أصبح ظهور محصل الكهرباء امام منازلنا فى محافظات جنوب الصعيد إيذانا بحدوث رجفة فى القلب وأسى فى النفس بعد أن أصبحت فواتير استهلاك الكهرباء تحمل فى طياتها مبالغ ينوء تحملها حتى أصحاب الدخول العالية فما بالنا والسواد الأعظم من الناس لا تخفى حالهم على أحد، ونحن لا ندعى أن هناك تقديرات جزافية قد شابت حجم استهلاكنا بل نقر ونعترف أنها تعكس صورة حقيقية لاستهلاكنا بعد أن زاد وأصبح خارج السيطرة إلا أن ذلك لم يكن من قبيل السفه والترف بعد أن شارفت درجات الحرارة عندنا على الخمسين فى معظم أيام السنة، ولعل قراءة سريعة فى الدرجات التى تعلنها هيئة الارصاد الجوية خير شاهد على الفرق الكبير بين الحرارة عندنا وحرارة الوجه البحري، وبالتالى أصبحنا نصطلى بلفحات حرارة ليلنا كنهارنا مما يجعل أجهزة التكييف والمراوح الكهربية الوسيلة الوحيدة التى نتسول منها ما يخفف عنا فنظل أمامها عاكفين معظم أوقاتنا فبدونها نتصبب عرقا ويفتك بنا الإجهاد الحرارى ومن ثم يخاصم النوم عيوننا ويقرح السهد جفوننا ان هذه الاجهزة ليست من الكماليات والرفاهية فى شيء، وإنما هى من ضروريات الحياة التى يستحيل الاستغناء عنها وهو مما أدى الى وصول فواتير الكهرباء الى هذا الحد: ولذلك نطلب من الدولة اعادة النظر فى أسعار الشرائح التى تحاسب بها أهل جنوب الصعيد فتخفف عنا ظروفا كان قدرنا أن نعيش فيها.. وإذا كانت الحكومة قد سبق لها أن استثنت بعض المناطق من بعض قوانينها مراعاة لظروفها فلماذا لا تحنو علينا وتمن بكرمها وجودها بمنطق ان «تشابه الأسباب ينسحب على تشابه النتائج» وترحمنا من قوائم الشرائح التى أقرتها اخيرا بنظام حسابى خاص يراعى ظروفنا فتثبت لنا عمليا اننا خرجنا من عوالم المهمشين على حواف اهتماماتها والمسطحين فى نواصى الوطن وأننا أصبحنا نصب أعينها، فهل نجد لصرختنا صدى وتعيها أذن صاغية، أم ستذهب سدى وقد طالتها آفة التجاهل.
عبد الحى الحلاوى ــ قوص
رابط دائم: