يأتى الصيف بحرارته المرتفعة، التى غالبا ما تسبب عن حرائق هائلة تضرب بعض الدول، وخاصة دول أوروبا, فتنشب بين غاباتها ذات المساحات الشاسعة فيصعب على حكوماتها التغلب عليها بكل ما لديها من إمكانيات, مما يضطرها للاستعانة بالدول المجاورة.. وكان أخر تلك الدول اليونان، التى حولت ألسنة اللهب مناظرها الطبيعية الخلابة إلى قطعة من الجحيم.
وبعدما أدركت الحكومة اليونانية عدم قدرتها على السيطرة، أعلنت عن حاجتها لدعم برى وجوى من شركاء الاتحاد الأوروبي, وجاءت الاستجابة سريعا وقامت كل من إيطاليا وألمانيا وبولندا وفرنسا ورومانيا وقبرص وإسبانيا، بإرسال مساعدات فى شكل طائرات ومركبات ومعدات وأطقم إنقاذ من رجال الإطفاء والعاملين فى المجال الطبي. ولم تقم تلك الدول وحدها بإنقاذ الضحايا لما يملكونه من إمكانيات بل إن أصحاب السفن والمراكب والعاملين عليها هرعوا لإنقاذ من كانوا يلقون بأنفسهم فى البحر هربا من النيران، ورغم خطورة تعرضهم للاحتراق والاختناق إلا أن دافعهم الإنسانى كان أكثر قوة، ومن بينهم شاب مصرى يعمل على مركب يملكه يوناني، والذى نجح فى إنقاذ نحو ٢٣ شخصا. وفى عام ٢٠١٠ ، شهدت روسيا موجة حر غير مسبوقة تسببت فى إشعال النيران فى غابات شقها الأوروبى مما جعلها تتكبد خسائر مادية كبيرة لم تتمثل فقط فى المنشآت والمنازل والمصانع، بل وصلت لحد تدمير احدى القواعد العسكرية، والتى تتكلف المليارات، ورغم قيام الجيش الروسى بكل ما بوسعه إلا انه لم ينجح فى إخمادها وحده, ورغم الغرور الروسى المعهود إلا انه باقتراب النيران من أماكن وجود الأسلحة النووية, أصبحت روسيا على شفا كارثة كبري, وبعدما أدركت أنها لن تتحمل عواقبها, طالبت بالمساعدات الدولية، وسريعا ما جاءت الاستجابة من بعض الدول العظمى مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبولندا، والتى تنوعت مساعداتها ما بين طائرات إطفاء ورجال إنقاذ متخصصين وأدوات تصدى للحريق و١٠٠ ألف قناع واق وخراطيم مياه ومضخات ومولدات للطاقة.
رابط دائم: