رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«جون مكارثى» صاحب أول دار نشر للكتاب العربى فى سويسرا: محبة اللغة العربية وارتباطى بالمنطقة العربية كانا سبب إنشاء الدار

جنيف ــ د.آمال عويضة
جون مكارثى

لم يتخيل استشارى الأعمال والخبير الأمريكى «جون مكارثى» أو «أبو حنا» كما يدعوه الأصدقاء العرب أنه سيتجه بعد سنوات من تقاعده لعمل مغاير لما اعتاد عليه طوال عدة عقود، إذ قبل شهور، وبعد نحو 35 عامًا من الحياة كرجل أعمال فى مدينة جنيف عاصمة الثقافة الفرانكفونية.

أسس «جون مكارثى» مؤسسة تحمل أول حروف اسمه تعد الأولى من نوعها فى نشر الكتب باللغة العربية فى سويسرا، وجاء ذلك متزامنًا مع إطلاق النسخة العربية من الكتاب «الموسوعى» صناعة سويسرية، القصة غير المروية لنجاح سويسرا أو«سويس ميد» الذى بيع منه حتى الآن نحو ربع مليون نسخة، بست لغات أحدثها العربية، حيث تم إعداد وترجمة وطبع الكتاب فى سويسرا، ومنها طار إلى لبنان والقاهرة قبل المشاركة فى صالون جنيف للكتاب هذا العام.

الاهتمام باللغة العربية

يقول مكارثى: يعود اهتمامى بالمنطقة العربية ولغتها إلى منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي، عندما بدأت دراسة اللغة العربية المعاصرة فى جامعة برينستون الأمريكية، ثم اختيارى كأحد طلاب بعثات التبادل لدراسة اللغة العربية والأدب بمركز الشرق الأوسط للدراسات العربية لمدة عام انتهى يونيو 1967، ومنذ ذلك التاريخ، عشت فى لبنان الذى احتضن أسرتى الصغيرة المكونة من زوجتى وطفلين حتى نوفمبر 1975 قبل خروجنا مع بدايات الحرب الأهلية للعيش فى لندن، وارتبطت فى تلك الفترة بعدة أعمال فى المنطقة العربية، فعملت فى إحدى شركات تقديم الاستشارات، ثم مسئولا عن التوظيف فى منطقة الشرق الأوسط، وفى عام 1985 انتقلت للعيش فى جنيف للاستقلال بعملى الخاص، كما تم ضمى فى العام نفسه إلى مجلس أوصياء المدرسة الدولية الأمريكية الخاصة ببيروت «آى سى»، وهو ما حافظ على علاقتى بذلك البلد الذى عدت إليه عام 1999، لأعيش بعدها متنقلًا بين العالم العربى وأوروبا كمستثمر فى الشركات الناشئة فى سويسرا.

ومنذ أربعة أعوام، وبعد تقاعدي، عاودنى حلم استكمال دراسة اللغة العربية فى جنيف، وتنشيط الذهن بحصة أسبوعية لمدة عام على يد معلمة سورية، وذلك قبل الانتقال إلى معلمة تونسية تدعى «بسمة الجوينى» حاصلة على درجة الماجستير فى الترجمة، ومطلعة على أمهات الكتب الفرنسية والإنجليزية، وبتشجيعها اتجهت لكتابة القصص، ومعها بدأ مشروع «ترجمة الكتاب».

صناعة سويسرية بالمصادفة

يستطرد مكارثى: فى الفترة نفسها وعلى التوازى، توالت أخبار نجاح كتاب «صناعة سويسرية» لصديقى الكاتب السويسرى الأمريكى د.جيمس برايدنج، ولفت نظرى محتوى الكتاب المتميز وانتشاره، ودارت بيننا حوارات سألته فيها عن إمكانية إصداره باللغة العربية لنحو 250 مليون قارئ أغلبهم من الشباب للتعرف على أسرار النجاح السويسرى، وعندئذ أجابنى أنه لم يفكر فى الأمر، ولكنه لا يمانع فى منحى حقوق الطبعة العربية، وهكذا عقدنا الصفقة، وترجمت «بسمة الجوينى» الكتاب بدأب ودقة، وتابعت تجهيزه وتنفيذه وإخراجه مع معلمى القديم اللبنانى «شاهين نمر» المقيم منذ أربعين عامًا فى زيورخ، حيث يعمل فى مجال تقديم الخدمات بالعربية والإنجليزية، ونظرًا لانشغالنا كفريق فى أنشطة أخرى، استغرق إنجاز الكتاب، البالغ عدد صفحاته 470 صفحة، وقتا طويلا، وهو ما هونه علينا المؤلف بقوله إنه حصل على راتب تفرغ كامل لمدة ثلاثة أعوام من جامعة هارفارد لإنجاز الكتاب بمعاونة فرق عدة من الباحثين لجمع وإعداد متن فصول الكتاب الأربعة عشر، وللحفاظ على الدقة نفسها ولصدور النسخة العربية بعد خمسة أعوام من نشر الكتاب، تمت إضافة التعديلات اللازمة ليكون مواكبًا للأحداث.

الاتجاه للنشر بعد التقاعد

يضيف مكارثى متذكرًا الانتهاء من طبع الكتاب فى أكتوبر الماضى: وصلتنى إشارة بطبع 3001 نسخة باللغة العربية، واكتشفت وقتئذ أننى أصبحت مسئولا عن توزيعه ونشره، وهى مهنة لم أمارسها من قبل فاتجهت لصديق محام نصحنى بتعديل نشاط شركتى المعتمدة فى جنيف، لأتحول بعد توقيع الأوراق اللازمة إلى ناشر معترف به. تلا ذلك الاتفاق على خطة النشر والإعلام والتسويق مع المصممة اللبنانية المقيمة فى جنيف كارول أبى سعد حداد «كرييتمانيا»، حيث تم تنفيذ شعار للشركة واختيار الخطوط المستخدمة فى منشوراتها، فضلًا عن إنشاء الموقع الالكتروني، والوجود على صفحات التواصل الاجتماعي، ووقعت الدار لاحقًا عقود طرح الكتاب فى السوق العربية مع عدد من المكتبات المصرية والعربية والعالمية، إلى جانب العمل على التسويق الإلكترونى والتسويق للمكتبات فى الخليج والإمارات والسعودية، حيث اصطحبت المؤلف إلى بيروت والقاهرة لتقديم عدد من المحاضرات حول «كيف أصبحت سويسرا البلد الأول عالمياً من حيث القدرة التنافسية والابتكار؟»، وعلى هامش تلك الأنشطة، طلبت سفارات سويسرا فى العالم العربى نسخًا من الكتاب لتقديمها كهدايا رسمية، وأجرينا عدة لقاءات مع مسئولين من الإدارة المصرية ووزارة التعليم العالى دارت حول ملامح التميز السويسرى الذى احتضن قصص نجاح رجال أعمال مهاجرين مثل «نيكولا حايك» اللبنانى الأصل، وغيره ممن قدموا للعالم منتجات ذائعة الصيت.

خطة الإصدارات القادمة

يختتم «مكارثى» كلماته بالحديث عن خططه القادمة بقوله: مبدئيًا، لن تتجه الدار لترجمة كتب أدبية، وإن كنت أفكر بصفة شخصية فى نشر مجموعتى القصصية «يوميات حنا» باللغتين العربية والإنجليزية، الموجهة لعرب المهجر ممن يبحثون عن كتب بالعربية لمخاطبة الأبناء الناطقين بلغة بلدهم الجديد، واليوميات عبارة عن مشاهد وحوارات قصيرة لطالب مراهق يتكلم الإنجليزية ويعيش فى لبنان يدعى «حنا» وهو النطق العربى لاسمى «جون» جاءت البداية بتشجيع من معلمتى التى اطلعت على ملف يضم عددًا من الحوارات القصيرة التى قمت بها كتدريبات على الكتابة باللغة العربية، وتم تعديل تلك الحوارات بإضافة الوصف اللازم لتتحول إلى قصص قصيرة أكتبها بالإنجليزية، ثم أقوم بترجمتها قبل أن تتولى معلمتى تحريرها قبل ضمها إلى الملف، ولدى الآن نحو ثلاثين قصة تتكون كل واحدة من ثلاثة أجزاء، وتشكل 3 مواسم عرض لمسلسل تليفزيوني.

من جهة أخرى، ولإيمانى بقانون الجذب، ومثلما وصلت لكتاب «صناعة سويسرية» لترجمته ونشره بعد سنوات من التقاعد، أنتظر الآن كتابًا آخر نافعًا، وسأتبع دومًا العلامات وأفعل ما أراه جيدًا وأسعى لأن يصل للآخرين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق