار على رجال عزل، فضلا عن دفن ضحايا أحياء بإلقائهم فى مقابر جماعية، ناهيك عن وقائع اغتصاب جماعى وعلنى لفتيات وسيدات من الروهينجا.
وعلق مسئولون أمريكيون على أن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية يمكن استخدامه لاستصدار مزيد من القرارات، لفرض إجراءات عقابية من جانب الولايات المتحدة ضد سلطات ميانمار.
وفى الوقت ذاته، أعلنت نيكى هيلى السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة زيادة مساعدات بلادها بمقدار الضعفين لمصلحة الروهينجا النازحين فى بنجلاديش، وأوضحت أن الولايات المتحدة ستمنح مساعدات إنسانية بقيمة 185 مليون دولار إضافية لمصلحة أزمة الروهينجا، منها مبلغ 156 مليون دولار لدعم المجتمعات المضيفة للاجئين فى بنجلاديش، ويصل بذلك إجمالى قيمة المساعدات الأمريكية للروهينجا منذ العام الماضى حوالى 389 مليون دولار.
ودعت السفيرة الأمريكية إلى تحرك المجتمع الدولى للتعامل مع أزمة الروهينجا، وكشفت عن مطالبتها مسئولى فرنسا والمملكة المتحدة بالدعوة لتشكيل لجنة تقصى حقائق، وإبلاغ مجلس الأمن بما توصلت إليه من نتائج.
رابط دائم: