رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«وصف مصر بالجريمة»..
كتاب يرصد الواقع المصرى من خلال الحوادث

سارة عبدالعليم

الجريمة ، كما يذهب نبيل عمر هى بالفعل مرآة يرى فيها اى مجتمع نفسه عاريا بلا ورقة توت تستر عوراته. وجاء كتابه وصف مصر بالجريمة : ماذا حدث فى قاع المجتمع فى 25 عاما فى وقته تماما لأن العنف تحول الى فعل يومى يحدث فى غيبة إرادة تقف به عند حد .

الكتاب يقع فى 227 صفحة وكل فصل من فصوله السبعة يشرح الفكرة التى يدور حولها موضوع الكتاب من وجهات نظر مختلفة.

فى الفصل الأول من الكتاب»جرائم الدول الغائبة» يستعرض الكاتب مجموعة من الأمثلة الحية من واقع المجتمع وكيف أن المواطنين يلجأون للجريمة لحماية أنفسهم بدلا من أن يلجأوا للقانون والذى من المفترض أن يكون هو الدرع الأولى التى يحتمى بها المواطنون. ويقول الكاتب أن القاسم المشترك بين معظم الجرائم هو «الوقاحة» لأن معظم الجرائم ترتكب فى وضح النهار على مسمع ومرآى من الجميع بل وبالقرب من أقسام الشرطة. ويتهم الكاتب النظام السياسى الحاكم فى مصر على مدار الـ25 عاما الماضية بأنه هو المحرض على ارتكاب الجرائم وأن الحكومة هى من يكتب تصاريح دفن لجثث ضحايا الجرائم الوقحة «ببرود»، بدلا من أن توفر لهم حياة كريمة. ويرى الكاتب أن سمات الجريمة أو طابع الجريمة بدأ يفرض نفسه ويرسم ملامح المجتمع، فصفحات مواقع التواصل الاجتماعى بدأت تتلون بألوان الجريمة وضرب الكاتب مثالا حيا لصفحة على فيس بوك بعنوان «السراج لأعمال البلطجة واستخلاص الحقوق»، ويرى الكاتب أن هذا دليل على أن المجتمع تحكمه ثقافة الفساد وينقصه إعمال القانون ناهيك عن جرائم غسيل الأموال التى تزداد كل يوم فى بلد لا يسأل فيه أحد من أين لك هذا.

ويتهم الكاتب الحكومة بأنها «مغيبه» عن قصد وهى من تعطى الضوء الأخضر للجرائم أن تحدث، والخلاصة هى أن الدولة هى المتهم الأول فى وقوع الجرائم. ومرورا بفصول الكتاب من الفصل الثانى إلى الفصل السادس، يستعرض الكاتب مجموعة من الصور الحية من وقائع الفساد المتغلغل فى الحياة فى مصر ، منها الواقعة الشهيرة التى حدثت داخل شقة مدير عام المشتريات فى مجلس الدولة وحجم المضبوطات التى وجدت داخل منزله من ملايين الجنيهات بجنيه مصرى والدولار الأمريكى واليورو الأوروبى والريالات السعودية، ويقول الكاتب إن أجهزة الرقابة دائما ما تكتشف الحقيقة «بعد خراب مالطة».

وتحدث الكاتب أيضا عما حدث فى نقابة الصحفيين، وأدان دخول ستة من رجال الشرطة لتنفيذ أمر ضبط وإحضار لاثنين من المتهمين المطلوبين للعدالة، وقال إن ما حدث لا يعد اقتحاما لمبنى النقابة إنما هو خرق للقانون الذى يقضى بأن تسترد النيابة حق التفتيش عن المتهمين فى حال وجودهم داخل أى نقابة مهنية أو برلمان أو حزب، ويرى الكاتب أن أول من يخرق القانون هم رجال تطبيق القانون أنفسهم. وتطرق الكاتب أيضا لبعض الجرائم التى حصل عليها من ملفات الأحوال الشخصية والتى بين من خلالها التفاصيل الدقيقة لجرائم المصريين الذين يرتكبونها فى حق أنفسهم أولا ثم بعد ذلك فى حق المجتمع.

وفى الفصل الأخير من الكتاب الذى يحمل عنوان «الفرار من الوطن»، يركز الكاتب على الجانب الإنسانى الذى يسبب حدوث الجريمة والوقوع فى الخطيئة ، يقول الكاتب إن البطالة تسبب الإحباط والحقد والعجز والاكتئاب بل والانتقام وتكون أول خطوة فى طريق انهيار المجتمع. ويشرح نبيل عمر من خلال بعض الأمثلة كيف أن البطالة والظلم يشعران الإنسان بالقهر والقهر بطبعه مهدد لأمن أى مجتمع ويؤدى للخيانة. ويقول الكاتب بوضوح إن الجانى نعم هو جانى لكنه أيضا ضحية!، فهو جان فى لحظة جنون ويأس وفشل، وضحية فى نفس الوقت لنظام عام بكل جوانبه من تعليم وتنمية وقيم وعمل، هو جان بالإكراه فى نظام جان مع سبق الإصرار والترصد، وينهى الكاتب بعبارة قوية تتهم الحكومة والنظام بأنه «نظام عام قادر على صناعة منحرفين أكثر من قدرته على صناعة التنمية».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق