بدارسة الوضع فى دول آسيا، نجد أن الجماعة الإرهابية متواجدة هناك منذ عقود فى الكثير من الدول، إما فى شكل أحزاب سياسية تحمل أسماء مغايرة لكنها تقوم على الفكر ذاته، أو فى هيئة منظمات اجتماعية ذات ثقل فى الحياة السياسية وقادرة على الوصول إلى أفراد المجتمع عبر العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والأعمال الخيرية.
وتعد طاجيكستان خير مثال على ذلك النهج، فالإخوان استغلوا مدى تعطش جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق للخطاب الدينى فى أعقاب انهياره عام 1991 لتعزيز نفوذهم داخل آسيا الوسطي. وبالفعل، عقد حزب النهضة الإسلامي، عقب أيام من إعلان حل الاتحاد السوفيتى مؤتمره التأسيسى فى إحدى قاعات مبنى الحزب الشيوعى السابق.
وهناك توجهات لتصنيف حزب النهضة كمنظمة إرهابية بعد وجود اتهامات بوقوف بعض أعضائه وراء أعمال عنف أسفرت عن سقوط أكثر من 40 قتيلًا عام 2015خلال مواجهات بين متمردين وقوات الأمن. كما تتهم السلطات الحزب بالتواطؤ مع المجموعة المسلحة المتمردة، التى هاجمت مراكز الشرطة فى مدينة دوشنبه، والمقر الرئيسى لوزارة الدفاع فى دوشنبه.
ويعد الحزب الفرع التنظيمى للإخوان فى آسيا الوسطي، حيث أسسته مجموعة من الشباب على أهداف ومباديء حسن البنا وسيد قطب التى تعرفوا عليها من خلال الطلاب العرب الذين كانوا يفدون للاتحاد السوفيتى بغرض الدراسة.
مثال آخر على ذلك، كانت الطريقة التى تسلل بها التنظيم الإرهابى إلى باكستان، ومن ورائها أفغانستان، فالجماعة بدأت دخولها للمنطقة عبر إنشاء مركز ثقافى فى مدينة بيشاور الباكستانية تكون مهمته تقديم خدمات دعوية فى مخيمات اللاجئين وتنظيم دورات تدريبية باللغتين العربية والإنجليزية وتقديم المساعدات للطلبة وترجمة أمهات الكتب الإسلامية ولا سيما كتب البنا وقطب.
وبعد الغزو الأمريكى لأفغانستان فى أعقاب هجمات سبتمبر 2001، دخل المركز الثقافى إلى كابول، فتأسست «الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية - الإخوان المسلمون» التى أصبحت لها فروع فى الولايات الأفغانية الرئيسية وعملت على التودد للسلطة الجديدة هناك عقب سقوط طالبان.
رابط دائم: