رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصطفى رفة..
الأثر الحى فى قلعة القاهرة

محمد شمروخ
عدسة ــ السيد عبد القادر

واحد من تلك الوجوه التى تنطق تجاعيدها بما يجاوز عمرها الحقيقي بقرون، فوجه الحاج مصطفى عبد العظيم ليس مجرد وجه عامل جاوز عمره السبعين عاما، بل هو الجزء الحي المفعم بالحياة في تراث القاهرة، فهو يبدو كجزء من جامع محمد على في القلعة، حيث يعمل هناك في رفو الفتوق وما يطرأ على السجاد المفروش به الجامع ولذلك اشتهر بلقب «مصطفى رفة».

تجد الحاج مصطفى يقف أمام باب المسجد ولو أمعنت النظر في آثار ما رسمته ريشة الزمان على صفحة وجهه، لما استبعدت أن يكون هذا الوجه أقدم من عمر المسجد الذي شرع محمد على باشا في بنائه من سنة 1830 حتى 1848، بل ربما كان أقدم من القلعة نفسها التى ألقى صلاح الدين أول أحجارها في 1176 وسميت بقلعة الجبل، فميراث مصطفى من أسلافه هو ما انطبع على وجهه من أثر القرون لا يقاس بالسنين في ملامح تبدو كقطعة من جبل المقطم لكنها مفعمة بالطيبة الممزوجة بسمرة من أثر الشمس، فالتاريخ يتنفس وينبض بالحياة في مثل هذا الوجه. وبعد أن بلغ عم مصطفى سن المعاش منذ 11 عاما، رفض أن يبقى في البيت عاطلا عن العمل وتشبث بعمله في القلعة، فمثله يعمل حتى الرمق الأخير، فسيظل يعمل ما دام قلبه قادرا على دفع الدماء في عروقه وحتى يسلم مهمة حفظ التاريخ الحي لمن سيأتي بعده.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق