رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ملتقى مبدعى ونقاد أدب الطفل: رسوم قصص الأطفال نص مواز للكتابة

دعاء جلال
هدير يحيى تشرح أهمية رسوم أدب الطفل

 سيظل الجدل مستمرا فى الإجابة عن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة فى حقل أدب الطفل وهو: أيهما أهم فى كتب الأطفال..النص أم الصورة المرسومة التى تساعد على تجسيد الأشخاص والأحداث فى عقل الطفل. فهناك من يرى أن كليهما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الاستغناء عن أى منهما، وهناك من يرى أن الرسوم بدون نص غير مجدية، فى حين أن المعلومة من الممكن أن تصل إلى الطفل بدون رسوم من خلال الكتابة السلسة والبسيطة والشيقة، والرأى الثالث يؤكد أهمية الرسوم أكثر من النص.

فى مركز توثيق وبحوث أدب الطفل الكائن فى ميدان المماليك بحى الروضة أقيم ملتقى مبدعى ونقاد أدب الطفل حول رسوم قصص الأطفال لمناقشة وطرح جميع الآراء، وشارك فى الملتقي، الذى أداره د. أشرف قادوس مدير المركز عدد من رسامى قصص الأطفال وهم الفنانون عبد الرحمن نور الدين، عبد المجيد شريف، رشا منير، هدير يحيى، خالد المرصفى وحضر اللقاء كاتب أدب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني.

بدأ الملتقى بكلمة الرسام عبد الرحمن نور الدين الذى أبدى أسفه على مدى تهميش رسامى الأطفال وعدم حصولهم على حقوقهم بالشكل الذى يليق بهم، ودور النشر هى المسئولة عن ذلك سواء كانت خاصة أو حكومية، فهى توجه اهتمامها المادى والمعنوى فقط للمؤلف وتتجاهل الرسام، برغم أن دوره وجهده من الممكن أن يكون ضعف الدور والجهد المبذول من المؤلف، فلابد من وجود منظومة اقتصادية سليمة تساعد على ربح جميع الأطراف المشاركة فى العمل بشكل متساو، وذلك لن يتم إلا بتدخل الدولة وتشجيعها عن طريق شرائها أهم الكتب التى تصدر سنوياً من دور النشر الخاصة وتوزعها على مكتبات قصور الثقافة ومراكز الشباب والجامعات.

وتحدث الرسام عبد المجيد شريف عن علاقة الكاتب بالرسام، فمن الممكن القول إن الرسم قد يطغى على الكتاب وفى هذه الحالة يصبح وجود النص مجرد تبرير للرسوم، فى حين أن الغرض الرئيسى للرسوم هو الإضافة للنص وتجميله، وإذا طغى النص على الكتاب فقد يفقد النص التأثير والجاذبية والهدف منه، فالرسومات تضيف للكتاب بُعدا آخر وتساعد على تحريك وتحفيز وتحرر خيال الطفل وتوسيع مداركه، وهى بمثابة نص موازٍ للنص المكتوب.

 ويرى «شريف» أن الكتاب المصور مهما تكن لغة نصه فهو كتاب بلغتين لغة النص ولغة الرسم والتناغم بينهما ضرورة، ويشير إلى أنه من الممكن عدم نجاح الكتاب المتكامل لضعف إما فى النص أو فى الرسم أو فى العلاقة بينهما، ولكن إذا نجح فذلك يعود إلى الحرية التى حصل عليها كل من الكاتب والرسام فى أثناء عملهما معاً، وأحياناً نرى الكاتب يملى على الرسام كيفية إعادة صياغة النص مرسوماً وهنا يفقد الكتاب المصور أحد أهم عناصره وهو الغنى الجمالى وإمكانية إمداده بمعان غير متوقعة قد يراها الرسام فقط، فهو مدرك لأكثر العناصر التى تجذب الطفل وتسبب له الدهشة والإثارة، فمساحة تخيل الرسام أحياناً تكون أكبر من المؤلف وقدرته على توظيفها وترجمتها إلى أشكال وألوان تكون كبيرة، كما أنه يكون ملما بالمراحل العمرية المختلفة للأطفال، ويوضح أن العصر الحالى هو عصر تكنولوجيا الاتصالات بكل مافيه من مغريات تجذب الطفل بعيداً عن الكتاب، فأصبح يوجد تحد كبير للكتاب الورقي، وهنا أصبح دورنا أخطر وأهم من السابق للعمل على عودة الكتاب وبقوة لينافس الكتاب الإلكترونى سواء عن طريق عوامل الجذب فى الرسوم والنص، وكلاهما لابد أن يعتمد على أفكار جديدة ومبتكرة وشيقة، ومن هنا أطالب بضرورة عقد ورش تدريبية عملية ونظرية فى مجال الكتابة والرسم للأطفال.

 وأشار إلى أن بارقة أمل كانت قد ظهرت منذ عامين  لإنشاء رابطة لكُتاب ورسامى كتب الأطفال ولكن وجود مجموعة من المعوقات حالت دون إتمامها.

الروايات العالمية فى رسوم مسلسلة

واستهلت الرسامة رشا منير حديثها بوصف الكتابة للطفل بأنها صناعة، ولابد من العمل على تنمية هذه الصناعة فى مصر من خلال الدولة والقطاع الخاص معاً، وتشير إلى أن رسوم الطفل ليست فقط مكانها الكتاب وإنما توجد فى البوسترات واللوحات الإرشادية والملابس، فالرسام ليس مرتبطا فقط بكتب الأطفال ويجب ألا يكون مقيدا بأفكار أو تعليمات، فهو لابد أن يكون حرا فى خياله وإبداعه بدون أى قيود. واستعرضت رشا عدة أعمال لها تشير إلى مدى أهمية الرسومات فى نقل الفكرة للأطفال، وطالبت بضرورة الاهتمام بأدب الأطفال المكفوفين، فهى أسهمت فى رسم قصة تخاطب الأطفال المبصرين بعنوان «عيون بسمة» تحكى عن طفلة مكفوفة، وكانت تتمنى أن تتوجه هذه القصة إلى مخاطبة المكفوفين، ولكنها شعرت بحيرة إلى من تتوجه وتخاطب فكل دور النشر هدفها الأول هو الربح، وتكلفة كتاب لهذه الفئة مرتفعة لطبيعة الحروف والرسوم التى لابد أن تكون بارزة، وتبدى حزنها بأن الأطفال المكفوفين فى الخارج لايجدون أى مشكلة فى وجود كتب من هذه النوعية لمساعدتهم وتحفيزهم على القراءة، وألقت رشا الضوء فى حديثها على الرسوم المتحركة ومدى فشلها الذريع فى مصر، إلا بعضها القليل مثل «بكار» على سبيل المثال، وتوقف التليفزيون المصرى عن إنتاج الرسوم المتحركة منذ عشرين عاماً بسبب سوء الإدارة وسياسة الهدم السائدة على الرغم من وجود فنانين مبدعين.

أما الرسامة هدير يحيى فأشارت إلى المشكلات التى يواجهها الرسام وأولاها عدم التقدير وكذلك مشكلة السيناريو غير المكتوب به وصف المشهد حتى يستطيع الرسام أن يقدم الفكرة التى يريد المؤلف توصيلها للطفل، وأبدت هدير إعجابها بمبادرة دولة السودان فى تحويل مناهج التاريخ والعلوم إلى «كوميكس» وهو ما يجعل الدراسة ممتعة وشيقة للطالب فى جميع المراحل، وتمنت أن تصل مصر إلى هذه المرحلة مثل السودان.

ووصف الرسام خالد المرصفى الإشكالية كلها بأنها تعتبر قضية أمن قومى لأننا ننشئ جيلا كاملا قادما، فلابد من وجود وقفة جادة وإتحاد المؤلف والرسام معاً ووجودهما فى ورشة عمل واحدة مع ضرورة تقديم التقدير المعنوى والمادى لكل منهما.

وفى ختام الملتقى تحدث الكاتب يعقوب الشارونى عن أهمية الرسوم المسلسلة وأن هذا النوع من أكثر الأشياء جذباً للأطفال، وكيف أن أهم الروايات العالمية الآن ومن ضمنها روايات «شكسبير» تحولت إلى رسوم مسلسلة خاصة فى أوروبا وأمريكا، ورواية «ساحر الصحراء» والتى ترجمها بهاء طاهر وتم تحويلها إلى رسوم مسلسلة للكبار والصغار، وكتب المؤلف فى أول صفحة أنه سعيد لأنه عاش حتى اللحظة التى يرى فيها روايته تحولت إلى رسوم مسلسلة، وهذا يدل على أنه وجد عددا كبيرا من الجمهور لم يقرأ هذه الرواية فى شكلها العادى وأتجه إلى قراءتها فى شكلها الجديد.

 وروى الشارونى أنه عند وفاة الكاتب الوكولمبى «ماركيز» وُجد أن الشباب لا يتجهون إلى قراءة رواياته، فلجأ الناشر إلى كتابة تاريخ حياته فى كتاب رسوم مسلسلة حتى يجذب ويشجع الشباب على قراءة رواياته، وأشار إلى أهمية الصور حتى فى المقالات الصحفية فلابد من وجودها حتى وإن كانت صورا أرشيفية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق