فى ضربة كبيرة لواشنطن ،التى تسعى لتعبئة المجتمع الدولى ضد طهران، أعلن الاتحاد الأوروبى إنشاء آلية مالية جديدة، شبيهة بنظام المقايضة، لمواصلة تجارتها مع إيران، والالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وقالت فيديركا موجيرينى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فى بيان مشترك مع وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، إنه «عمليا، ستنشئ الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى كياناً قانونياً لتسهيل المعاملات المالية المشروعة مع إيران»، مؤكدة أن النظام الجديد سيتيح للشركات الأوروبية مواصلة التجارة مع طهران وفقا للقانون الأوروبي، ويسمح لأى شركاء آخرين فى العالم بالانضمام إليه.
وأوضحت أن الهدف من الكيان الأوروبى الجديد هو حماية المكاسب الاقتصادية التى تنتظرها إيران مقابل البقاء فى الاتفاق النووي، مضيفة أن قنوات الدفع الجديدة من المفترض أن تطمئن»الجهات الفاعلة الاقتصادية».
وتسعى المبادرة الأوروبية التى تحمل اسم»الآلية محددة الأهداف» إلى إنقاذ الاتفاق النووى الإيرانى الذى وقعته الدول الست الكبرى مع إيران عام 2015، على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة منه فى مايو الماضي.
وفى هذا السياق، أوضحت مصادر أوروبية أن الكيان الجديد سيعمل كبورصة تتم فيها المبادلات التجارية، أو كنظام مقايضة متطور انطلاقا من بيع البترول الإيرانى ،الذى يعد مصدر الواردات الأول للبلاد، مشيرة إلى أنه فى حالة بيع إيران بترولا إلى إسبانيا، على سبيل المثال، وباعت ألمانيا أجهزة إلى طهران، فإن عائدات شحنة البترول ستستخدم فى دفع المبلغ المترتب للشركة الألمانية.
وتملك إيران رابع الاحتياطيات العالمية للبترول، ويحتاج عدد من الدول خصوصا فى آسيا للخام الإيرانى ،لا سيما أن مصافيها مصممة خصيصا لمعالجة هذا النوع من البترول وليس غيره.
وتأتى الخطوة الأوروبية - الإيرانية المنفردة فى الوقت الذى تتصاعد فيه المواجهة بين طهران وواشنطن ،حيث يسعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال اجتماع مجلس الأمن الذى يترأسه اليوم ،حول منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، لتعبئة موقف دولى أكثر تشددا حيال طهران، فيما يرفض نظيره الإيرانى حسن روحانى أى عروض من واشنطن، ويعتبرها «ليست نزيهة وغير صادقة».
وعلى صعيد الهجوم الإرهابى فى إيران، وصف الحرس الثورى الإيرانى الرئيس ترامب بـ»الشرير المتهور»، لشنه حربا اقتصادية على طهران.
ومن ناحيتها، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية أنه تم»العثور على مخبأ للإرهابيين، واعتقال 22 شخصا متورطين فى هجوم الاحواز الذى أسقط 24 قتيلا السبت الماضي»، موضحة أنه تم العثور علي»متفجرات ومعدات عسكرية وأجهزة اتصالات فى هذا المخبأ، وتمت مصادرتها بالفعل».
وأكدت الوزارة أيضا أن «المدبرين والداعمين الأجانب لهذا العمل الإرهابى تم التعرف عليهم أيضا»، مضيفة أنها «ستعطى مزيدا من المعلومات فى الوقت المناسب».
رابط دائم: