الرائد التشكيلى محمود سعيد كان له العديد من الإبداعات بل والمدرسة الفنية الخاصة برؤيته ومعايير لوحاته الجمالية والتى باتت اليوم تتصدر قوائم أغلى اللوحات العالمية بالعديد من قاعات المزادات الفنية حول العالم، فقد سجل الفنان طوال حياته كل التفاصيل الإنسانية والحياتية الشديدة الصلة بالمجتمع المصرى والعربى بكل وتفاصيلها ولم يكن هناك أهم من شعائر فريضة الحج من كل عام ومظاهر الاحتفال بعيد الأضحى من ذبح الفداء وإقامة الصلوات ليعبر عنها بتجليات روحية وجمالية رصدها بدقة وجسد تلك الأوقات والذكريات بخطوط ورسوم مبدعة مضيف إليها من مشاعره العقائدية والنفس المتعبدة والتواقة لشريعة الله سبحانه وتعالى لتأتى لوحاته المستلهمة من عمق التدين الوسطى وطبيعة الشخصية المصرية المستنيرة، وتظل حتى يومنا هذا خير مرجع مرئى للعالم أجمعه عاكساً ملامح المجتمع الذى عاصره الفنان محمود سعيد فمن خلال لوحاته الأولى عن «عيد الأضحى» والتى ابدعها عام 1917م، ليسجل بخطوطه وألوانه عاداتنا المتوارثة المعبرة عن مظاهر العيد وذبح الأضحية وقد حققت اللوحة رقما قياسيا فى بيعها بمزادات كريستيز بدبى واللوحة الأخرى الشهيرة بمتحف الفن الحديث المصرى بدار الأوبرا تحت عنوان «الصلاة» من عام 1934 م،والتى عبر من خلالها عن تراص وانتظام المصلين فى أجواء من الخشوع بالصلاة وتظل أعمال هؤلاء المبدعين وغيرهم منابر من الجمال والإبداع تضىء مشاهد حياتنا وأعيادنا الدينية والوطنية لتغلفها بمزيد من البهجة والتواصل مع قيم من الأجيال الماضية.
لوحة "الصلاة" للفنان محمود سعيد
رابط دائم: