رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

علاقات دافئة بين القاهرة وزغرب.. واتفاقات عديدة قبل نهاية العام

أجرى الحوار ـ محمد حجاب
رئيسة كرواتيا

أكد السفير الكرواتى بالقاهرة توميسلاف بوشنياك أن مصر وكرواتيا تجمعهما علاقات دافئة، وأن كليهما يشكل عنصر استقرار على المستوى الإقليمى، حيث تشكل مصر مصدر استقرار فى المنطقة، وهو ما ينطبق أيضا على كرواتيا.

وأضاف فى حوار لـ«الأهرام» أنه توجد مساع لتعزيز التعاون وزيادة الاستثمار فى مصر وغرس بعض الوجود الاقتصادى بين البلدين، وتشمل مجالات التعاون صناعة التعدين وبعض التقنيات التكنولوجية والرياضة، كما يطمح البلدان فى التعاون على أصعدة الزراعة والتعليم وغيرهما. وفيما يلى نص الحوار :

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيسة الكرواتية كوليندا جرابار كيتاروفيتش مرة واحدة عام 2015 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تعزيز التعاون المشترك، كما التقى وزيرا خارجية البلدين عام 2017، ما هى الخطوات التى تمت عقب هذه اللقاءات الرفيعة المستوى لزيادة التعاون وتبادل الخبرات؟

التقى الرئيسان فى السابق بالفعل، ونتمنى لقاءهما فى القريب العاجل، فمصر وكرواتيا تجمعهما علاقة دافئة، وكلاهما يشكل عنصر استقرار على المستوى الإقليمى، حيث تشكل مصر مصدر استقرار لأنها دولة فاعلة فى المنطقة، والأمر نفسه بالنسبة لكرواتيا، فى حين تواجه بعض الدول الأخرى مشكلات فى الاستقرار والسياسة والاقتصاد، وما نريد تحقيقه هو غرس بعض أوجه التعاون الاقتصادى فى علاقاتنا، وعلى سبيل المثال، تهتم زغرب بالتعاون فى المجال التكنولوجى، وتحديدا فى صناعة التعدين، وفى مجال الرياضة، كما نطمح فى التعاون على أصعدة الزراعة والتعليم والاستثمار، وتمتلك كرواتيا مهارات خاصة فى الهندسة، وسيتم الاتفاق على هذا التعاون من خلال تبادل الوفود، حيث تتم الآن مناقشة تكوين لجنة اقتصادية مشتركة بين الطرفين لبحث ما يمكن عمله والانتهاء منه.

كم يبلغ حجم الاستثمارات الكرواتية فى مصر؟

الاستثمارات الكرواتية فى مصر تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، ويتم التجهيز لبعض المشروعات التى نسعى لتنفيذها، كما نطمح فى توقيع بعض العقود، خاصة فى مجالات الهندسة ومجالات متخصصة أخرى بحلول نهاية العام الحالى، كما تمثل السياحة فرصة رائعة للاستثمار بين مصر وكرواتيا.


سفير كرواتيا بالقاهرة في أثناء حواره مع مندوب الأهرام

المجال الثقافى بين القاهرة وزغرب لم يشهد تطورا كبيرا .. كيف تتم الاستفادة المثلى فى هذا المجال؟

شهدت مصر وكرواتيا بعض التفاعلات فى الماضي، حيث كان هناك تبادل سينمائى بين البلدين فى الخمسينيات والستينيات، وسيقام مهرجان للفيلم الكرواتى فى مصر، ومهرجان للفيلم المصرى فى كرواتيا، وهناك أيضا تبادل فى مجال الأوبرا.

تشهد المنطقة العربية وجود تنظيمات إرهابية وجماعات مسلحة تمولها جهات خارجية بهدف تقسيم المنطقة وزعزعة استقرارها، فما رأيكم؟

تواجه المنطقة العديد من التحديات الصعبة، ولديها ذكريات سيئة عن فترة الاستعمار والأيديولوجيات الغربية المتعصبة، وهذا لا يعنى أن ندع المشكلات تحدد النتائج، فيمكن أن يعود الاستقرار لليبيا مثلا، وهى عملية مؤلمة، لذلك يجب عليهم أن يجدوا حلا، وهذا الحل غالبا ما يكمن فى الاتفاق السياسي، لكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لكى تجتمع الأطراف كافة على مائدة المفاوضات، ونأمل فى أن يحدث ذلك عما قريب. وبالنسبة للعراق، فهناك الكثير من التحديات بسبب الخلافات العرقية والسياسية والأيديولوجية، كما يوجد العديد من اللاعبين الإقليميين الذين يريدون التدخل، لكن الحل ما زال موجودا بعيدا عن الحروب، ولا يمكن حدوث تغيير سياسى دون استقرار، والمحادثات المشروطة ليست الطريق الصحيح أبدا. وإجمالا لست متشائما حيال المنطقة، إذ توجد علامات تشير إلى التقدم نحو استقرار وربما يكون سبب هذا وجود بعض العناصر السياسية التى تخشى من أن تسوء الأوضاع السياسية أكثر.

شهدت قمة الاتحاد الأوروبى الأخيرة انقسامات كبيرة حول قضية اللاجئين، فما هو موقفكم منها؟

هذه الانقسامات تعكس الوضع الذى تمر به البلاد الأوروبية، لأنه لا يمكن لأى مكان أن يتسع لكل هؤلاء الفارين، لأنه لا يمكن لأوروبا أن تضم أكثر من 340 مليون شخص من إفريقيا وبالمثل من آسيا، فليس الحل أن ينتقل الناس من مكان فى العالم لمكان آخر، ولكن الحل هو السعى لتحقيق استقرار سياسى وتطور اقتصادي، وبالتالى لن تحدث هذه الموجة الكبيرة من الهجرة سواء بسبب الحروب أو الفقر، فهؤلاء الناس يطمحون لفرصة أفضل فى الحياة يرونها على شاشات التليفزيون فى الدول الأوروبية، لذا يدفعون المال لشخص ما للوصول إلى أوروبا، ولكن أوروبا لم تقم بهذا. وبعض الدول الأوروبية متضررة من الماضى الاستعماري، وتحاول تغيير هذا الوضع، لذا، نعمل على إيجاد حل أفضل .وربما قد يحد التطور الاقتصادى فى إفريقيا من رغبة الأفراد فى الهجرة لأوروبا، وبالنسبة للذين يهاجرون بسبب الحرب على سبيل المثال، فإن سوريا تعرضت لحرب وتم تهجير أكثر من مليون شخص لأوروبا، وبعد انتهاء الحرب هل يمكن لسوريا أن تحيا بنصف شعبها فقط؟ هذا ليس الحل، وإنما الحل هو بقاؤهم فى البلاد القريبة لهم مثل الأردن ولبنان وتركيا، حتى يتسنى لهم العودة من جديد فور استقرار الأمور، لذلك يجب علينا توفير الظروف لهم لتسهيل عودتهم لبلادهم فى حالة عودة الاستقرار.

أصبحت كرواتيا حديث العالم بعد الأداء القوى لمنتخبها فى كأس العالم لكرة القدم والظهور المميز للرئيسة كوليندا فى المونديال .. كيف تستثمرون هذا التوهج الكبير؟

كان أداء منتخب كرواتيا عبقريا فى كأس العالم، وأظهرنا أداء كرويا جذابا، وربما كان كأس العالم هذا العام استثنائيا من الناحية الكروية بسبب أداء كل من بلجيكا وكرواتيا، حيث إنهما كانا الأفضل بالتأكيد. لكن أداءنا الكروى كان له تأثيره الخاص واحترمه جميع مشجعى الكرة حول العالم، ونحن بالفعل لدينا أبطال حاصلون على ميداليات ذهبية فى رياضات أخرى كالوثب العالى والجرى والتجديف، كما تفوق أبطالنا لعدة سنوات فى لعبات مثل كرة اليد وكرة السلة. أما الرئيسة كوليندا، فهى ليست فقط رئيسة مؤهلة وامرأة جميلة، لكنها أيضا أظهرت أنها تدعم الفريق بكل الطاقة والمشاعر والعواطف، وعبرت عن هذا دون أى خجل، وعلى الشاشات، وكان من الرائع مشاهدتها تقف وسط الرؤساء، وقد لاحظ الشعب الكرواتى والعالم كله أهمية دعمها للفريق، كما كانت الأولى فى تهنئة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عندما فازت فرنسا بالكأس.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق