رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يتجلى داخل المتحف المصرى فى ذكرى رحيله..
سلماوى: أدب نجيب محفوظ امتداد لحضارة مصر المسطورة على جدران المعابد

إبراهيم فهمى

بين المسافة الفاصلة من أمام بوابة المتحف المصرى بالقاهرة إلى البهو الخلفى للمتحف حقب تاريخية كبيرة جسدت التاريخ أمام أعين الزائرين الذين لبوا دعوة من أمناء المتحف بالتحرير بعنوان «الأدب المصرى قديما وحديثا» وقام المتحف بتدشينها الخميس الماضى احتفالا بالذكرى الـ 12 لوفاة أديب نوبل وهو يوم الكاتب المصرى القديم.فأعادت الاحتفالية إلى الأذهان ذكرى وتاريخا منحوتا للملوك العظام من أجدادنا الفراعنة، وجاءت الدعوة التثقيفية التى بدأت بجولة داخل أروقة المتحف لتكشف الضوء عن الصلة الوثيقة بين الأدب لدى الفراعن ة وأحفادهم من جيل نجيب محفوظ.

وقد أكد الكاتب الكبير محمد سلماوى خلال الاحتفالية أن الحديث عن محفوظ يعد استكمالا للعرض التاريخى الذى استمعنا إليه من أمناء المتحف خلال جولة بين الآثار الفرعونية التى رأينا فيها عبق التاريخ متجسدا فى شخوص وشخصيات ملوك الفراعنة داخل المتحف، لافتا إلى أن محفوظ كان يردد دائما أنه ابن الحضارتين المصرية القديمة والعربية الإسلامية, مؤكدا أن الأدب نشأ فى مصر القديمة قبل قرون من نشأته فى الحضارة الهيلينية سواء الرومانية أو اليونانية، وأنه لفت انتباهه خلال جولته بالمتحف وجود الرواية فى مصر القديمة، لأنه عادة ما ينظر إلى الروايات على انها أدب غربي، ولكن الجولة فى المتحف المصرى أثبتت أن الرواية موجودة من قديم الأزل فى مصر والدليل رسائل الفلاح الفصيح، ورسائل أخرى كثيرة.

وبحسب سلماوى فإن الحضارة المصرية القديمة، لا تزال موروثاتها تنتقل من جيل لجيل، وضرب مثلا بالنحات الكبير محمود مختار، قائلا: إنه بالرغم من أنه تعلم فنون النحت فى أوروبا، إلا أن أعماله كثيرا ما تأخذ تأثيرها من الحضارة المصرية القديمة، وظهر ذلك جليا فى أهم إبداعاته وهو تمثال نهضة مصر، وكما هى قصة مختار، فهى قصة محفوظ أيضا.

الأدب الفرعونى

وأوضح سلماوى أن أدب نجيب محفوظ يعتبر امتدادا للأدب المصرى القديم وهو ناشئ من قلب الحضارة القديمة مستغرقا فى الواقعية، لافتا إلى أن اول عمل أدبى قام نجيب محفوظ به هو كتاب مترجم عن الحضارة الفرعونية القديمة، ثم بدأت أعماله الروائية فكانت أيضا عن الحضارة المصرية القديمة وأن محفوظ كتب أربعين فكرة لرواية فى كراسة مستمدة من التاريخ القديم وأنه كان يريد أن يكتب التاريخ القديم مثلما فعل «سير والترسكوت» الذى كتب تاريخ إسكتلندا من خلال الرواية، فكتب محفوظ عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة مؤكدا أن أهم محطات الأديب العالمى بدأت بكتابة تاريخ مصر القديمة منبهرا بالأدب الفرعونى الذى استلهمه فى رواياته، فكان معظمها حقيقيا وشديد الواقعية، فكتب زقاق المدق، والقاهرة 30 ويليهما الثلاثية، والتى كانت قمة المدرسة الواقعية فى الرواية المصرية الذى جذبته بعيدا عن الكتابة التاريخية والتى استمر على السير فى ركابها إلى آخر وقت من عمره.

وأضاف: أن محفوظ أكد له أن تعامله مع البسطاء والكتابة عنهم واستغراقه فى المحلية هو الذى أوصله للعالمية والحصول على جائزة نوبل فى الأدب.

وقال سلماوي:«كل من يقرأ لأديب نوبل يكتشف أن التاريخ القديم متأصل فيه والحقيقة هو ليس تاريخا قديما ولكنه ممتد ومتوارث».

واختتم سلماوى ذكرياته مع نجيب محفوظ قائلا: «أصر نجيب على اختيارى لأمثل مصر بديلا عنه أثناء تسلم جائزة نوبل نظرا لظروفه المرضية وكبر سنه، لافتا إلى أن ابن الجمالية كانت تتجسد فيه سمات الشخصية المصرية الأصيلة، والتى من أهم صفاتها الخلق الحسن، وكذلك روح الدعابة، بالإضافة لذلك فإن صاحب نوبل عرف عنه عزة النفس والتواضع، والترحيب بالآخرين دائما، مؤكدا أن أدب نجيب محفوظ كان يعالج مشاكل مصر قديما وحديثا وأن رواياته تميزت بالإسقاط على الواقع فعندما كتب «كفاح طيبة» التى جسدت تاريخ الكفاح المصرى ضد الهكسوس فإنه كان يريد إسقاط ذلك على مقاومة المصريين للاحتلال البريطانى فى القرن الماضى، وكان هذا هو سبب اختيار جريدة «لوموند» لها كواحدة من أهم روايات القرن العشرين لأنها عبرت فى موضوعها عن أحد أهم القضايا التى شغلت العالم فى ذلك القرن وحددت مسار الأحداث السياسية فيه ألا وهى قضية التحرر والاستقلال التى كانت السمة المميزة لتاريخ القرن العشرين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق