رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بالفيديو..يجيد العزف على الأورج بالنوتة الموسيقية.. هادى يهـزم التوحـد بـ«الكيك» والمكرونة بالصلصة

أحمد عامر عبدالله

هادي، اسم على مسمى كما يقولون، شاب يعيش فى عالمه الخاص، يبدع فى صمت، يترك أنامله تعزف فى سكون، تفاعل مع مقطوعاته الموسيقية حتى يصل إلى حد الرقص، يعد طعامه المفضل بهدوء، يرفض أن يشاركه أحد، فهو يجيد الاعتماد على نفسه، لا يشعر بمن حوله، ومن حوله لا يعرفون ما بداخله.. إلا أمه، فهى الوحيدة التى تشاركه مشاعره المختلفة، وتساعده على تحقيق رغباته.. وبفطرة وغريزة الأمومة استطاعت تلبية طلبات أبنها «المتوحد» مع ذاته، وتعيش معه فى عالمه الخاص، رافضة خروجه منه، بل دخلت هى إلى هذا العالم، واكتشفت أن الله عز وجل وهب ابنها « هادى محمد رفيق» عقلا مميزا، يختلف عن باقى البشر، فقامت بتدريبه على استخدام أدوات معينة، فأبدع وتفوق.

تقول نهى عامر والدة هادى (16 عاما): ولد أبنى طبيعيا، وكان طفلا عاديا، وبعد مرور عامين ونصف العام اكتشفت أنه لا يتكلم بشكل سليم مثل بقيه الأطفال، ولكنه يخرج «همهمات» وبعض الكلمات غير المفهومة، فذهبت به إلى طبيب متخصص، فكانت صدمتى كبيرة عندما أخبرنى أنه يعانى من سمات مرض التوحد.

ومنذ هذا الوقت قررت أن أتفرغ له تفرغا كاملا، وبدأت القراءة حول هذا المرض لكى استطيع التعامل مع ابنى بشكل سليم، هذا بجانب جلسات التخاطب وتنمية المهارات التى نصحنا بها الطبيب، وعندما وصل إلى عمر 4 سنوات، قمنا بإجراء جلسات «تكامل سمعي» (AIT) فى الأذنين لتفعيل موجات فى المخ، وهذا العلاج جعله يأكل أكلا طبيعيا مثلنا، فقبل ذلك كان يأكل أكلا روتينيا «مقليات فقط» كما بدأ يتحدث معنا بشكل متقطع ولكن بكلمات مفهومة، وبعد ذلك قمنا بتكثيف جلسات التخاطب من خلال الجمعية المصرية للتوحد، التى ساعدت فى تهيئته لكى يدخل المدرسة.

ودخل هادى مدرسة خاصة وهو فى عمر 6 سنوات، واستمر فيها 4 سنوات، ثم نقل لمدرسة أخرى قسم أمريكي، وكانت تابعة لمؤسسة خاصة، لكى يصبح تحت رعاية أساتذته المفضلين لديه محمد مصطفى ومحمد كمال اللذين بذلا معه مجهودا كبيرا فى إعداده تعليميا واجتماعيا.

> .. وفى أثناء إعداد عصير الموز

وعن تعامله مع أشقائه فى المنزل قالت: ابنى اسم على مسمى كما يقولون، فهو «هادي» فى تعاملاته مع الجميع، وأنا بدورى حريصة على شغل وقته من خلال جدول يومى متكامل، من الصباح الباكر حتى نهاية اليوم، ولا أتركه لحظة واحدة حتى فى أثناء النوم أكون بجانبه، كل ذلك لكى لا يجد فرصة للجلوس منفردا كما يفعل كل «التوحديين»، وهذا ما ساعده بقوة على اندماجه معنا فى المنزل، ومع الآخرين خارج المنزل، فى تعامله مع الناس، الأغراب تجده طبيعيا ومبادرا فى السلام والتحية دون خوف أو رهبة.

وعندما أتم هادى عامه الثالث عشر وبالتحديد فى عام 2016، بدأنا الاتجاه نحو الرياضة، وهذه كانت نصيحة من كابتن السباحة الذى شاهده بالمصادفة فى حمام سباحة أحد الأندية الرياضية، وبدأنا مشوار التدريب، وحقق ابنى تقدما ملحوظا فى وقت قصير بسبب رعاية المدربين له وحبه لممارسة السباحة منذ الصغر، حتى أصبح بطلا للجمهورية 3 سنوات متتالية، وبجانب ممارسة السباحة، يمارس هادى حاليا رياضة التجديف وهى لعبة جديدة على الأشخاص ذوى الإعاقة.

> .. ويعد طبق سلاطات

وبعد ذلك نصحتنا الطبيبة النفسية التى كنا نتابع معها منذ البداية لتعديل سلوكه النفسى بأن نعلمه العزف على الآلات الموسيقية، لان الموسيقى مفيدة لحركة التناغم (السمعى – الحركة) اليدين مع الأذنين، وبالفعل أحضرت له مدرسة خاصة «سامية شنودة» لتعليمه الموسيقى فى المنزل، التى كانت لها دور كبير فى تنمية مهاراته، وبذلت معه مجهودا كبيرا، وكان عندما يعزف يحاول الغناء مع الموسيقي، مما ساعد فى تحسن حالته، وقامت المدرسة التى كانت تحضر له يوما كل أسبوع لمدة ساعتين بتعليمة كيفية العزف عن طريقة «النوتة» الموسيقية، وبعد مغادرتها كان هادى يتدرب مع نفسه، وذلك بتطبيق عزف المقطوعات التى تختارها له المدرسة، وكانت استجابته عالية معها لحبه للموسيقى والعزف، وبعد عامين من استمراره فى تعلم الموسيقى شارك فى مسابقة لذوى الإعاقة تابعة لنقابة الموسيقيين، وحصل على المركز الثالث، وعزف فى المسابقة مقطوعة «جانا الربيع» لفريد الأطرش، وكان الشاب الوحيد الذى قام بعزف هذه المقطوعة من بين جميع المشاركين، كما شارك بعدها فى مسابقة مركز الإبداع الثقافى التابع لوزارة الثقافة، من خلال عزف مقطوعتين (أجنبى وعربي). وعشق هادى للموسيقى جعلنا نقوم بإنشاء قناة خاصة له على اليوتيوب باسمه، وكل مقطوعة موسيقية يقوم بعزفها نصورها ونحملها على القناة حتى تكون متاحة لجميع المشتركين فى القناة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب تعلقه بالتكنولوجيا الحديثة أحضرت له مدرسا خاصا فى المنزل حتى يعلمه كيفية التعامل مع شبكة الإنترنت وشبكات التفاعل الاجتماعى وقناته على موقع «يوتيوب»، لكى يتفاعل مع المشاركين، ويستطيع الاعتماد على نفسه فى حل المشكلات التى تواجهه فى أثناء تعامله مع شبكة الانترنت.

وتختتم والدة هادى كلامها عن هواياته المفضلة قائلة: لاحظت ميله إلى مشاهدة برامج «الطبخ» على موقع «يوتيوب»، وقيامه بتقليد ما يشاهده، فبدأت أشجعه على دخول المطبخ معي، حتى علمته كيفية استخدام جميع الأدوات، والآن فى وقت فراغه يدخل المطبخ بمفرده ويصنع «الكيك» المفضل له، ويعد العصير «الطازج» بنفسه، وأكثر وجبة يسعد بطهيها وأكلها بعد ذلك هى «مكرونة بالصلصلة»، كما يهوى عمل «الفراخ بانيه».

ويمكن مشاهدة فيديو خاص لعزف هادى على البيانو فى قناة الأهرام على يوتيوب عبر الرابط:

http://cutt.us/jvkv1

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    Ahmed
    2018/09/04 05:18
    0-
    1+

    دون خوف أو رهبة
    أحب عمل فيلم درامي عن هادي هو وأمه معا.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق