مر عام على رحيل الكاتب المسرحى والسيناريست الكبير محفوظ عبد الرحمن صاحب فيلم «ناصر56» وفيلم «حليم» ومسلسل «أم كلثوم» ومسلسل «بوابة الحلوانى» وغيرها من أعمال درامية شهيرة.. وأيضا صاحب رصيد مسرحى له قيمته هو للأسف الأقل شهرة بين أعماله حتى إن الأجيال الشابة تكاد لا تعرف شيئا عن هذا الجانب المهم فى إبداعاته!!
ربما لأن بعض الشرائط المسجل عليها تلك المسرحيات فى التليفزيون قد فُقدت أو أصابها التلف، وربما لأن بعضها لم يصور أصلا وبالتالى لم يعد باقيا لنا إلا النص الورقى المكتوب.
ورغم احتفال المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بالكاتب الراحل احتفالا لائقا فى ذكرى الأربعين وإصدار كتيب يضم مقالات نقدية لبعض تلاميذه ــ شرفت ان أكون واحدا منهم ــ وكان الاحتفال على خشبة المسرح القومى بحضور د. ايناس عبد الدايم وقيادات وزارة الثقافة وتم عرض مشاهد من مسرحياته القديمة نالت استحسان الجماهير، إلا أن هذا لايكفى ولا يغنى عن طبع النصوص المسرحية لكبار كتابنا, خاصة ما نفد منها وتقديم أعمالهم فى خطط «الريبرتوار» المعطلة منذ فترة طويلة, بالإضافة إلى عمل جلسات قراءة للنصوص المسرحية والأدبية بشكل عام يشارك فيها شباب المسرحيين والمهتمين بالفنون.. صحيح أن الاحتفالات الأنيقة تؤكد احترام أجهزة وزارة الثقافة لقيمة المبدعين وتلقى الضوء على أعمالهم ولكنه لا يبقى منها فى النهاية إلا مجموعة أخبار صحفية وتقارير مصورة وعلى أفضل الاحوال كتيبات أعدت على عجل.. بينما قراءة النصوص وتدارسها, وإعادة تقديم بعض المسرحيات لجمهور من الشباب لم تتح له فرصة مشاهدتها فى العرض الأول يساهم فى تشكيل وعى المسرحيين الشباب ويربطهم بتراثهم.. ولمحفوظ عبد الرحمن مسرحيات عديدة متنوعة بين ما هو معاصر ومستلهم من التاريخ العربى وبين ما هو كلاسيكى وطليعى يجنح ناحية التجريب وتحمل أغلبها الاهتمام بالبعد السياسى, وتدعو الى الحرية والعدل الاجتماعى والحرص على الثوابت الوطنية ومن أهمها «عريس لبنت السلطان» و«حفلة على الخازوق» و«السلطان يلهو» و«كوكب الفيران» و«محاكمة السيد ميم» و«الحامى والحرامي» و«احذروا» و«بلقيس فى مملكة التيه» كما صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب دراسة مهمة قبل خمس سنوات بعنوان «الأداء السياسى فى مسرح محفوظ عبد الرحمن» للكاتب والناقد الكبير عبد الغنى داوود.. ولعل البيت الفنى للمسرح يتمم دوره المحترم فى تبنى مشروع القراءات المسرحية لكبار كتابنا بداية من يعقوب صنوع وتوفيق الحكيم ومسرحيات شوقى الشعرية, مرورا بإبداعات بيرم التونسى وبديع خيرى ويونس القاضى حتى نصل إلى شباب المسرحيين وتكون هذه القراءات بتكلفة قليلة ومساهمة من نجوم المسرح المصرى وتذاكر رمزية أو مجانية لطلاب المعاهد الفنية, فالفائدة هى تنمية عادة القراءة وإعلاء قيمة المعرفة وأدب الإنصات والحوار.
رابط دائم: