رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«طعمية أم محمد»
بزيت المحبة

أحمد عامر عبد الله

شقتين طعمية سخنة يا حاجة- - حاضر يا ابنى..

لم أجد مدخلا للكلام مع أم محمد غير إفطارى بطعمية تعدها بيديها المليئتين بالندبات والحروق من جراء «طرطشة» الزيت.

بائعة الطعمية التى قاربت الخمسين ودعت شكل يديها الأنثوى منذ 20 سنة بعدما قررت الاعتماد على نفسها لتربية أولادها لمرض «أبو العيال» وهى لا تكف عن ترديد جملة «الشكوى لغير الله مذلة».

تستيقظ أم محمد من الساعة الثالثة فجرا، تصلى الفجر بالفاتحة فقط، لأنها كل ما تحفظه من القرآن، ثم تجهز عدة الشغل (عجينة الطعمية والزيت وحبات البطاطس والباذنجان والفلفل الأخضر) لتحملها على رأسها حتى تصل إلى مكانها المخصص بجوار موقف الفيوم بالحى السادس بمدينة أكتوبر.

تعددت محاولاتى لتشجيعها على أن تبث شكواها، لكنها كانت متوجسة حتى اتصلت تليفونيا بابنتها الكبرى لتأخذ رأيها، وفى أثناء المكالمة تابعت تعبيرات وجهها، حتى انطلقت ضحكة تنبئ بالموافقة على الحديث معي. فهى تعول 4 أبناء « ولدين» وبنتين وقفت بجوارهما وجهزتهما «من مجاميعه» حتى أكرمهما الله بالزواج.

هذه الأم «المقاتلة» فى ميدان الحياة محلها بسيط لا يزيد على (ترابيزة حديد فوقها قطعة قماش تحميها من أشعة الشمس وأنبوبة بوتاجاز وطاسة زيت) ورأس مالها الحقيقى فى محبة الناس التى تتجمع حولها.

أحلامها بسيطة، فقط تسدد 12 ألف جنيه ديونا  بعد زواج ابنتها الصغرى، وحلمها الأكبر أن يكون لها محل ملك فى الحى السادس يحميها من «البلدية» وغاية أمانيها أن تحج بيت الله الحرام بصحبة حماتها!.



رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق