رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تزايد «الإلحاد».. نتيجة لتشويه الجماعات الإرهابية وسطية الإسلام

‫تقرير ــ خالد أحمد المطعنى‬
داعش

أدى تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية، والتنظيمات الاسلامية السياسية والتيارات الدينية المتشددة - التى ظهرت على الساحة فى الفترة الأخيرة - لصورة الإسلام الوسطى من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للدين، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام، إلى تزايد «الإلحاد» بين الشباب فى الدول الإسلامية، سيما دول المنطقة التى مرت وتمر بمتغيرات سياسية واجتماعية كبيرة.

وبحسب تقديرات د.إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية فإن أبرز وأهم الأسباب التى تدفع هؤلاء الشباب إلى الإلحاد، أن الجماعات الإرهابية التكفيرية، التى تنتهج الوحشية والترهيب والذبح باسم الإسلام صدرت مفهوماً مشوهاً لتعاليم الإسلام، ورسخت صورة وحشية قاتمة للدين، مما نفَّر عددا من الشباب من الإسلام ودفعهم للإلحاد، بالإضافة إلى أن الخطاب الدينى المتشدد الذى تصدره التيارات الإسلامية المتزمتة التى تؤصل لأهم مشكلات التدين فى العصر الحاضر، وهى إشكالية الصراع بين الجوهر الروحى والخلقى الذى يمثل حقيقة الإسلام، وبين القشرة الشكلية الخارجية التى تصلح أمارة وعلامة فقط على أن هذا الإنسان ينتمى إلى ذلك الدين ويمارس تلك الشعائر، مشيرًا إلى أن هذه التيارات لا تعرف سوى التشبث بالأمور الشكلية التى قد تبعد الناس عن الدين.

وأوضح أن دعوة الجماعات التكفيرية، من خلال فهم مختل للولاء والبراءة، إلى كراهية الآخر لمجرد المخالفة فى الديانة، فيكون من الطبيعى أن ينفر من هذا الكثير من أصحاب القلوب الطيبة والمحبة للآخرين، لأنهم يجدون هذا الأمر صعبا على النفس ومناقضًا لما فطره الله فى قلوبهم من حب للآخرين الذين أحسنوا إليهم، خاصة أن نسبة كبيرة ممن يطلقون على أنفسهم ملحدين لا يعارضون الدين ولكنهم يرفضون استخدامه كنظام سياسى، داعين إلى فصل الدين عن الدولة، فى حين رفض فريق آخر قليل منهم الدين ككل، فيما ترك فريق ثالث الإسلام إلى ديانات أخرى.

وكشف عن أن مواقع التواصل الاجتماعى المتعددة وفرت لهؤلاء الشباب المغرر بهم مساحات كبيرة من الحرية أكثر أمانا لهم للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم فى رفض الدين، بعيدًا عن التابوهات التى توجدها الأعراف الدينية والاجتماعية، محذرا من خطورة استضافة وسائل الإعلام لغير المؤهلين وغير المتخصصين فى البرامج الدينية، الذين غالبا ما يتعمدون الإساءة فى توصيل المعلومة الدينية الصحيحة، مما يؤدى بدوره إلى حدوث بلبلة فى الأفكار واختلال فى المفاهيم.

ولمواجهة انتشار الإلحاد، اقترح نجم عدة مقترحات أهمها أن نجعل المنهج الوسطى الذى يدعو إليه الأزهر الشريف، ثقافة عامة تشيع فى مناهج التعليم والإعلام، مع أهمية عمل برامج متخصصة تقوم على مناقشة الأفكار التى تطرأ على عقول الشباب مع احترام تلك الأفكار ومناقشتها بهدوء ورفق وطرحها أيضا للمناقشة والرد من قبل متخصصين من علماء الدين والاجتماع والنفس والفيزياء، كما أنه لابد من بذل مزيد من الجهود لحماية الشباب وتحصينهم ضد تلك الأفكار المتطرفة والآراء المتشددة التى تبتعد كل البعد عن وسطية الإسلام وسماحته وضرورة العناية بالرسوخ العلمى والخطاب العقلى الذى يناقش تفاصيل القضايا العقدية والفكرية القديمة والمعاصرة.

وشدد على ضرورة تجديد الخطاب الدينى ليتفاعل مع الواقع المعاصر بعيدًا عن نقل قصص وروايات مكذوبة لم تثبت ونشرها بين الناس مظنة أنها ستزيد فى إيمانهم، على حين قد تكون النتيجة هى العكس، مطالبا عالم الدين بأن يضع عينا على الشريعة وأخرى على الواقع، ذلك أن البعد عن الواقع والتمسك بالقشور التى لا تعد من جوهر الدين كان سببا فى نفور الشباب وابتعادهم عن صحيح الدين.

وتابع: من الجهود التى تقوم بها دار الإفتاء المصرية فى هذا الشأن، أنها أنشأت قسما مختصا بالشبهات، يقوم عليه بعض الباحثين المتخصصين فى العلوم الفلسفية والكلامية، ويتضمن العمل فى هذا القسم عدّة أمور:

أولها: كتابة بعض البحوث الفلسفية التى تعالج القضايا التى تشغل بال الشباب.

ثانيا: كتابة ردود شرعية على الشبهات التى تثار حول الإيمان والعقيدة والشعائر والمرويات وما إلى ذلك.

ثالثا: عمل جلسات مع الشباب الذين يأتون إلى الدار، والاستماع إلى كلامهم، ومن ثمّ الردّ عليه بطريقة علمية ومعاصرة أيضًا.

رابعًا: عمل فيديوهات توعية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، ذلك الحاضنة الأكبر لمتلقّى المعلومات من الشباب.

خامسًا: يقوم الفريق برصد أكثر الشبهات إثارة، من ملاحظة كثرة ترددها على ألسنة السائلين، أو حتى على المواقع المختصّة بالإلحاد والشبهات، أو المجموعات التى يكتب فيها الشباب موضوعات دينية على مواقع التواصل، كما يتمّ التواصل مع مراكز بحثيّة كبيرة سواء فى الداخل أو الخارج لعلاج الظاهرة من جميع جوانبها، دينيّة واجتماعية ونفسيّة، وهذا الجهد الذى تقوم به دار الإفتاء جديد من نوعه، حيث عُقدت دورات متخصصة -للقائمين بهذا العمل- فى العلوم التجريبية من قِبَل متخصصين، وأيضًا دورات متخصصة فى فنّ الحوار والإقناع، لأنّ غالبية من يأتون إلى الدار من فئة الشباب الذى ربما لا تُقنعه اللغة الخطابية أو الوعظية التى ربما تُؤثر فى جيل دون آخر، وبملاحظة ذلك عُقدت تلك الدورات لإكساب القائمين على الأمر مَلَكَة وحنكة فيما هو موكل إليهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    مصرى حر
    2018/09/14 09:02
    0-
    15+

    الأفعال المتخلفة للجهلاء المتنطعين أدت الى تزايد الالحاد
    مطلوب مجهودات اكبر من الازهر الشريف لتغيير المعتقدات العقيمة وتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام الوسطى المعتدل
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    م. حارس
    2018/09/14 04:19
    0-
    2+

    الالحاد ...
    الالحاد سببه ان اتباع الاديان الثلاثة ... قد كشفت تصرفاتهم .. انها ليس لها علاقة بالاديان .. ولا بتعاليم الكتب السماوية .... لا سلام ولا إخلاق .. وخداع .. وإفتقاد القدوة المؤثرة الصادقة . فأصيبوا بصدمة ... يبحثوا عن معتقد آخر..
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق