ذكريات افتتاح الأوبرا المصرية

فى مثل هذه الأيام كان الاستعداد لافتتاح الأوبرا المصرية التى هى ثانى أوبرا مصرية بعد تلك التى احترقت وكان مكانها ميدان الأوبرا حاليا.

افتتاح دار الأوبرا لم يكن بالأمر البسيط، بل سبقه عمل واجتماعات ومفاوضات وأيضا اتصالات هنا وهناك.

البداية كانت بين سفير اليابان السابق فى مصر ناكاى ووزارة الثقافة المصرية، بل الحكومة المصرية.

مستر ناكاى كان من المهتمين بالموسيقى مثله مثل الكثير من اليابانيين، ولذلك لم يتردد فى الذهاب إلى مسرح الجمهورية أسبوعيا ليحظى بأوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أعماله الكلاسيكية وكان القائد معظم الوقت هو المايسترو الراحل يوسف السيسى.

تعود مستر ناكاى وزوجته على مشاهدة أعمال الأوركسترا اليابانى فى مكان يليق بها، وبالطبع لم يكن هذا المكان هو مسرح الجمهورية، رغم أنهم طوروه بعد بناء دار الأوبرا ليصبح بديلا لتلك التى احترقت.

وبدأت الاتصالات بين السفير اليابانى والمايسترو المصرى حول كيف يمكن أن تقدم مثل هذه الأعمال الكبيرة فى مسرح صغير نسبيا، وكانت بداية الاتفاق مع وزارة الثقافة فى عهد الوزير الراحل عبد الحميد رضوان. وبالفعل بدأت أعمال دار الأوبرا الجديدة التى أقامتها اليابان ونفخر بوجودها لدينا اليوم كأحد أكبر المسارح أو الصروح الثقافية وشهدنا نحن فى مصر لأول مرة فى موسم واحد أكثر من فرقة كبيرة للأوركسترا من البلاد التى رأت أن تحيى الأوبرا الجديدة كما هو معروف فى العالم.

كانت هنا بداية عهد فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق وكان لدينا لأول مرة أكبر الفرق العالمية.. تحية للأوبرا المصرية التى تولت إدارتها وقتها الفنانة رتيبة الحفني، حضرت الأميرة مرجريت شقيقة ملكة بريطانيا مع أشهر فرق الباليه فى لندن، كما حضر روميل ابن العسكرى الألمانى الشهير روميل الذى حارب فى صحرائنا ضد القوات البريطانية برئاسة مونتجومري، وكان النصر لإنجلترا.

كان معه فرقة باليه شتوتجارت.. المهم أن مصر شهدت أكبر الفرق وأشهرها فى مباركة لافتتاح أوبرا مصر التى كان شرط اليابان ألا يرتفع أى مبنى حولها ليعلو سقفها وهو أمر قائم حتى الآن, بالطبع كانت بداية الفرق تلك الفرقة الكبيرة اليابانية التى تعد من تراث اليابان القديم، وقدمت هذه الفرقة أيضا واحدة من تراث اليابان.

نتذكر نحن الكبار هذه الأيام التى ملأت مصر بهجة وجمالا تمثلت فى أشهر فرق العالم.