تقف مسلة بورسعيد شامخة صامدة تتحدى الزمن وكأنها واحدة من مسلات مصر الفرعونية العظمى، فهي تحكى للأحفاد قصة المدينة الباسلة التى دخلت التاريخ واحتلت مكانها بين مدن العالم التى لقنت الأعداء دروسا في الدفاع عن الوطن، وكيف استحقت، بتضحيات شهدائها، مكانتها العليا بين مدن المقاومة التاريخية (ستالينجراد – باريس – بور سعيد) فالمسلة شاهدة لذكرى شهداء بورسعيد فى مواجهة العدوان الثلاثي على مصر ولم تطمئن أرواحهم إلا بخروج أخرج جندي محتل للمدينة يوم 23 ديسمبر 1956، لتسطر بورسعيد ملحمة عيد النصر.
المسلة جرى إنشاؤها وسط ميدان وحديقة الشهداء فيما بين مبنى المحافظة والمحكمة وقد أزاح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الستار عنها وأطلق شعلتها الأولى بأول احتفال لأول عيد للنصر فى 23 ديسمبر1957، حيث غرقت المسلة يومها فى بحر بشرى هادر من أهالي بورسعيد المنتشين بانتصارهم.
وأمام النصب التذكاري للشهداء الواقع أسفل المسلة، وقف مشاهير العالم يضعون أكاليل الزهور ويؤدون التحية لأرواح الشهداء على وقع الموسيقى العسكرية، فهنا وقف الزعيم الروسي نيكيتا خرشوف برفقة عبد الناصر وبجوارهما جميلة بوحريد رمز المقاومة الجزائرية والأسطورة محمد على كلاى والرئيس العراقى عبد السلام عارف والرئيس الجزائرى أحمد بن بيلا ورائد الفضاء الروسي يورى جاجارين.
وهنا أيضا وقف الزعيم الراحل أنور السادات بطل العبور يدشن احتفالات مصر والعالم بإعادة افتتاح القناة فى يونيه 1975، برفقة ولى العهد الإيراني محمد رضا بهلوي وكذلك هنا أطلق الأهالى شرارة التمرد والعصيان لمواجهة النظام الفاشي الإخواني، معتصمين بالميدان فى 30 يونيو، فهنا المشهد الأجمل والأروع بين ميادين مصر بأسرها والذى ألهم الآلاف من المصورين وآخرهم المصور الشاب أيمن أبوالحسين.
رابط دائم: