رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ماهية الفن الشعبى فى فِكر الفنان «راغب عياد»

محمود عوض عبد العال

الفنان الراحل راغب عياد من عظماء الفنانين التشكيليين الرواد, وهو أحد الفنانين الذين عاصروا نشأة الفنون الجميلة منذ أوائل القرن العشرين، حيث كان من أول من قيدت أسماؤهم فى مدرسة الفنون الجميلة مع محمود مختار ويوسف كامل ومحمد حسن وأحمد صبرى وعثمان دسوقى وأنطون حجار وفريد نجم وعلى حسن، وليس هناك من هو أقدر منه على الكتابة عن الفن الشعبى, حيث اشتهر برسومه المحفوظة بمتاحفنا فى مصر وفى عدد كبير من المتاحف العالمية، وعُرف بأنه شديد الاهتمام والعشق لاستلهام حياة البسطاء من الشعب المصرى فى تعدد أدوارها ومراحلها المليئة بالعمل والكفاح والجهاد المستمر.

ويشرح الفنان راغب عياد وجهة نظره فى الفن الشعبى فى كتابه «أحاديث عن الفنون الجميلة» وهى المحاضرة التى ألقيت بمتحف الفن الحديث فى يناير عام 1954، فيشير إلى أن هناك مفهومين عن الفنون الشعبية، أولهما ما يُفهم منه الإنتاج الشعبى أو الصناعى بما فى ذلك الرسوم التى يخططها عامة الشعب على جدران بيوتهم فى المناسبات الدينية كالحج، وفى حفلات العرس والختان، وبعض الرسوم التى تمثل بطولة أبى زيد الهلالى وعنترة بن شداد وغيرهما، ورسوم الوشم والخمسة وخميسة وما شابه ذلك من الانطباعات الشعبية التى يميل إليها عامة الشعب تعبيرا عن أحاسيسهم وخيالهم الفطرى البريء.

والمفهوم الثانى - وهو المقصود هنا- يتعلق بالفنون التشكيلية المعاصرة التى تهمنا بصفة خاصة, والتى نستوحيها ونستلهمها من حياة الشعب فى تعدد أدوارها ومراحلها المليئة بالعمل والكفاح, نستلهم من حياته موضوعات لمشاريعنا التشكيلية، نسجلها على لوحاتنا كل حسب وجهة نظره وتكيفه وفهمه وأحاسيسه, والنظرة من هذه الزاوية تختلف, وإن كانتا فى جوهرهما مرتبطتين بقوميتنا وحياتنا الشعبية.

الواقع أن الحياة الشعبية والفنان الشعبى عنصران متلازمان يستمد الأول وحيه من الآخر ويتمم كل منهما الآخر, - ويحكى راغب عياد قائلا - ولا أخفى أننى عندما بدأت دراستى الفنية بمعهد الفنون الجميلة لم أكن طالبا ممتازا، ولم احظ برضا أساتذتى ولم أنل تقديرهم لأنى كنت من الثائرين على الكلاسيكية والقواعد الفنية الضيقة المقيدة، كما كنت أكره الدراسات الأكاديمية البحتة كالرسم عن التماثيل الصامتة، لأنها كانت فى نظرى مجردة من الحياة، كما كنت أكره الاستماع إلى النظريات والأساليب المدرسية المحدودة وكل ما يتحتم اتباعه من أصول وقواعد موضوعة لا يمكن التحول عنها.

الفن ميدان عام يباح النزول فيه ومتسع للجميع بلا قيد ولا شرط، صحيح أن دراستى الأكاديمية الأولى علمتنى المبادئ الأولية فى الرسم، أما مدرسة الطبيعة «الشعب» فهى التى صححت نظرتى الفنية وقوَّت روحى المعنوية، وأرى فى الاستعراضات الشعبية صورا حية لمشاعرهم المجردة من كل زيف، وصورة من تفكير الإنسان الذى لم يتعقد، انظروا معى فى الموالد بائع العرقسوس والسقا والأدباتى والشربتلى وصندوق الدنيا وخيال الظل والقراقوز ورسام الوشم وحلقات الذكر ورقص الخيل والعازفون على الطبل والمنشد المرتجل فى وقفته حين يضع يده على خده حتى تأخذه الجلالة.

إن رسالة الفنان الشعبى هى حماية التقاليد القومية ودعمها والمحافظة عليها، فهو جزء من تكريم الشعب المجاهد للفلاح الذى هو عماد البلاد والعامل فى صنعته والنوتى وصياد السمك، والعمل على دعم السياح عن طريق رسم الإعلان بالموضوعات السياحية الشعبية لتشويق السياح، ومساعدتهم على استيعاب ما تحوى مصر من فن شعبى تلقائى يقدرونه حق قدره.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق