رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المستبد العادل!

بريد

قرأت مقال أ. أحمد عبد المعطى حجازى فى «الأهرام» بعنوان «الاستبداد والعدل هل يجتمعان؟» الذى أبدى فيه تعجبه من أن الشيخ محمد عبده قال «إننا فى حاجة إلى مستبد عادل» وتساءل مستنكرا ـ وله الحق فى ذلك ـ قائلا: «والسؤال الذى نوجهه الآن للإمام محمد عبده هو: هل يمكن أن يجتمع الاستبداد والعدل فى رجل واحد؟ وهل يستطيع المستبد أن يكون عادلا؟!».

وتعليقا على ما ذكره أقول: إن الشيخ محمد عبده قد ظلم ظلما شديدا فى نسبة هذه العبارة له، لأنها ذكرت محرفة لجمال الدين الأفغانى ـ وأقول محرفة، فلقد سمعت هذا من الدكتور محمود قاسم ـ يرحمه الله ـ الذى كان عميدا لكلية دار العلوم وهو يحاضرنا عن هذه الشخصية إذ كانت رسالته للدكتوراه فى «السوربون» ـ على ما أعلم ـ عن جمال الدين الأفغانى، ومما أذكره جيدا تأكيده أن هذه العبارة ليست لمحمد عبده، وليست للأفغانى بهذه الصورة.

ولقد رجعت إلى كتاب الدكتور قاسم: «جمال الدين الأفغانى حياته وفلسفته» فوجدته يذكر الآتى تحت عنوان «كلمات مأثورة لجمال الدين« «خير ما يحتاجه الشرق من الملوك القوى العادل»، ثم عقب الدكتور قاسم بقوله: «حرف بعضهم هذه الكلمة فقال المستبد العادل بدلا من القوى العادل».

إذن محمد عبده برىء منها تماما، والأفغانى برىء من ذكرها محرفة، ومن واجبنا أن نوضح ذلك إنصافا للحق وتصحيحا للتاريخ.

لقد سمعت محاضرة منذ سنوات لمحاضر يدعى أنها لمحمد عبده، وشاعت هذه العبارة لدى من يرون أنه مادامت هناك مصلحة للشعب من الحاكم فلا مانع من أن يكون مستبدا، وقد طلبت التعليق بعد انتهاء المحاضرة وأكدت أن هذا القول خطأ فى مفهومه وخطأ فى نسبته للإمام وهى عبارة متناقضة، فمن المحال أن يكون المستبد عادلا، ثم شفعت حديثى برأى الدكتور قاسم، فتخلص المحاضر من الموقف بأنه قرأها فى كتاب الدكتور محمد عمارة «الأعمال الكاملة لمحمد عبده»، وتشاء الظروف أن ألقى الدكتور محمد عمارة بعد أيام فى محاضرة له، فسألته: هل هذه مقولة محمد عبده، فنفى بشدة أن تكون هذه العبارة فى كتابه على أنها للإمام، فاستوضحته أكان للإمام رأى فى الحاكم، فأجاب: نعم، وفحوى ما قاله أن الحاكم يجب أن يكون من أكثر الناس خبرة بشئون الحكم والسياسة على أن يكون قويا حتى لا يخضع لضغوط خارجية وحتى لا تستغل بطانته ضعفه لمكاسب شخصية، وأن يكون عادلا فلا يؤثر أحدا على أحد، ولا فئة على فئة، وأن يأخذ بمبدأ الشورى.

د. محمود رفعت الشهابى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ^^HR
    2018/08/14 08:24
    0-
    0+

    وفى المقابل يقال"الحاكم الضعيف فتنة"
    القوى العادل هى الاقرب للتصديق عقلا ومنطقا
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق