-
الأم : علمت بالحادث من أقاربى وتركت المنزل منذ فترة.. والنيابة تقرر حبسها
ربما يعجز اللسان عن وصف ما يسمعه أو يراه … هذا ما حدث مع هذه الجريمة، فالحادث أليم واقسي من أن يوصف لكنه القدر، فالأحداث المؤلمة تمر بسرعة تتداخل وتتشابك كسحاب في فصل الشتاء.
ففي اطار مسلسل الجرائم الغريبة التي نسمع عنها هذه الأيام، شهدت إحدي قري مدينة بنها جريمة أشد غرابة، قد يكون الجاني معلوما، ولكننا في انتظار اعلان وزارة الداخلية عن الفاعل الحقيقي، لكن في النهاية الجريمة بشعة فنحن، أمام جريمة تم العثور فيها علي جثث 4 أطفال ووالدهم داخل شقتهم، وهنا عندما يأتي رجال الأمن للكشف عن الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة لا يجدون أنفسهم إلا أمام مجموعة ألغاز وخيوط متشابكة في النهاية تسهم في زيادة الغموض حول مرتكب هذه الجريمة.
يوسف «51 سنة» .. عمرو «21 سنة» .. سماح «8 سنوات» .. سما «3 سنوات»، 4 أطفال أجمل من الورد وأنقي من الياسمين يملأون المكان فرحة وبهجة، فكان الصمت في عيونهم يشدو بالحلم الحميم، وفرشوا أولي سنوات العمر بالطموح، كانت تفوح منهم رائحة البراءة وعطر الطفولة، كانت أمانيهم بحجم السماء والأرض، حتي جاءت اللحظة التي لا لحظة بعدها، تفاصيل الحكاية بدأت عندما تلقي مدير أمن القليوبية اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية بلاغا من الأهالي بانبعاث رائحة كريهة من أحد العقارات بمنطقة المعهد الديني بقرية الرملة ببنها، وبالانتقال والفحص تبين وجود 4 أطفال ووالدهم في حالة تعفن، وتكثف الأجهزة الأمنية بالقليوبية، جهودها لكشف غموض هذا الحادث، وكشفت المعاينة المبدئية عن أن الشقة محل الواقعة تقع في الطابق الرابع بمنزل مكون من 4 طوابق، وتوصلت التحريات الأولية إلى أن الضحايا الخمس ليسوا من سكان القرية الأصليين وأنهم حضروا إليها من إحدى المحافظات المجاورة وسكنوا في الشقة محل الواقعة منذ عامين، وأن الأب يعمل فى مطعم «فول وطعمية» ويدعى «محمد» 83 سنة، وأنه واولاده الأربعة كانوا غير مختلطين بأحد، هنا بدأ رجال الأمن يكثفون البحث عن زوجة المجنى عليه والتي اختفت في ظروف غامضة مما زاد من غموض الحادث.
وكشفت الرسائل الخاصة، التى عثر عليها رجال الأمن علي الهاتف الخاص بالمجني عليه عن الحالة التى كان يعيشها الأب قبل وفاته، والتى ارسلها لشقيقته يعرب فيها ضيق حاله وكرهه لزوجته، وأنه سيحاول الانتحار للخلاص من حياته، لكنه أكثر ما يخشى عليه اولاده وأنهم لاذنب لهم في العيش وسط هذا النكد المستمر، هنا السؤال إذا كان الزوج قد انتحر فعلا فلماذا اختفت الزوجة إذن؟ إلى أن جاءت الإجابة علي لسان هبة زوجة المجني عليه وأم الأطفال، حيث قالت أمام مصطفي حشمت مدير نيابة مركز بنها أنها علمت بالحادثة من بعض أقاربها، وأنها ليست لها علاقة بالجريمة وأنها رغم خلافاتها مع زوجها فهي كأم لا يمكن أن يطاوعها قلبها لقتل أطفالها، وانها تركت زوجها والاولاد منذ فترة لوجود الخلافات بينها وبين زوجها بسبب ضربها باستمرار. وأمرت النيابة بحبس الزوجة على ذمة القضية لحين ورود تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة.
حيث أمر اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن بسرعة كشف غموض الحادث بعد الاستماع إلي اقوال الام بينما تمكن فريق البحث الذى امر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام من الوصول الي معلومات مهمة حول الحادث، ومن المنتظر أن يتم الاعلان عن التفاصيل الكاملة عن أسباب الجريمة خلال ساعات القادمة من خلال التحريات التى يشرف عليها اللواء محمود أبو عمرة مدير مباحث الوزارة واللواء حسني عبد العزير واللواء اشرف توفيق وكيلا المباحث بقطاع الامن العام
ومن ناحية اخريى، قالت شقيقة المجنى عليه إن زوجة شقيقها محمد «هبة»، كانت سيدة لا تطاق وكانت تفتعل المشاكل معه بسبب مصروفات المنزل، خاصة أن دخله كان محدودا، وكانت تطلب منه أموالا فوق طاقته، كما ان ابنه عمرو، كان مريضا بكهرباء زيادة في المخ، وكان يحتاج إلي أموال كثيرة للعلاج. لذلك كانت الخلافات مستمرة بينهما وكانت تترك المنزل غاضبة وتعود مرة أخرى، وكثيرا ماتدخل الأقارب للصلح بينهما.
بينما أكد عدد من أهالي القرية أنهم آخر مرة شاهدوا فيها المجني عليه وأولاده كانت منذ حوالى أسبوع، وأن الزوجة والدة الأطفال لم تكن ترتدى نقابا فى بداية مجيئها للمنطقة، وخلال الأسابيع القليلة الماضية فوجئنا بارتدائها النقاب، وأن والزوجة قالت لجيرانها أنها ارتدت النقاب من كثرة الاصابات الموجودة فى وجها نتيجة اعتداء زوجها عليها بالضرب باستمرار، مؤكدين انها اختفت من القرية منذ عدة أيام ولم يشاهدها أحد منذ مطلع الأسبوع، الذى وقعت فيه الجريمة.
تم نقل الجثث لمشرحة مستشفي بنها العام، وأخطرت النيابة العامة، فأمرت بندب الطب الشرعي والمعمل الجنائى لمعرفة سبب الوفاة وظروف الواقعة، وملابساتها والتصريح بدفن الجثث عقب ذلك.
علي الفور، أمر اللواء علاء فاروق مدير المباحث، بتشكيل فريق بحث بقيادة المقدم أيمن عادل لكشف غموض الحادث.
رابط دائم: