ما أشبه الليلة بالبارحة.. لا.. بل ما أروع الليلة من البارحة، فبعد أسابيع طويلة من الترقب وانتظار إجابة حاسمة للسؤال الأهم: هل يجتمع نجوم عرض «قهوة سادة» مرة أخرى ضمن فعاليات اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، وبعد 10 سنوات من تقديمها لأول مرة؟.. وهل يتكرر معه نفس النجاح المدوى؟.. الإجابة ببساطة أعلنها المخرج خالد جلال الذى لم يزرع قبل هذه السنوات جهدا وإبداعا فقط حصد بسببهما النجاح، بل زرع جوا أُسريا حميميا بين كل أفراد فريقه..
فكانت تلك الحميمية دافعا لتجمعهم من جديد رغم ظروف حياتهم التى تغيرت تماما.. ففى البروفة النهائية قبل العرض والتى اختص خالد جلال «الأهرام» فقط بحضورها ورصد كواليسها لأول مرة فى مشواره الفنى.. لمست مشاهد معاناة بروفات الشهور الماضية.. محمد فراج وأمير صلاح الدين سارعا للمشاركة رغم ارتباطهما بمشاهد تصوير سينمائية قاسية تبدأ مع بزوغ الفجر وتنتهى بزوال الشمس..
طفلتا آيات مجدى ومريم السكرى كانتا برفقتيهما طوال الوقت تراعيانهما بين المشهد والآخر.. حسام داغر وأحمد سعد اعتذرا عن كل ارتباطاتهما من أجل «قهوة سادة».. الجميع تفرغ تماما استعدادا للحظة الحاسمة.. وعلى خشبة المسرح القومى الذى يقدم عليه العرض لأول مرة فى تاريخه وقف المايسترو خالد جلال يحتضنهم ويدلى بملحوظاته الأدائية بدقة، بل ويمثل بعض المشاهد أحيانا لتأكيد لحظات درامية عميقة بتعبيرات الوجه والإيماءة والهمسة.. وأمام نجاح العرض بين الضيوف العرب والأجانب كانت بالفعل الليلة أروع من البارحة.
رابط دائم: