رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الممرات البديلة» لم تصمد فى وجه القناة

شهدت السنوات الأخيرة زيادة أهمية القنوات والطرق البرية كأحد أهم عناصر التنافس الإقليمى والدولي، وتحاول العديد من الدول تشكيل ممرات وطرق خاصة تتحكم فيها إذ لم تعد المسألة اقتصادية فقط، ومن هنا تأتى أهمية قناة السويس والتى تسيطر على حوالى 7% من حركة التجارة العالمية، نظرا لموقعها الجغرافى المتميز، مما أكسبها أهمية استراتيجية واقتصادية، إلا أنه قد برزت مؤخرا مشاريع لطرق جديدة وإعادة إحياء لطرق قديمة، سواء بحرية أو برية، الأمر الذى شكل منافسة للقناة المصرية.

 

الممر الشمالى الشرقى

كشف تقرير لصحيفة الصين ديلى يوم 20/4/2016 عن أن الحكومة الصينية ستحث شركات الملاحة على استخدام »الممر الشمالى الشرقي« المار عبر المحيط المتجمد الشمالي، الذى فتح بفضل الاحتباس الحرارى الذى ذوب الجليد فى القطب الشمالي، لتقليل الزمن وتفاديا لتكاليف المرور عبر قناة السويس وقناة بنما. وإذا ما أرادت القناتان الاحتفاظ بجاذبية المرور عبرهما، فيجب على قناة بنما تقليل الرسوم بنسبة 30% تقريبا، وقناة السويس بنسبة 50% تقريبا. إذ ستقل الرحلة من شنغهاى بالصين إلى هامبورج بألمانيا عبر الممر الشمالى الجديد هذا بحوالى 2800 ميل بحرى عن الطريق المار عبر قناة السويس موفرة بذلك الوقت والوقود. وارتفع عدد السفن التى استخدمت هذا الطريق من نحو 5 سفن عام 2009 إلى 71 سفينة عام 2013، ورغم أن ذلك لا يقارن بحوالى 17 ألف سفينة شحن تعبر قناة السويس سنويا، فإن تضاعف السفن التى تستخدم هذا الممر يعكس الاهتمام الدولى به بفضل الاحتباس الحرارى أصبحت السفن الصينية قادرة على المرور عبر المحيط المتجمد الشمالى مختصرة الطريق إلى أوروبا دون المرور بقناة السويس، ونجد أن الصين الوحيدة التى هددت باستخدام هذا الطريق، وذلك للضغط من أجل تخفيض رسوم العبور، حيث تبلغ حصة بكين من إجمالى الحاويات المحملة العابرة لقناة السويس حوالى 23%. وبلغ حجم تجارة الصين من البضائع العامة العابرة لقناة السويس حوالى 107% من اجمالى البضائع العامة العابرة للقناة، وبلغ عدد سفن الحاويات التابعة لشركة الحاويات الصينية 452 سفينة، فيما بلغت المسال أو الكيماويات أعداد الناقلات التى تحمل البترول الخام أو منتجاته والغاز 118 سفينة، لكن رغم هذه التهديدات تعتزم مصر قريبا زيادة رسوم العبور معتمدة فى ذلك على صعوبة العبور فى الممر الجديد، خاصة فى فصل الشتاء، وأن قناة السويس ما زالت تتمتع بأهميتها الاستراتيجية اضافة لمساهمة مشروع القناة الجديدة فى تقليل ساعات الانتظار واختصار ساعات الرحلة عما كان عليه الوضع من قبل مقارنة بين طول الطريق المار عبر قناة السويس (باللون الأحمر) بطول الممر الشمالى الشرقى (باللون الأزرق).

 

طريق الحرير الجديد

افتتحت بكين، يوم 18/11/2014 أطول خط سكك حديد عابر للقارات بالعالم والذى اسمته »طريق الحرير الجديد« يمتد هذا الطريق من مدن الساحل الشرقى للصين حتى العاصمة الاسبانية »مدريد« وتبلغ هذه المسافة 13 ألف كم تقريبا، فى رحلة ستستغرق 17 يوما، بدلا من 6 أسابيع بالبحر. لا تعتبر الصين هذا الطريق مجرد سكك حديد تصلها بأوروبا بل مشروع استثمارى عملاق، ان اجمالى الاستثمارات الصينية فى 64 دولة ومنطقة تقع على طول طريق الحرير والحزام الاقتصادى المحيط به بلغ 161.2 مليار دولار حتى نهاية مايو 2015، بالإضافة إلى تأسيس بنك آسيوى للبنية التحتية بمشاركة أكثر من 50 دولة ليخدم المشاريع التى ستقام على هامش طريق الحرير هذا. قد يكون لهذا الطريق إن فعل بشكل كامل تأثيرات سلبية حقيقية على قناة السويس متعلقة بتمرير صادرات الصين إلى أوروبا مباشرة بعيدا عن قناة السويس. لكن هناك من يرى أن طريق الحرير هذا قد يخدم مصر، لأن تجارة الصين التى تخرج إلى الدول العربية والافريقية ستمر عن طريق قناة السويس مرة أخري.

 

قناة بنما وقناة نيكاراجوا

عملت بنما على توسعة القناة البحرية الخاصة بها والتى تربط بين المحيطين الأطلسى والهادى بطول 80كم والتى سيتم افتتاحها فى 26/6/2016، إذ نفذ أكثر من 97% من عملية تعميق مجرى القناة وبهذا ستستقبل سفنا يصل غاطسها إلى نحو 58 قدما بدلا من نحو 40 قدما.لكن تأثير ذلك سينصب على التجارة التى تصل إلى موانيء الساحل الغربى للولايات المتحدة، ولن يكون لها تأثيرات كبيرة على قناة السويس التى تتركز أهميتها فى توفير طريق مختصر لحاملات النفط من الخليج العربى إلى أوروبا، وكذلك فى الربط بين جنوب شرق آسيا وأوروبا. فى حين تتميز قناة بنما بملاءمتها الجغرافية فى تدفق التجارة بين اليابان واستراليا ودول أمريكا الجنوبية والساحل الشرقى لأمريكا الشمالية، إذ كانت سفن الحاويات الضخمة ـ والتى لا تستوعبها قناة بنما قبل توسيع وتعميق مجراها ـ تستخدم قناة السويس لنقل صادرات الصين إلى ساحل الولايات المتحدة الشرقي، ولكن بعد عمليات التوسعة سيؤثر ذلك على قناة السويس. ولكن هذا التأثير متوقف على عدة عوامل ارجعها الخبراء لمعدل الاقتصاد العالمى والتجارة العالمية، وتكلفة الخدمات ورسوم العبور.

فى مقابل قناة بنما التى تسيطر عليها الولايات المتحدة عملت الصين على حفر قناة جديدة بين المحيطين الهادى والأطلسى عبر أراضى نيكاراجوا فى مقابل قناة بنما التى تهيمن عليها الولايات المتحدة، بدأت شركة صينية فى ديسمبر 2014 مشروع حفر »قناة نيكاراجوا« والتى تربط هى الأخرى المحيط الأطلسى بالهادي، لمنافسة قناة بنما. وستمتد قناة نيكاراجوا إلى 278كلم طولا وبعرض يتراوح بين 230 ـ 520م وعمق 27.6م، بتكلفة تقدر بـ50 مليار دولار. ومن المتوقع أن ينتهى العمل فيها خلال خمس سنوات، وان تستطيع حمل ما يصل إلى 25 ألف حاوية، ويعتبر هذا المشروع ذا أهمية استراتيجية لان التمويل والتنفيذ سيكون صينيا وبدعم روسيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، الأمر الذى سيجعل بكين تتحكم فى معبر مائى دولى على مشارف الولايات المتحدة. لكن يرى »خبراء مصريون« عدم وجود تأثيرات سلبية لقناة نيكاراجوا على قناة السويس، إذ تخدم مناطق بعيدة عن تلك التى تخدمها قناة السويس.

.. ويبقى فى النهاية تأكيد خبراء النقل البحرى أنه بالرغم من الحديث المتكرر عن »الممرات البديلة« إلا أن إذا لم ترصد مصر أى تحركات للسفن بشكل يؤثر على المعدلات اليومية للملاحة بقناة السويس، والتى تبقى خارج منافسة أى قناة أو طرق بديلة، وأوضح الخبراء أن الهيئة اعتمدت خطة شاملة لتنمية مواردها وتعظيمها وجذب مزيد من العملاء، واعتبر أن هذه التصريحات تتكرر من أجل الاضرار بمصر دائما وفى كل مرة مع اقتراب موعد إعلان رسوم العبور الجديدة للقناة.

وأشار الخبراء على سبيل المثال إلى أنه لا يمكن استخدام الممر الشمالى الشرقى طوال السنة، بسبب تجمده لفترات تصل إلى 6 شهور، وان تكلفة إذابة الجليد أو تكسيره لتذليل الطرق أمام السفن للعبور سترفع تكلفة النقل، إضافة لصعوبة تغيير الخطوط الملاحية التى تتطلب تجهيز الموانيء لاستقبال الزيادة بعدد السفن المارة بها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق