رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تعبيرية الأماكن.. بين الشجن والحنين

رانيا الدماصى

لقطات جاءت لتحاكى عمق الأماكن... جدران يحوى رحيقها الاصالة والذكريات نفحات ولمسات هى بالأحرى تأكيد لروح فنان يعشق الفن ويعشق تراب بلاده بكل تفاصيلها.. يجوب ويجول فى دروبها وحاراتها، يستقى من مفرداتها وأماكنها رؤى تشكيلية يجسدها فى قوالب فنية تحوى الثراء الابداعى، فى مزيج واستدعاء لحركه الزمن التى جاءت لتعكس دفء المشهد وما يحتويه من مشاعر ودلالات روحانية، يستشعرها المتلقى ويتمعنها بين جنبات العمل الفني.. فكثيرا ما يبحث الدكتور عبدالعزيز الجندى الأستاذ بقسم جرافيك بكلية الفنون الجميلة بالزمالك عن معان يسعى دوما للتعبير عنها من خلال أعماله مجيدا لإستخدام الخامات وتطويع الخطوط فى التعبير والتشكيل الفنى ليجد حريته من خلال ألوان تحوى مكنون زمنى يشع بالحيوية والدفء،

واليوم نحن بصدد افتتاح معرضه الجديد «شجن» وذلك بجاليرى بيكاسو بالزمالك فى السابعة من مساء الأحد ١٦سبتمبر الحالى والمقرر استمراره حتى نهاية الشهر. ليضم المعرض نحو ٦٠ عملا يغلب عليها الطابع التعبيرى ومنفذ بتقنيات هى مزيج بين الكولاج وألوان الجواش والأكريليك والألوان المائية.. جاءت اللوحات لتحاكى أماكن متعددة كجزيرة الذهب وحديقة الأورمان والحطابة بالقلعة وقصر السكاكينى ومرسى معدية منيل شيحا بالمعادي. يقول الدكتور عبدالعزيز: أربع سنوات منذ معرضى السابق.. وأنا أتجول مرتحلا بأدواتي.. ومعى رفاق يحملون معى الهم ويحلمون بالانتماء، محلقين فى سماء الشجن الجميل.. شجن لمسته فى المراكب ورسوها قبل لحظة الإبحار، وفى أناس متناثرين تحت الأشجار الوراقة.. وفى جدران حملت الذكرى. وحكت لنا عن شجون السنين وحنينها وأنينها.. وفى وجوه صبرت وصمدت.. وحفر عليها الزمان خطوطا تحمل العبق والشجن والحلم القديم، ارتحالتى فى كوكب الشجن، أقدمها اليوم، آملا أن تصل إلى قلب المتلقى مثلما نبعت من شغاف قلبي. ويقول الدكتور أحمد نوار عن المعرض

يسلك عبدالعزيز الجندى مسارًا خاصًا من خلال علاقته بالمكان، الذى يتعايش فيه.. وتلمسه روحه قبل عقله

فالمكان له خصائص ومكونات، قد يكون جغرافيًا ثابتًا ولكن تتغير معالمه مع حركة الزمن التى لا تتوقف، وهذه المعالم والمكونات ليست قيمة تكمن فى الشكل فقط ولكن فى روح المكان التى تشبعت وتهجنت بأرواح البشر. وأعماله الفنية بمعرضه لا تبرز مهارات فى المنظور الأكاديمى ولا البناء التشكيلى التقليدى المتعارف عليه فى رسم الطبيعة أو البيئة، ولكن الفنان ببراعة وبخبرة متراكمة فى الأداء والمعالجات الفنية بما تحمله من مقومات مختلفة يأخذنا إلى ما يسمى « بروح المكان».

فلمسات فرشاته، وخطوطه تأتى من أعماق المكان، من داخله وليس من خارجه. لذا نشعر بشفافية مطلقة فى مساحات ألوانه المتداخلة، كأن الفنان عندما يتأمل المكان تستدعيه الذاكرة البصرية والحسية لمعايشته ككائن معمارى أو عناصر طبيعية تحمل جزءًا من تاريخ وحياة الإنسان.. لذا نشاهد العفوية فى كثير من المساحات محطما القواعد التى تعلمها فى بداية حياته الدراسية.. ولكن التحطيم هنا مقصود به الابتعاد عن جماليات البناء الكلاسيكي. ليأخذنا إلى روح المكان التى يكمن فيها تاريخ الإنسان وحياته. حركة اللون هى منظومة لونية بنائية تكشف عن سر هذه الملامح المدفونة داخل هذه الكيانات.. فعندما ندقق بعمق ونسافر بين هذا الفضاء، نكتشف أن بين هذه المصفوفة اللونية «ومضة ضوء» وهى متكررة فى معظم الأعمال الفنية السابقة والمعروضة الآن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق