ما بعد المقاطعة!

شنت جمعيات حماية المستهلك، تحت عنوان «مواطنون ضد الغلاء» حملات على الفيس بوك لمقاطعة شراء جميع انواع الفاكهة الموجودة حاليا فى الأسواق لمدة أسبوع لمحاربة الارتفاع الملحوظ فى الأسعار، والذى أدى الى عجز بعض المواطنين عن شرائها واتخذت شعارا لها هو «خليها تحمض» لأن الفاكهة سريعة التلف وتركها بدون استهلاكها يؤدى إلى فسادها وبشأن هذا الموضوع أوضح بعض الملاحظات الآتية:

أولا: يجب أن تشترى وزارة التموين ممثلة فى شركتى النيل والأهرام للمجمعات الاستهلاكية المحصول الناتج من المزارعين مباشرة وتوزيعه على المجمعات الاستهلاكية، وكذلك فى الميادين وأماكن التجمعات الشعبية بالأحياء وبيعها للمواطنين دون المرور على الحلقات الوسيطة الممثلة فى تجار الجملة والتجزئة، وبالتالى تكون الأسعار مخفضة ويقبل عليها المواطنون باطمئنان.

ثانيا: تقوم وزارة الزراعة ممثلة فى إدارات الإرشاد الزراعى والرعاية البستانية بالتعاون مع مديريات الزراعة بالمحافظات بعمل حملات لتوعية المزارعين بتأثير الظروف الجوية السائدة على انتاجية الفاكهة والخضر،ومدى جودة التقاوى، وكيفية الزراعة الجيدة والرعاية والمكافحة ومساعدتهم فى كيفية التغلب على ارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة والعمالة وأسعار النقل وغيرها مما يؤدى فى النهاية إلى ارتفاع المحصول الناتج كما وكيفا، ويسهم ذلك فى خفض الأسعار للمستهلكين.

ثالثا: لا أعتقد أن عملية المقاطعة سوف تكون لها جدوى ملموسة لأنه بعد العودة من المقاطعة سوف يرفع التجار الأسعار لتعويض خسائرهم فى فترة المقاطعة، ويتحمل ذلك المستهلكون.

رابعا: ربة المنزل يجب أن تقوم بترشيد الاستهلاك فى محيط الأسرة بحيث لا يتم حرمان أفرادها من تناول ما يحبون من الفاكهة المفضلة لديهم، ولكن يكون الاستهلاك طازجا يوميا مع عدم الإكثار من الاستهلاك بحيث لا يكون هناك أى فائض يلقى فى القمامة.

خامسا: أنادى بعمل ندوات يتم فيها دعوة ممثلين عن وزارتى التموين والزراعة وجمعيات حماية المستهلك وضد الغلاء وأيضا ممثلين عن كبار تجار الجملة والتجزئة الموجودين فى الأسواق الكبرى مثل العبور، و6 أكتوبر وأسواق وعواصم المحافظات المختلفة لوضع آليات لخفض الأسعار بدون التحامل على أى طرف.

م ـ نبيل سامى برسوم فرح

مدير عام بالزراعة «سابقا»