ليست المرة الأولى التى يقام فيها هذا المهرجان الموسيقى فى القلعة, ولكنه بدأ منذ سنوات وقد شاهدته فى بدايته ثم بعد ذلك بأكثر من ثلاث سنوات.
كان هو ذلك الملتقى الفنى الكبير الذى يقام فى هذه المنطقة.. منطقة القلعة وإذا قلنا القلعة فمعناه أن المتفرجين يأتون إليه من وسط البلد بل من وسط البلد القديم حيث الأزهر والجمالية والغورية والمغربلين وغيرها من أحيائنا الشعبية القديمة ذات الكثافة السكانية المرتفعة تلك التى لا تصل إليها معظم الأحداث الفنية إلا فيما ندر وأيضا لا يستطيعون الذهاب لما هو أبعد من هذا المكان ليشاهدوا عروض دار الأوبرا أو عروض المسارح المختلفة.فرضت عليهم هذه الأحياء البعد عن وسط البلد بجمهوره الحديث حيث الأحداث الفنية. هذا المهرجان استشعر أنه يقدم لفئة من المتفرجين الذين هم فى أحوج ما يكونون للاستمتاع بالفن.
والواقع أن الفن الذى يقدم لهم من خلال أصوات كبيرة وأسماء ذات شهرة تقدم لهم بالضبط ما يقدم لغيرهم من سكان المناطق الأخرى.
جهد بديع لدار الأوبرا المصرية وأبطالها فى التصدى لهذه الفئات من المتفرجين وتقديم أهم وأشهر ما لديهم من أسماء لهم.
أشاهد وجوه المتفرجين فلا أستشعر أننى شاهدتهم فى مكان آخر من تلك الأماكن الشهيرة لتقديم الفنون.
وهنا أذكر أوركسترا القاهرة السيمفونى عندما قاده المايسترو الراحل يوسف السيسى فى باب الغورى, وكان خلالها المتفرجون فى غاية السعادة.. لا يميزون ما يشاهدونه ويسمعونه ولكنهم يستشعرون بأنه فن جيد وعمل عظيم عليهم احترامه.
وهو نفس ما حدث عندما قام رئيس الأوبرا السابق د. مصطفى ناجى بجولة فى عدد من مدن صعيد مصر وكانت الأوركسترا بكامل عازفيها وأذكر أنه كان معه أيضا عازف البيانو المصرى العالمى صعيدى الأصل رمزى يسى, وأذكر وقتها كيف كان اهتمام جمهور الصعيد بهذا العمل الذى يقدم لهم لأول مرة..
نفس الشعور والسعادة والاهتمام بعمل يستحق الاهتمام حتى لو لم يكن من تلك الفنون التى تقدم لهم. سعيدة بانتظام هذا المحكى سنة بعد أخرى وسعيدة بأنه ربما تقدم عما قبل.. فهذا دين علينا لابد أن نقدمه لإخواننا المحرومين من مثل هذه الفنون.
رابط دائم: