بخطى ثقيلة يجر قدميه المحمومتين بالتعب والألم يزحف باحثا عن رزق ملقى فى الأرض أوفى صناديق القمامة، لا يعرف هل يواسى قدميه أم قدمى الحمار الذى صاحبه فى طريق المشقة يجر له عربته «الكارو».
تلك الكلمة الايطالية التى استقبلتها مصر منذ الاحتلال، تحمل خيرات الله من المهملات والكراكيب التى يعاد تدويرها وتصنيعها فى أسواق مخصصة، يديرها معلمون وتجار الباله والكراتين والورق، ويؤجرون العربات الكارو لهذا الرجل الذى أطلق عليه كلمة «عربجى» وتعنى من يجر العربة، ورغم ما التصق بهذا اللقب من إهانات تسبب بها البعض، إلا أن العربجى مهنة لازالت صالحه للاستخدام الآدمى لبعض من يعملون فى صمت لكسب قوت يومهم.
لا يملك رخصا ويخشى رجال الشرطة الذين يلاحقونه لمحاسبته على عدم الالتزام بقانون لم يوضع بعد، ومصادرة العربة وارسال الحمار إلى حديقة الحيوان وضياع المهنة الجائلة العشوائية التى يتكسب منها فى اليوم مابين 50 الى 150جنيها (حسب التساهيل ) والتى يدفع منها ايجار العربة بحمارها مائة جنيه، أما اذا كان يملكها فيجب عليه دفع غرامة تصل الى 700 جنيها لاسترداد العربة بالحمار التى تكلفت 4500 جنيه.
تلك الصناعة التى انفردت بها أشهر ورشتين وهما مصنع عبد المعطى والزعبلاوى واللذين يتصدر اسمهما خلفية العربة للتفاخر بانفرادهما بهذه الصناعة التى لازالت رغم ندرة العمل بها موجودة ومطلوبة لحمل الأثقال التى لا تصلح عربات النقل لحملها، أو للدخول الى حوار وأزقه لا تقوى العربات على اجتيازها أو للمناداة على من يملك الكراكيب محافظة على مهنة بائع الروبابيكيا، لتظل الكارو وسيلة نقل وكسب رزق مهمة تطالب بادراجها فى قانون المرور وتنظيم عملها ومنحها رخصة لكسر حواجز الخوف والعمل بأمان.
رابط دائم: