فى كندا.. الإخوان يتسترون خلف اللافتات الدينية

فى العادة، وعند استطلاع خريطة معاقل نشاط الجماعة المح ظورة فى الغرب لا يأتى اسم كندا، لكنه أصبح واقعا، فاليوم لا يمكن تجاوز كندا التى باتت تصنف كـ«معقل ناشيء» قد يثير القلق الفعلى قريبا جدا سواء فيما يتعلق بالتطرف المسلح إجمالا أو بنشاط «الإخوان» المحظورة تحديدا.

ويزيد ذلك من حدة ضغوط المجتمع الدولى على الحكومة الكندية لإدراج «الجماعة» على قائمتها للتنظيمات الإرهابية وهو ما لم يتم حتى الآن.

وهناك شبهات تحوم حول عدد من المؤسسات ذات الخلفية الدينية والروابط التى تجمعها بـ»الإخوان«، فمثلا، اكتشاف واقعة صندوق الإغاثة الدولى لدعم المعوزين والمنكوبين والمعروف اختصارا بـ IRFAN، والذى جمع وأرسل ما يقدر بنحو 15 مليون دولار من التبرعات إلى مجموعات مختلفة ينحدر ولاؤها إلى «الإخوان» المحظورة، وذلك خلال الفترة بين عامى 2005 و2009، مما كلف الصندوق تصنيفه كمؤسسة خيرية فى 2011 وأدرج على قائمة كندا للتنظيمات الإرهابية عام 2014.

فى العام التالى 2015، نصح لورينزو فيدينو - مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن ومؤلف كتاب »الإخوان المسلمون الجدد فى الغرب« خلال شهادته أمام لجنة الأمن القومى بمجلس الشيوخ الأمريكى - بضرورة انتباه السلطات الكندية إلى ما وصفه بـ»أيدى الإخوان» وتأثيرها على المجتمع المسلم داخل كندا.

وأرفق ذلك بتحذير من أن هذه الأيدى والأيديولوجية التى تقف وراءها بدأت تهيمن على كل مراكز تجمع المسلمين فى كندا سواء كان ذلك «قطاع التعليم» أو «المساجد».

التحذيرات تزايدت وجاءت هذه المرة من قلب الداخل الكندي، على أيدى توماس كيوكين الذى أصدر كتابه «الخضوع: خطر الإسلام السياسى إزاء كندا» والصادر فى ديسمبر 2017.

كندا أصبحت بالفعل مصدر قلق بالنسبة لجارتها الأكبر، الولايات المتحدة، وذلك إلى حد أن تقرير «استراتيجية الحدود الشمالية» والصادر يونيو الماضى عن وزارة الأمن القومى حذر من أن التطرف الإرهابى و«المتولد» داخل أراضى كندا يشكل «التهديد الإرهابى الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة».

وحذر التقرير من أن انتماء بعض العناصر إلى كيانات مقرها كندا ولم يتم إدراجها على قوائم التنظيمات الإرهابية الأمريكية، يجعل حركتها خروجا ودخولا لأمريكا مسألة يسيرة، وأضاف أن ذلك «التهديد» يتطور بشكل يستدعى تنسيقا مشتركا بين السلطات الأمريكية والكندية.