هو بالفعل أحد نجوم الغناء محمد الحلو الذى عاصرته عندما كان طالبا فى معهد الموسيقى العربية قبل تخرجه مع مجموعة من أجمل الأصوات اذكر منها مدحت صالح ومحمد ثروت وغيرهما من أجمل الأصوات التى طالعتنا منذ عشرات السنين.
شباب واعد بحق ويحمل الموهبة اللازمة والضرورية للغناء الذى لا يعتمد على الدراسة فقط ثم عاصرته حقيقيا فى فرقة أم كلثوم التى كونتها رتيبة الحفنى وكان المايسترو الذى اختارته لها هو الراحل حسين جنيد.
كان هذا الفريق من الشباب هو الواجهة المطلة من خلال مسرح سيد درويش بالهرم وكانت حفلاته تقام كل أسبوعين.
والمهم أن هذه الحفلات التى تقام كل أسبوعين كانت تذاكرها أو عدد متفرجيها كاملة العدد.
أيضا كان يشرفهم بحضوره الفنان الكبير عبدالوهاب فى مناسبة أعياد ميلاده التى لم يكن يحب أن يحتفل بها.. لكن لا مانع من أن يحضر هذا الحفل ويلتقى بشباب الغد وتجده فى قمة الشباب والحيوية وهو يعتلى المسرح ليلقى كلمته.
كانت هذه الكلمة اكثر بلاغة من الغناء يستمتع بها الشباب ولكن كنت ألاحظ ماهو أهم من هذا الاستمتاع وهو انه كان من النوع الهادئ الرصين وليس ما نشاهده حاليا من ذلك الصخب المثير للضجة التى تنفض من داخلك الإحساس باللحظة البديعة والكلمات الهادئة والتى أشتهر بها ذكاء عبدالوهاب. من أبرز من شاهدتهم وسمعتهم فى هذه الحفلات كان الفنان محمد الحلو، وكانت أيضا من المطربات اللاتى يحظين بالاعجاب الفنانة المعتزلة سوزان عطية.
كان الحلو أحد حلويات هذه الحفلات لينطلق فيما بعد مشواره الذى صاحبه فيه زملاؤه جميعا. لكن الشئ الغريب أن هذه الأصوات تقدمت واشتهر اسماء اصحابها وتشكلت لهم مجموعات كثيرة من المعجبين، بحيث تستغرب من أين جاءت هذه الشهرة بدون دعاية فلم يكن ثمة دعاية لهذه الحفلات, ومع ذلك كانت الطوابير أمام المسرح تصل فى بعض الأحيان إلى ثلاثة أمتار.
فى هذا الوقت وفى هذا المسرح بدأت أشاهد محمد الحلو بعد تخرجه فى معهد الموسيقى العربية وكنت أشاهد الاستحسان الكبير الذى يلقاه خلال سفريات الفرقة فى الخارج وبالطبع فى البلاد العربية, ولو أن إحداها كانت فى إسبانيا, وكان الإقبال حتى من الإسبان يفوق التصور.
المهم الآن.. أين هذا الفنان المجتهد الموهوب الذى يحمل واحدا من اجمل الاصوات.. لا أشاهده هنا أو هناك.. إلا من بعض الأغانى المصاحبة للمسلسلات التليفزيونية.
لا أدرى السبب فى عدم ظهوره وعدم انتشاره بما يحق له من موهبة وصوت قوى. هل هناك مؤامرة؟.. هل هناك مشكلة أطلب من أساتذة الغناء وأساتذة معهد الموسيقى العربية أن يفيدونا بهذه المشكلة.
رابط دائم: