رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأوبئة .. تكاتف إنسانى وبرجماتى

مع مطلع القرن الحادى والعشرين، واجه العالم تحديا جديدا تمثل فى انتشار مرض الالتهاب الرئوى اللانمطى الحاد المعروف اختصارا بـ «سارس»، وذلك بعد الإعلان عن وفاة العشرات بهذا المرض فى كل من الصين وهونج كونج وسنغافورة وتايوان وكندا، ومن ثم اعتبر المرض تهديدا عالميا. ودعت منظمة الصحة العالمية دول العالم للتكاتف لاستئصال أول وباء فى القرن الـ21. ورغم أن السلطات الصينية تبنت فى البداية سياسة التعتيم على المرض وعدد الاصابات فى بداية انتشاره، إلا أنها عادت بعد فترة وجيزة لتتبنى سياسة جديدة اعترفت بموجبها بحقيقة الوضع وعدد الإصابات، واتخذت إجراءات حاسمة فيما يتعلق بإجراءات الوقاية واحتواء الوباء، وسمحت لفريق من أطباء منظمة الصحة العالمية بالتوجه لشنغهاى لتقييم الوضع. وفى الوقت الذى أعلن العديد من دول العالم استعداده للمساعدة فى احتواء هذا الوباء بدافع إنساني، فإن ذلك لا يمنع وجود عوامل أخرى، منها ما سببه الخوف من تفشى المرض من حدوث ركود اقتصادى ملموس فى منطقة شرق آسيا. وهو ما دعا زعماء دول الآسيان لعقد قمة طارئة ناقشوا خلالها تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الأزمة التى تسبب فيها المرض. وخوفا من اتساع نطاق العدوى اتخذت السلطات الصحية العالمية إجراءات عاجلة لمواجهة انتشاره إلى أمريكا الشمالية. وقد أسهمت دول العالم المختلفة فى مواجهة المرض بأساليب غير تقليدية، حيث قامت احدى شركات الدواء الألمانية بتوزيع معدات اختبار جديدة للكشف عن الفيروس المسبب للمرض خلال ساعتين فقط بدلا من الاختبارات التقليدية التى تستغرق عشرة أيام، ووزعت معدات اختبار الفيروس مجانا. كما أعلن باحثون كنديون عن اكتشافهم التكوين الجينى للفيروس، حيث رحبت المؤسسات الطبية بهذا الإنجاز، بعد أن وصلت الإصابات بهذا الفيروس لثلاثة آلاف حالة وتوفى 117 شخصا فى جميع أنحاء العالم. أما دول غرب افريقيا فقد واجهت عام 2014 وباء «الإيبولا»، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الوباء يشكل حالة طوارىء صحية تستدعى الاهتمام الدولى. وفى استجابة سريعة تبرعت منظمات دولية بالأموال وحشدت العاملين والمتطوعين للمساعدة فى مواجهة الوباء المتفشى، منها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا «إكواس» والمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها والمفوضية الاوروبية، الى جانب الصليب الأحمر ومنظمة اطباء بلا حدود. وقد وصل التعاطف الانسانى لدرجة أن وزارة الداخلية الالمانية أوقفت ترحيل لاجئين لدول بعينها منها ليبيريا وسيراليون ونيجيريا والسنغال وغينيا بسبب انتشار الفيروس. خاصة بعد الدعوات المتواترة بضرورة أن يتكاتف العالم للتخلص من ايبولا. وقد عقدت العديد من المؤتمرات لدعم الجهد الدولى لمواجهة الفيروس الذى شكل تهديدا عالميا، وبموجبها تعهدت العديد من الدول بتقديم مساعدات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق